جديد المدونة

جديد الرسائل

الجمعة، 30 سبتمبر 2016

(5) الأحاديثُ الضعيفة والموضوعة / لوالدي الشيخ مقبل رحمه الله



روى الحاكم في «المستدرك» (3/638) من حديث عبدالله بن الزبير رضي الله عنه أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَحْتَجِمُ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ، اذْهَبْ بِهَذَا الدَّمِ فَأَهْرِقْهُ حَيْثُ لَا يَرَاكَ أَحَدٌ» ، فَلَمَّا بَرَزْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَدْتُ إِلَى الدَّمِ فَحَسَوْتُهُ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا صَنَعْتَ يَا عَبْدَ اللَّهِ؟» قَالَ: جَعَلْتُهُ فِي مَكَانٍ ظَنَنْتُ أَنَّهُ خَافٍ عَلَى النَّاسِ، قَالَ: «فَلَعَلَّكَ شَرِبْتَهُ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «وَمَنْ أَمَرَكَ أَنْ تَشْرَبَ الدَّمَ؟ وَيْلٌ لَكَ مِنَ النَّاسِ، وَوَيْلٌ لِلنَّاسِ مِنْكَ».

كتبت عن والدي رحمه الله :ما ثبت الحديث .


(و في حاشية « المستدرك» لوالدي رحمه الله :فيه الهنيد بالتصغير وهو مجهول ،ذكره ابن أبي حاتم –أي في «الجرح والتعديل»(9/121)-وما ذكر راويًا عنه سوى موسى بن إسماعيل ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا ) .

(107)مِنْ مَرْوِيَّاتِيْ عَنْ وَالِدِيْ العَلَّامَةِ الرَّبَّانِيْ مُقْبِل بنْ هَادِيْ الوَادِعِيْ رَحِمَهُ الله


                     مثَلٌ يُضرَبُ للذي لا يفهم

كان والدي رحمه الله يحث الطالب على الفَهْم ويقول:

الإمام البخاري يقول :بَابُ الفَهْمِ فِي العِلْمِ ثم ذكر حديث ابن عمر رضي الله عنهما عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُتِيَ بِجُمَّارٍ، فَقَالَ: «إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً، مَثَلُهَا كَمَثَلِ المُسْلِمِ» ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ: هِيَ النَّخْلَةُ، فَإِذَا أَنَا أَصْغَرُ القَوْمِ، فَسَكَتُّ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هِيَ النَّخْلَةُ» (رواه البخاري 72).

ويقول: فيه مثَلٌ يقال: فلان لا يدري كوعَه من بوعه.

و كان يختبر في مجلسه عن الكُوع والبُوع .

وكان يشرحها بالفعل، ويُلْقِي علينا  في ذلك ما قيل:

وعظمٌ يلي الإبهام كُوعٌ، وما يلي..   لخنصرهِ الكُرْسُـوعُ، والرُّسْغُ في الوسطْ
وعظـمٌ يلي إبهام رِجْـلٍ ملقَّبٌ ..     ببُوْع، فخُذْ بالعِلْمِ، واحْــذرْ من الغلطْ

-----------


قلت:قال ابن منظور في «لسان العرب»(8/316): الكُوعُ: طرَفُ الزَّنْدِ الَّذِي يَلِي أَصلَ الإِبْهامِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنْ أَصل الإِبهام إِلى الزَّنْدِ، وَقِيلَ: هُمَا طَرَفَا الزَّنْدَيْنِ في الذراع ،وَالْكُوعُ الَّذِي يَلِي الإِبهام، والكاعُ: طرَفُ الزَّنْدِ الَّذِي يَلِي الخِنْصِر، وَهُوَ الكُرْسُوعُ، وَجَمْعُهُمَا أَكْواعٌ .اهـ.

(50)سِلْسِلَةُ التَّوْحِيْدِ وَالعَقِيْدَةِ


                          حكم رؤية الله في الدنيا

قال تعالى عن نبيه موسى :﴿رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأعراف:143].

 وثبت في «صحيح مسلم» (169) من حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرٍ رضي الله عنه أن رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «...تَعَلَّمُوا أَنَّهُ لَنْ يَرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يَمُوتَ».

