جديد المدونة

جديد الرسائل

الخميس، 30 أبريل 2020

(2)مواعظ رمضان


              تربية الرجل أهله على قيام الليل


قال تعالى:(وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) [طه:132].


-عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، قَالَتْ: اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ، مَاذَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنَ الفِتَنِ، وَمَاذَا فُتِحَ مِنَ الخَزَائِنِ، أَيْقِظُوا صَوَاحِبَاتِ الحُجَرِ، فَرُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ فِي الآخِرَةِ»رواه البخاري(115).

«عَارِيَةٍ فِي الآخِرَةِ» عارية من الخير والثواب.



-عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: تَضَيَّفْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، سَبْعًا، فَكَانَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَخَادِمُهُ يَعْتَقِبُونَ اللَّيْلَ أَثْلاَثًا: يُصَلِّي هَذَا، ثُمَّ يُوقِظُ هَذَا، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَصْحَابهِ تَمْرًا، فَأَصَابَنِي سَبْعُ تَمَرَاتٍ، إِحْدَاهُنَّ حَشَفَةٌ»رواه البخاري(5441).

«تَضَيَّفْتُ» بِضَادٍ مُعْجَمَةٍ وَفَاءٍ أَيْ نَزَلْتُ بِهِ ضَيْفًا.

«سَبْعًا»أَيْ: سَبْعَ لَيَالٍ.

«فَكَانَ هُوَ وامرأته»بُسْرَةُ بِضَمِّ الْمُوَحَّدَةِ وَسُكُونِ الْمُهْمَلَةِ بِنْتُ غَزْوَانَ بِفَتْحِ الْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَسُكُونِ الزَّايِ وَهِيَ صَحَابِيَّةٌ أُخْتُ عُتْبَةَ الصَّحَابِيِّ الْجَلِيلِ أَمِيرِ الْبَصْرَةِ.

«يعتقبون»بِالْقَافِ أَي: يتناوبون قِيَامَ اللَّيْلِ.

«أَثْلَاثًا»أَيْ: كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَقُومُ ثُلُثَ اللَّيْلِ،فَمَنْ بَدَأَ إِذَا فَرَغَ مِنْ ثُلُثِهِ أَيْقَظَ الْآخَرَ.اهـ من«فتح الباري»(5441).

وفي هذا الحديث والأثر:

 عبادة أبي هريرة وأنه كان كثير العبادة.

كرم أخلاقه  فالضيف ينزل عنده رضي الله عنه.

 المكث أكثر من ثلاثة أيام عند من نزل عليه،وهذا يكون برضا المضيف.

التعاون على البر والتقوى.

فضل أبي هريرة وأنه كان رجل علم وعمل وعبادة وسِبَاق.

(وفيه ما يدل على أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم كان يساوي بين أصحابه في القسمة حتى في التمر فيعده عددا، وأما أن تكون تمرة أكبر من تمرة، فإن هذا مما يعفى عنه في القسمة،لأنه لا يحسن اعتباره.

وفيه أيضا من الفقه: أن الشيء إذا كان قليلا فالسنة فيه أن يوزع على مثل ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم  في هذا التمر، لتبيين كل واحد من القوم أيضا،إذ ليس بالغا بواحد منهم مبلغ الكفاية فكان ربما يوسوس له الشيطان أن غيره قد وصل إليه أكثر مما وصل إليه هو.

والحشف: أردأ التمر. والمضاغ: الطعام يمضغ)ما بين القوسين من«الإفصاح في معاني الصحاح»(8/8). 


-عن أَسْلَمَ  وهو العدوي مولى عمر بن الخطاب أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَبِيتُ عِنْدَهُ أَنَا وَيَرْفَأُ، كَانَ لَهُ سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي فِيهَا،فَرُبَّمَا لَمْ يَقُمْ،فَنَقُولُ:لَا يَقُومُ اللَّيْلَةَ كَمَا كَانَ يَقُومُ، وَكَانَ إِذَا اسْتَيْقَظَ أَقَامَ يَعْنِي أَهْلَهُ،وقال:﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْعَلَيْهَا﴾أخرجه ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ في«تفسير القرآن»(7/2442)بسند صحيح.