 وفي «صحيح مسلم» (179) عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَنَامُ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ، حِجَابُهُ النُّورُ لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ».
 في هذه الأدلة نفي رؤية الله في  الدنيا ،وقد أجمع العلماء على أن الله سبحانه وتعالى لا يُرى في الدنيا يقظة.


 قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في«منهاج السنة» (2/316): وَقَدْ ذَكَرَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ مِنَ الْأَئِمَّةِ الْعَالِمِينَ بِأَقْوَالِ السَّلَفِ أَنَّ الصَّحَابَةَ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ اللَّهَ يُرَى فِي الْآخِرَةِ بِالْأَبْصَارِ، وَمُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّهُ لَا يَرَاهُ أَحَدٌ فِي الدُّنْيَا بِعَيْنِهِ، وَلَمْ يَتَنَازَعُوا فِي ذَلِكَ إِلَّا فِي نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاصَّةً: مِنْهُمْ مَنْ نَفَى رُؤْيَتَهُ بِالْعَيْنِ فِي الدُّنْيَا وَمِنْهُمْ مَنْ أَثْبَتَهَا. اهـ.

الأربعاء، 28 سبتمبر 2016

(18)دُرَرٌ مِنْ نَصَائِحِ السَّلَفِ

      
                      تذكيرٌ عن : الوقت

قال ابن القيم رحمه الله في «مدارج السالكين»(3/125): وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِالْعَبْدِ خَيْرًا:

 أَعَانَهُ بِالْوَقْتِ، وَجَعَلَ وَقْتَهَ مُسَاعِدًا لَهُ.

وَإِذَا أَرَادَ بِهِ شَرًّا:

جَعَلَ وَقْتَهُ عَلَيْهِ، وَنَاكَدَهُ وَقْتَهُ.

 فَكُلَّمَا أَرَادَ التَّأَهُّبَ لِلْمَسِيرِ: لَمْ يُسَاعِدْهُ الْوَقْتُ.

 وَالْأَوَّلُ: كُلَّمَا هَمَّتْ نَفْسُهُ بِالْقُعُودِ أَقَامَهُ الْوَقْتُ وَسَاعَدَهُ.اهـ.

وهذه كلمات عظيمة في أن من أراد الله له الخير، هيَّأ له سُبُلَه وأسبابه، ويسَّر له الوقت وأعانه.

وفيه تخويف مَن يتفلت وقتُه من بين يديه ،فيذهب عليه سُدىً وبلا فائدة.


نسألُ الله لطفه وتوفيقَه ،ونعوذ بالله من الخَذيلة .