الأربعاء، 29 أبريل 2020

(1)مواعظ رمضان

        من الأشياء التي تكون سببًا في نقص أجر الصائم

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: اعْتَكَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ، فَسَمِعَهُمْ يَجْهَرُونَ بِالْقِرَاءَةِ، فَكَشَفَ السِّتْرَ، وَقَالَ: «أَلَا إِنَّ كُلَّكُمْ مُنَاجٍ رَبَّهُ، فَلَا يُؤْذِيَنَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَلَا يَرْفَعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْقِرَاءَةِ»، أَوْ قَالَ: «فِي الصَّلَاةِ»رواه أبو داود(1332).

في هذا الحديث:عدم رفع الصوت بالقرآن والذكرحتى لا يحصل تشويش على: مصلٍّ ،أو تالٍ للقرآن،أو ذاكرٍ لله.. 
فإذا كان غيرك يصلي،أويقرأ،أو يذكر الله.. فلا ترفع صوتك حتى لا تشوِّشَ عليه وتشغله عما هو فيه.

قال ابن عبد البر في «التمهيد»(23/319):إِذَا لَمْ يَجُزْ لِلتَّالِي الْمُصَلِّي رَفْعُ صَوْتِهِ لِئَلَّا يُغَلِّطَ وَيُخَلِّطَ عَلَى مُصَلٍّ إِلَى جَنْبِهِ فَالْحَدِيثُ فِي الْمَسْجِدِ مِمَّا يُخَلِّطُ عَلَى الْمُصَلِّي أَوْلَى بِذَلِكَ وَأَلْزَمُ وَأَمْنَعُ وَأَحْرَمُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

 وَإِذَا نُهِيَ الْمُسْلِمُ عَنْ أَذَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فِي عَمَلِ الْبِرِّ وَتِلَاوَةِ الْكِتَابِ فَأَذَاهُ فِي غَيْرِ ذَلِكَ أَشَدُّ تَحْرِيمًا،وَقَدْ نَظَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو إِلَى الْكَعْبَةِ فَقَالَ: وَاللَّهِ إن لك لحرمة ولكن المؤمن عِنْدَ اللَّهِ أَعْظَمُ حُرْمَةً مِنْكِ حَرُمَ مِنْهُ عِرْضُهُ وَدَمُهُ وَمَالُهُ وَأَنْ لَا يُظَنَّ بِهِ إِلَّا خَيْرٌ.
وَحَسْبُكَ بِالنَّهْيِ عَنْ أَذَى الْمُسْلِمِ فِي الْمَعْنَى الْوَارِدِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ،فَكَيْفَ بِمَا هُوَ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ.اهـ

ومن أحقِّ من يعرف هذا الحكمَ الصائمُ حتى لا يقعَ في الأذى فينقص أجرُ صيامه،وهو لا يشعر.

هذا الحديث يدل على:احترام المسلم لأخيه المسلم ومراعاة مشاعره والبُعد عن أذاه ولو بأدنى شيء.

ولنتأمَّلْ عبارةَ ابن عبد البر السابقة:وَإِذَا نُهِيَ الْمُسْلِمُ عَنْ أَذَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فِي عَمَلِ الْبِرِّ وَتِلَاوَةِ الْكِتَابِ فَأَذَاهُ فِي غَيْرِ ذَلِكَ أَشَدُّ تَحْرِيمًا.اهـ

فما أعظم محاسنَ الإسلامِ ،وأجمل أخلاقه،وأعدل أحكامه.


وما أحوج المسلمين إلى هذه الآداب السامية والأخلاق العالية،نسأل الله أن يرد المسلمين إليه ردًّا جميلًا.

(22)تذكيرٌ بالصَّحابة رضي الله عنهم


كذب دعوى الصحبة بعد مائة سنة من وفاة النبي عليه الصلاة والسلام 


عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ:صَلَّى بِنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العِشَاءَ فِي آخِرِ حَيَاتِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ، فَقَالَ:«أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ، فَإِنَّ رَأْسَ مِائَةِ سَنَة مِنْهَا، لاَ يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَحَدٌ»رواه البخاري(116)،ومسلم (2537).


وزاد مسلم:قَالَ ابْنُ عُمَرَ:فَوَهَلَ النَّاسُ فِي مَقَالَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ، فِيمَا يَتَحَدَّثُونَ مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ، عَنْ مِائَةِ سَنَةٍ، وَإِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ» يُرِيدُ بِذَلِكَ أَنْ يَنْخَرِمَ ذَلِكَ الْقَرْنُ.


قال ابن الجوزي في «كشف المشكل»(3/70):عنى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بذلك الْمَوْجُودين حِينَئِذٍ من يَوْم قَوْله هَذَا، وَهَذَا قَالَه قبل أَن يَمُوت بِشَهْر كَمَا رُوِيَ فِي الحَدِيث،فَمَا بلغ أحد مِمَّن كَانَ مَوْجُودا من يَوْمئِذٍ مائَة سنة.اهـ


قال العراقي في «شرح الألفية»(2/129):لو ادَّعاهُ بعدَ مضيِّ مائةِ سنةٍ من حينِ وفاتهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فإنهُ لا يُقبلُ وإنْ كانتْ قدْ ثبَتَتْ عدالتُهُ قبلَ ذلكَ، لقولهِ  صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  في الحديثِ الصحيحِ: (أرأيتُكم ليلتكم هذهِ، فإنَّهُ على رأسِ مائةِ سنةٍ لا يبقى أحدٌ ممّنْ على ظهرِ الأرضِ).اهـ


وهذا من الأمور الغيبية التي أطلَعَ الله نبيَّه محمدًا صلى الله عليه وعلى آله وسلم عليها،وكان الأمر كذلك.فالحديث من معجزات رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.


قال الحافظ في «فتح الباري»(10/556):كَانَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ ذَلِكَ الْعَصْرِ يَظُنُّونَ أَنَّ الْمُرَادَ أَنَّ الدُّنْيَا تَنْقَضِي بَعْدَ مِائَةِ سَنَةٍ،فَلِذَلِكَ قَالَ الصَّحَابِيُّ: فَوَهِلَ النَّاسُ فِيمَا يَتَحَدَّثُونَ مِنْ مِائَةِ سَنَةٍ،وَإِنَّمَا أَرَادَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ انْخِرَامَ قَرْنِهِ أَشَارَ إِلَى ذَلِكَ عِيَاضٌ مُخْتَصَرًا.

 قُلْتُ: وَوَقَعَ فِي الْخَارِجِ كَذَلِكَ فَلَمْ يَبْقَ مِمَّنْ كَانَ مَوْجُودًا عِنْدَ مَقَالَتِهِ تِلْكَ عِنْدَ اسْتِكْمَالِ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْ سَنَةِ مَوْتِهِ أَحَدٌ وَكَانَ آخِرُ مَنْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْتًا أَبُو الطُّفَيْلِ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَة كَمَا ثَبَتَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ.اهـ


فمن ادَّعى الصحبة بعد مائة سنة من حين هذه المقالة التي قالها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهو كاذب.


وهذه المقالة كانت في آخر حياته قبل أن يموت بشهر كما روى مسلم (2538)عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ:سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِشَهْرٍ:«تَسْأَلُونِي عَنِ السَّاعَةِ؟، وَإِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللهِ، وَأُقْسِمُ بِاللهِ مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ تَأْتِي عَلَيْهَا مِائَةُ سَنَةٍ».


وقد توفي أبو الطفيل رضي الله عنه سَنَةَ عَشْرٍ وَمائَةٍ،وهو آخر الصحابة موتًا على الإطلاق.

قال الذهبي في«سير أعلام النبلاء»(3/470):هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ مِنْ وَفَاتِهِ لِثُبُوتِهِ.