(27) مسائِلُ نسَائيَّةِ


                     إثم المرأة التي تكون سببًا لفتنة الرجال
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَضْحَى أَوْ فِطْرٍ إِلَى المُصَلَّى، فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ، فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ» فَقُلْنَ: وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ العَشِيرَ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ» ، قُلْنَ: وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَلَيْسَ شَهَادَةُ المَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ» قُلْنَ: بَلَى، قَالَ: «فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا، أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ» قُلْنَ: بَلَى، قَالَ: «فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا». رواه أبوعبدالله البخاري في «صحيحه» (304) .
في هذا الحديث :
تحذير المرأة من كثرة اللعن ،وكفر العشير –وهو الزوج- ،و فتنة المرأة  للرجال .
والنهي عن كثرة اللعن لا مفهوم له،فلا يجوز لعن المؤمن بحالٍ من الأحوال .
هذه الثلاثة الأمور من كبائر الذنوب لأنها متَوَعَّد عليها بالنار ،وقد استظهر الحافظ ابن حجر رحمه الله في «فتح الباري»تحت الحديث المذكور: أن فتنة المرأة للرجال من أسباب دخول المرأة النار.
فقال: يَظْهَرُ لِي أَنَّ ذَلِكَ مِنْ جُمْلَةِ أَسْبَابِ كَوْنِهِنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ لِأَنَّهُنَّ إِذَا كُنَّ سَبَبًا لِإِذْهَابِ عَقْلِ الرَّجُلِ الْحَازِمِ حَتَّى يَفْعَلَ أَوْ يَقُولَ مَا لَا يَنْبَغِي فَقَدْ شَارَكْنَهُ فِي الْإِثْمِ وَزِدْنَ عَلَيْهِ .اهـ.
فالواجب على المرأة أن تتقيَ الله وتجتنب مواضع الفتنة وأسبابها .
ومن الأمور التي تكون المرأة فيه سببًا للفتنة:
1-   خروج المرأة  متبرجةً سافرة ،والسافرة :التي تكشف وجهها عند الأجانب .قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}  الآية.
2-   خروج المرأة منتقبة- كاشفة العينين -هذا من دواعي الفتن  حتى إن الشاعر يقول:
إن العيون التي في طرفها حور.....قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعنَ ذا اللُّبِّ حتى لا حراك به..وهن أضعف خلق الله إنسانًا
3-   الاختلاط بالرجال سواء في الأعمال كالبيع والشراء ،أو في المستشفيات ،أو في الأسواق ،أو غير ذلك . قال تعالى: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} .
في هذه الآية :البعد عن الاختلاط ،سواء بالخدم أو بغيرهم ،امرأة العزيز لما اختلطت بنبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام ظهر ما في كامنها ،وحاولت منه أن يوافقها على ذلك لكن الله عصمه .
وروى البخاري(5232) عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ» فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَرَأَيْتَ الحَمْوَ؟ قَالَ: «الحَمْوُ المَوْتُ».
4-   ضحك النساء بأصوات عالية ،والخضوع في القول .
5-   نزع الحياء ،فعلى المرأة أن تتحلَّى بخُلُقِ الحياء ولباسِه ، فإن الحياء من الإيمان .
6-   كثرة الدخول والخروج ،ولهذا ربنا سبحانه يقول { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}.والأصل قرار المرأة في بيتها .
7-   الخَلوة .روى البخاري (3006) ،ومسلم (1341) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ: سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ، وَلاَ تُسَافِرَنَّ امْرَأَةٌ إِلَّا وَمَعَهَا مَحْرَمٌ»..الحديث.
فانفراد الرجل الأجنبي بالمرأة مفسدة عظيمة ،ومن أسباب الجرائم والفواحش.
فالواجب على المرأة أن تصون نفسها وعرضها ،وتتجنب ذرائع الفتن وكل ما يوصل إليها، سواء لنفسها أو لغيرها ،وأن تتقيَ غضبَ ربِّ العالمين ،فإن الله يغار وغيرة الله أن يأتي المرءُ ما حرَّم عليه.
وأعداء الله يعلمون أن المرأة بفسادها يفسدُ المجتمعُ، وتفسُدُ الأُسَرُ  ،فلهذا هدَفُهم الكبير سلب المرأة حياءَها ودينها .
فاستقيمي على دينك كما أمر الله قال تعالى:{ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112) }.

ولن تنالي العزَّةَ والرِّفْعةَ إلا إذا تمسكتِ بدينك، وابتعدتِ عن الفتن وأسبابها وأماكن الرِّيَبِ قال تعالى:{ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا }.

الاثنين، 26 سبتمبر 2016

(11)مِنْ جَوَامِعِ الأَدْعِيَةِ


                            أدعية في العافية

1-عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ» .رواه مسلم (2739) .

2- عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ».
رواه البخاري (6389) ومسلم (2690).

والحسنة عامة يدخل فيها العافية .قال ابن كثير في تفسير هذه الآية (1/416):جَمَعَتْ هَذِهِ الدَّعْوَةُ كُلَّ خَيْرٍ فِي الدُّنْيَا وَصَرَفَتْ كُلَّ شَرٍّ، فَإِنَّ الْحَسَنَةَ فِي الدُّنْيَا تَشْمَلُ كُلَّ مَطْلُوبٍ دُنْيَوِيٍّ مِنْ عَافِيَةٍ، وَدَارٍ رَحْبَةٍ، وَزَوْجَةٍ حَسَنَةٍ، وَرِزْقٍ وَاسِعٍ، وَعِلْمٍ نَافِعٍ، وَعَمَلٍ صَالِحٍ، وَمَرْكَبٍ هَنِيءٍ، وَثَنَاءٍ جَمِيلٍ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ عِبَارَاتُ الْمُفَسِّرِينَ، وَلَا مُنَافَاةَ بَيْنَهَا، فَإِنَّهَا كُلَّهَا مُنْدَرِجَةٌ فِي الْحَسَنَةِ فِي الدُّنْيَا .اهـ.