وقال الذهبي في «سير أعلام النبلاء»(3/467):ترجمة أبي الطفيل: خَاتَمُ مَنْ رَأَى رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدُّنْيَا، وَاسْتمَرَّ الحَالُ عَلَى ذَلِكَ فِي عَصْرِ التَّابِعِيْنَ وَتَابِعِيْهِم وَهَلُمَّ جَرَّا، لاَ يَقُوْلُ آدَمِيٌّ: إِنَّنِي رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى نَبَغَ بِالهِنْدِ بَعْدَ خَمْسِ مائَةِ عَامٍ بَابَا رَتَنَ، فَادَّعَى الصُّحْبَةَ، وَآذَى نَفْسَهُ، وَكَذَّبَهُ العُلَمَاءُ.اهـ


وقال الحافظ في «فتح الباري»(2/75):قَدْ بَيَّنَ ابن عُمَرَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مُرَادَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،وَأَنَّ مُرَادَهُ أَنَّ عِنْدَ انْقِضَاءِ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْ مَقَالَتِهِ تِلْكَ يَنْخَرِمُ ذَلِكَ الْقَرْنُ،فَلَا يَبْقَى أَحَدٌ مِمَّنْ كَانَ مَوْجُودًا حَالَ تِلْكَ الْمَقَالَةِ،وَكَذَلِكَ وَقَعَ بِالِاسْتِقْرَاءِ،فَكَانَ آخِرَ مَنْ ضُبِطَ أَمْرُهُ مِمَّنْ كَانَ مَوْجُودًا حِينَئِذٍ أَبُو الطُّفَيْلِ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ،وَقَدْ أَجْمَعَ أَهْلُ الْحَدِيثِ عَلَى أَنَّهُ كَانَ آخِرَ الصَّحَابَةِ مَوْتًا،وَغَايَةُ مَا قِيلَ فِيهِ: إِنَّهُ بَقِيَ إِلَى سَنَةِ عَشْرٍ وَمِائَةٍ،وَهِيَ رَأْسُ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْ مَقَالَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.


الثلاثاء، 28 أبريل 2020

(11)فتاوى رمضان


تسأل:لماذا النفوس عندها نشاط في العبادة في رمضان مما لا نجده في غيره من الشهور؟

الجواب:

من أسباب حيوية النفس في رمضان ونشاطها في العبادة:

-بركة شهر رمضان.

-تيسير العبادة على النفس،لأن الشياطين مربوطة بالسلاسل كما في حديث أبي هريرة المتفق عليه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:«إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ».

 فإذا انتهى رمضان فُكَّ وثاقُ الشياطين،نعوذ بالله منهم.

-التأثُّر بما يرى،فالناس مِن حوله ينهضون إلى العبادة والذكر ومراجعة القرآن.

وقد ذكر هذا ابن رجب في«لطائف المعارف»(132)،وقال:إنَّ النفوس تتأسى بما تشاهد من أحوال أبناء الجنس فإذا كثرت يقظة الناس وطاعاتهم كثر أهل الطاعة لكثرة المقتدين بهم فسهلت الطاعات.
وإذا كثرت الغفلات وأهلها تأسى بهم عموم الناس فيشق على نفوس المستيقظين طاعاتهم لقلة من يقتدون بهم فيها.اهـ


-لأنه موسم من مواسم الخير،والنفوس تندفع وتنشط في مواسم العبادة أكثر من غيرها.


(10)فتاوى رمضان


تسأل إحدى الأخوات وتقول:النبي صلى الله عليه وسلم عندما طلع على المنبر وقال آمين آمين آمين.ذكر ان من ذهب رمضان ولم يغفر له دخل النار.

هل يعني الشخص في حياته كلها يعبد الله ويصلي ويعمل الفرائض كلها واتى شهر ولم يغفر له  هل يعني أنه سيدخل النار؟

الجواب

نص الحديث الذي أشرتِ إليه:

 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: «آمِينَ آمِينَ آمِينَ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ حِينَ صَعِدْتَ الْمِنْبَرَ قُلْتَ: آمِينَ آمِينَ آمِينَ، قَالَ: «إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي، فَقَالَ:

 مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ.

 وَمَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ يَبَرَّهُمَا، فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ.

 وَمَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ».

رواه ابن حبان كما في «الإحسان»(907).والحديث حسن.

والحديث فيه التحذير من  انصرام رمضان بدون مغفرة الذنوب،وأن من حُرِم مغفرة ذنوبه في هذا الشهر فأبعده الله،وذلك لكثرة أسباب مكفرات الذنوب في رمضان.فصيامه من مكفرات الذنوب،قيامه من مكفرات الذنوب،قيام ليلة القدر من مكفرات الذنوب..

فمن لم يغفر له في رمضان متى يُغفَرْ له؟

من يُحرم بركات رمضان وخيراته وربح تجارته متى يربح؟

من فرَّط في رمضان متى يفيق ويرجع؟

فالحديث فيه حث لكل مسلم أن يتعرَّض لبركات هذا الشهر ومغفرة ذنوبه فيه.

فيه الحث على التوبة من الذنوب والترهيب من التساهل والتغافل عنها،لأنه في موسم عظيم،شهر المغفرة والرحمة،شهر العتق من النيران.

روى ابن ماجه (1643)عَنْ جَابِرٍ، قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«إِنَّ لِلَّهِ عِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ عُتَقَاءَ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ».

فيه الترهيب والوعيد  لِمن يكون في هذا الشهر من اللاهين.

فيه وجوب الرجوع إلى الله من كل ذنب والمسابقة إلى الخير.

فيه بيان أن شهر رمضان شهر التوبة والمغفرة،وأنه فرصة للتوبة من الذنوب. 


فاللهم وفقنا في هذا الشهر المبارك للتوبة،وارزقنا المسابقة فيه إلى الجنة.


ولنعلم أن انتهاز فرصة رمضان وحفظ  صيامه والرجوع فيه إلى الله والقيام بآدابه يُرجى أن يكونَ من أسباب ثبات صاحبه وتوفيق الله له في سائر السنة.

يقول ابن القيم:من صَحَّ لَهُ رَمَضَانُ وَسَلِمَ سَلِمَتْ لَهُ سَائِرُ سَنَتِهِ، وَمَنْ صَحَّتْ لَهُ حَجَّتُهُ وَسَلِمَتْ لَهُ، صَحَّ لَهُ سَائِرُ عُمْرِهِ،فرَمَضَانُ مِيزَانُ الْعَامِ، وَالْحَجُّ مِيزَانُ الْعُمْرِ.اهـ المراد من زاد المعاد(1/386).

(9)فتاوى رمضان


وفقك الله هذا سؤال هل يجوز الصلاة مثنى مثنى بعد صلاة الوتر  مع الإمام  أم لا ؟
الجواب

إذا صلى الوتر ثم رغب أن يصلي مع الإمام،فلا بأس بذلك،

لحديث عائشة الذي رواه مسلم (746)في صفة قيام الليل ،وفيه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ مَا يُسَلِّمُ وَهُوَ قَاعِدٌ.

ولحديث ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ ،فَقَالَ:«إِنَّ السَّفَرَ جَهْدٌ وَثُقْلٌ ، فَإِذَا أَوْتَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ ، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ وَإِلَّا كَانَتَا لَهُ» رواه الدارمي في «سننه»(1635)،والدارقطني في «سننه»(1681)واللفظ له،والحديث حسن.

وقد بوب الدارمي في «سننه»(1635)،والدارقطني في «سننه»(1681)لهذه المسألة:بَابٌ فِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْوِتْرِ.وذكر ذلك الشيخ الألباني في «السلسلة الصحيحة»( 1993)،ووالدي في تبويبه في «الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين»( 1069)فقد قال:جواز التنفل بعد الوتر في بعض الأحيان.

فنكون استفدنا:جواز التنفل بعد صلاة الوتر أحيانًا وعدم نقض الوتر  لمن أراد أن يتنفل بعد الوتر.

ولكن كما  تقدم يكون التنفل بعد الوتر في بعض الأحيان،لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول:«اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا».والله أعلم.

(26)أَوصَافُ طالبِ العلمِ الشرعِي


                   تجنُّب الطالب الضحك في الحَلَقة


عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، يَقُولُ، وَضَحِكَ رَجُلٌ فِي مَجْلِسِهِ وَسَمِعَهُ، فَقَالَ: «مَنْ الَّذِي يَضْحَكُ؟» فَأَعَادَ مِرَارًا، فَأَشَارُوا إِلَى رَجُلٍ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ: «تَطْلُبُ الْعِلْمَ، وَأَنْتَ تَضْحَكُ؟ مَرَّتَيْنِ.لَا حَدَّثْتُكُمْ شَهْرَيْنِ».فَقَامَ النَّاسُ، فَانْصَرَفُوا.


قال عبد الرحمن بن عمر: وَلَا أَعْلَمُ أَنِّي رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ ضَاحِكًا شَدِيدًا بِقَهْقَهَةٍ إِلَّا التَّبَسُّمَ، فَإِنْ خَشِيَ عَلَيْهِ أَنْ يَغْلِبَهُ أَمْسَكَ عَلَى فَمَهِ.

رواه أبو نعيم في«حلية الأولياء»(9/6)بسندٍ صحيح.


وعبدالرحمن بن عمر هو أبو الحسن الأصبهاني المعروف بر سته.

قال عنه الحافظ في «تقريب التهذيب»: ثقه له غرائب وتصانيف. 


وذات مرة في درسٍ لوالدي رحمه الله رأى واحدًا يضحك،فسمعته يقول له:أنت يا فلان تضحك،لا تضحك إلا إذا ضحك الناس.اهـ


يعني: لو ضحك المعلم في الدرس لسببٍ وضحك معه الحاضرون فلا بأس.والله أعلم.

الاثنين، 27 أبريل 2020

(16)الآداب


من الأدب عدم معارضة السنة بالقياس


قال عبد الرزاق في «المصنف»( 439)عَنِ الثَّوْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: دَعَانِي وَابْنَ جُرَيْجٍ بَعْضُ أُمَرَائِهِمْ فَسَأَلَنَا عَنْ مَسِّ الذَّكَرِ، فَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ:«يَتَوَضَّأُ»،فقُلْتُ:لَا وُضُوءَ عَلَيْهِ.


 فَلَمَّا اخْتَلَفْنَا قُلْتُ لِابْنِ جُرَيْجٍ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا وَضَعَ يَدَهُ عَلَى مَنِيٍّ، فَقَالَ: «يَغْسِلُ يَدَهُ»، قُلْتُ: فَأَيُّهُمَا أَنْجَسُ الْمَنِيُّ أَوِ الذَّكَرُ؟ قَالَ: «لَا، بَلِ الْمَنِيُّ» قَالَ: فَقُلْتُ: وَكَيْفَ هَذَا؟

 قَالَ: «مَا أَلْقَاهَا عَلَى لِسَانِكَ إِلَّا شَيْطَانٌ».

وأخرجه البيهقي في «سننه» (1/136)،وقال عقِبَه:وَإِنَّمَا أَرَادَ ابْنُ جُرَيْجٍ أَنَّ السُّنَّةَ لَا تُعَارَضُ بِالْقِيَاسِ.اهـ

وفسَّر الأثر ابن عبد البر في «الاستذكار»(1/251)،وقال:يَقُولُ الثَّوْرِيُّ إِذَا لَمْ يَجِبِ الْوُضُوءُ مِنْ مَسِّ الْمَنِيِّ فَأَحْرَى أَلَّا يَجِبَ مِنْ مَسِّ الذَّكَرِ،وَإِذَا لَمْ يَجِبْ مِنَ النَّجَسِ فَأَحْرَى أَلَّا يَجِبَ مِنَ الطَّاهِرِ.اهـ



و قد دلت السنة على نقض الوضوء بمس الذكر من غير حائل،كما روى أبو داود(479)عَنْ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«إِذَا مَسَّ أَحَدُكُمْ ذَكَرَهُ، فَلْيَتَوَضَّأْ».

ودلت السنة أيضًا على أن المني طاهر وليس بنجس،كما روى مسلم (288) عن عائشة«لَقَدْ رَأَيْتُنِي أَفْرُكُهُ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرْكًا فَيُصَلِّي فِيهِ».

وفركها رضي الله عنها  المني من ثوب رسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم دليل على أنه كان يابسًا،ودليل على طهارته.

(6)دروس مختصرة في الصيام من كتاب عمدة الفقه الحنبلي


الدرس السادس



قال أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد المشهور بابن قدامة:
في كتاب الصيام من عمدة الفقه:


الثالث:الحامل والمرضع إذا خافتا على ولديهما أفطرتا وأطعمتا عن كل يوم مسكينا.


في هذه الجملة أنَّ الحامل والمرضع إذا أفطرتا خوفًا على ولديهما فعليهما الإطعام عن كل يوم مسكين.


والصحيح أنه ليس عليهما إلا القضاء،لأنهما بمنزلة المريض ،وقد قال الله تعالى:﴿ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾.

ولحديث أنسِ بنِ مالك الكعبي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:«اجْلِسْ أُحدِّثْكَ، عن الصلاةِ وعنِ الصيامِ، إن الله تعالى وضَعَ شَطْرَ الصلاةِ، أو نِصفَ الصلاةِ، والصومَ عن المسافرِ،وعن المُرضِع،أو الحُبلى»رواه أبو داود(2408).

وهذا قول أبي حنيفة،وقول والدي الشيخ مقبل.


قوله:وأطعمتا عن كل يوم مسكينا

المسكين إذا انفرد يشمل الفقير ، وأما إذا اجتمعا كما في قوله تعالى (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ) فلكلٍّ معنى: 


[المسكين : هو الذي لا شيء له .
الفقير : هو الذي لديه شيء ولكن لا يكفيه]ما بين المعكوفين استفدته من دروس والدي رحمه الله.

وبعضهم ذهب إلى عكس هذا.


والحاصل أن المرضع والحامل لهما ثلاث حالات:


أن تفطرا خوفًا على ولديهما.


أن تفطرا خوفًا على أنفسهما ،وهذا نُقِل الإجماع على أن عليهما القضاء.

قال ابن قدامة في «المغني» مسألة (2080):الْحَامِلَ وَالْمُرْضِعَ، إذَا خَافَتَا عَلَى أَنْفُسِهِمَا، فَلَهُمَا الْفِطْرُ، وَعَلَيْهِمَا الْقَضَاءُ فَحَسْبُ. لَا نَعْلَمُ فِيهِ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ اخْتِلَافًا، لِأَنَّهُمَا بِمَنْزِلَةِ الْمَرِيضِ الْخَائِفِ عَلَى نَفْسِهِ اهـ.


أن تفطرا خوفًا على أنفسهما وولديهما معًا.


وفي كلتا الثلاث الحالات تفطران وعليهما القضاء دون الفدية.والله أعلم.


الرابع:(العاجز عن الصيام لكبر أو مرض لا يرجى برؤه فإنه يطعم عن كل يوم مسكينا)

.

تقدم الكلام عليه في شروط وجوب صيام رمضان في الكلام على لفظة ( قادر ).

وخلاصة ما تقدم:أن الذين لا يجب عليهم الصيام :

1-        المريض الذي يتضرر من الصيام.

2-        المسافر  .

3-         الحائض و النفساء .

4-        الحامل و المرضع عند خوف الضرر على النفس أو الولد.

5-        العاجز عن الصوم لكِبَر أو مرضٍ لا يرْجَى برؤه.

(8)فتاوى رمضان


تطلب بعض الأخوات التذكير بشيءٍ من فضائل القرآن  تحفيزًا للنفوس في شهر رمضان؟


بسم الله الرحمن الرحيم


عَنْ عَائِشَةَ،رضي الله عنها عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ، وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ، وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ، وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ، وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ فَلَهُ أَجْرَانِ»رواه البخاري (4937) ومسلم (798)

عن أبي موسى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الْأُتْرُجَّةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ لَا رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ» رواه البخاري (5020) ومسلم (797).

عن عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «إِنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ» رواه مسلم (817).

عن أبي أمامة الباهلي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ، اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ، وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا، اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ». رواه مسلم (804).


عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ» رواه البخاري (7529) ومسلم (815).


عن عبد الله بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ حِكْمَةً فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا». رواه البخاري (1409) ومسلم (816).


عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُقَالُ - يَعْنِي لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ -: اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَأُ بِهَا». رواه الترمذي (2914) وهو في «الصحيح المسند» (792). 


وعن معاذ بن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ أُلْبِسَ وَالِدَاهُ تَاجًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ضَوْءُهُ أَحْسَنُ مِنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ فِي بُيُوتِ الدُّنْيَا. فَمَا ظَنُّكُمْ بِالَّذِي عَمِلَ بِهَذَا» رواه أبو داود (1453).

وفي رواية عند البيهقي في «شعب الإيمان» (3/374) « وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ لَا تَقُومُ لَهُمَا الدُّنْيَا فَيَقُولَانِ: بِمَا كُسِينَا هَذَا؟ فَيُقَالُ لَهُمَا: بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ..».

عن أبي مسعودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ، فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً، فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ، فَإِنْ كَانُوا فِي السُّنَّةِ سَوَاءً، فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً، فَإِنْ كَانُوا فِي الْهِجْرَةِ سَوَاءً، فَأَقْدَمُهُمْ سِلْمًا، وفي رواية «سنًّا»، وَلَا يَؤُمَّنَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي سُلْطَانِهِ، وَلَا يَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ عَلَى تَكْرِمَتِهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ» رواه مسلم (673) .


عن الحَارِثِ الأَشْعَرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ يَعْمَلَ بِهَا وَيَأْمُرَ بني إسرائيل أَنْ يَعْمَلُوا بِهَا فذكرها وقال عن الكلمة الخامسة: «وَآمُرُكُمْ أَنْ تَذْكُرُوا اللَّهَ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ خَرَجَ العَدُوُّ فِي أَثَرِهِ سِرَاعًا حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى حِصْنٍ حَصِينٍ فَأَحْرَزَ نَفْسَهُ مِنْهُمْ، كَذَلِكَ العَبْدُ لَا يُحْرِزُ نَفْسَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ إِلَّا بِذِكْرِ اللَّهِ». رواه الترمذي (2863) وهو في «الصحيح المسند» (285).

والشاهد :فضل الذكر وأنه حصن ووقاية من الشيطان الرجيم،والقرآن  من ذكر الله،بل هو أفضل الذكر إلا في مواضع مخصوصة.


عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: «هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ» رواه ابن ماجة في «سننه» (215) وهو في «الصحيح المسند » (77) للوالد رَحِمَهُ الله.


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَمْ يَأْذَنِ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِلنَّبِيِّ أَنْ يَتَغَنَّى بِالقُرْآنِ» رواه البخاري (5023)


عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ، فَقَالَ: «أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ، أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ، فَيَأْتِيَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ فِي غَيْرِ إِثْمٍ، وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ؟»، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ نُحِبُّ ذَلِكَ، قَالَ: «أَفَلَا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَعْلَمُ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الْإِبِلِ» رواه مسلم (803).

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ» رواه مسلم (2699).


عن سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ لِأَصْحَابِهِ: «هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ رُؤْيَا».. الحديث وفيه «.. أَمَّا الرَّجُلُ الأَوَّلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالحَجَرِ، فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَأْخُذُ القُرْآنَ فَيَرْفُضُهُ وَيَنَامُ عَنِ الصَّلاَةِ المَكْتُوبَةِ..
»رواه البخاري (7047).



هذه  بعض الأدلة في فضل القرآن وتلاوته ،وفي الترغيب في تلاوته،والتحذير من هجره.

هذا،وليحرص القارئ أن يستفيد من قراءته،فيقرأ بحضور ذهن وتدبُّر وتفهُّم للآيات،ويحرص أن يشعر بحلاوة التلاوة ولذتها.


كما ينبغي له أن يتفقد نفسه هل يشعر بطمأنينة عند تلاوة القرآن وسماعه؟

وهل يزداد إيمانه؟ قال الشيخ ابن عثيمين في «شرح رياض الصاحين»(1/545):إذا رأيت من نفسك أنك كلما تلوت القرآن ازددت إيمانًا،فإن هذا من علامات التوفيق، أما إذا كنت تقرأ القرآن ولا تتأثر به، فعليك بمداواة نفسك.اهـ