3- عن ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَعُ هَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ، حِينَ يُمْسِي، وَحِينَ يُصْبِحُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي، وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي».قَالَ أَبُو دَاوُدَ: «قَالَ وَكِيعٌ يَعْنِي الْخَسْفَ».والحديث صحيح .
هذه الأدلة من أدعية طلب العافية والسلامة من كلِّ شرٍ،والحديث الثالث من أدعية الصباح والمساء .

والعافية من أعظم نعمِ الله على عبده .أخرج البخاري (6049) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ .

وأخرج الطبراني في «المعجم الأوسط»(1828)من طريق عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَصْبَحَ مُعَافًى فِي بَدَنِهِ، آمِنًا فِي سِرْبِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا» .وعطية هو ابن سعد ترجمته في «تهذيب الكمال»بروايته عن عبدالله بن عمر .وهو شيعي ومدلس وضعيف .وله ما يقويه يراجع «  سلسلة الأحاديث الصحيحة»للعلامة الألباني رحمه الله (2318).
وأخرج ابن ماجة في «سننه» (3849)عن أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه: سَلُوا اللَّهَ الْمُعَافَاةَ، فَإِنَّهُ لَمْ يُؤْتَ أَحَدٌ بَعْدَ الْيَقِينِ خَيْرًا مِنَ الْمُعَافَاةِ .
والأثر في الصحيح المسند لوالدي رحمه الله مسند أبي بكر .

والعافية أعمُّ مما يُتصوَّر لأنها تشمل عافية الدين والدنيا ،وأجلها وأعظمها العافية في الدين،وسلامة العقيدة من أنجاس الشرك والأباطيل.
ومن العافية :نعمة الأمن والأمان ،وسلامة القلب من الأمراض ،وقد كان والدي رحمه الله يقول : لأن تموت أجسامنا أهون من أن تموت قلوبُنا .
العافية :دفاع الله عن العبد .

فيا من كنتَ بعافية وصحة ،اعرف قدرها واستغلها في المسابقة إلى نجاتك وسعادتك فإن العافية لا تدوم .

 ثمانية لا بُدَّ منها على الفتى******** ولابدَّ أن تجري عليه الثمانية

سرورٌ وهَمٌّ واجتماعٌ وفُرْقَةٌ ******* ويسرٌ وعسرٌ ثم سُقْمٌ وعافية 

(17)دُرَرٌ مِنْ نَصَائِحِ السَّلَفِ


          علومٌ  يؤخذ منها قدر الحاجة 

 قال ابن رجب رحمه الله في رسالته« فضل علم السلف على علم الخلف»:
التوسع في علم الأنساب هو مما لا يحتاج إليه وقد سبق عن عمر وغيره النهي عنه مع أن طائفة من الصحابة والتابعين كانوا يعرفونه ويعتنون به.
 وكذلك التوسع في علم العربية لغة ونحوًا هو مما يشغل عن العلم الأهمِّ، والوقوف معه يحرم علما نافعا.
 وقد كره القاسم بن مخيمرة علم النحو وقال :أوله شغل وآخره بغي. وأراد به التوسع فيه ولذلك كره أحمد التوسع في معرفة اللغة وغريبها ،وأنكر على أبي عبيدة توسعه في ذلك ،وقال :هو يشغل عما هو أهم منه ، ولهذا يقال: إن العربية في الكلام كالملح في الطعام .

يعني :أنه يؤخذ منها ما يصلح الكلام كما يؤخذ من الملح ما يصلح الطعام، وما زاد على ذلك فإنه يفسده.

 وكذلك علم الحساب يحتاج منه إلى ما يعرف به حساب ما يقع من قسمة الفرائض والوصايا، والأموال التي تقسم بين المستحقين لها، والزائد على ذلك مما لا ينتفع به إلا في مجرد رياضة الأذهان وصقالها ،لا حاجة إليه ويشغل عما هو أهم منه .اهـ.

وسمعت والدي الشيخ مقبل بن هادي يقول: طالب العلم يأخذ من المصطلح والنحو ما يحتاج إليه, ولا يشتغل بهما عن الكتاب والسنة, أو يفني عمره فيهما، فهما وسيلة وليس بغاية.

وكتبت عنه رحمه الله : المصطلح وسيلة وليس بغاية، وهو أمر مهم في أن يعرف الطالب اصطلاح القوم فإنه قد يمر معه : هذا حديث منكر، هذا حديث شاذ ،هذا منقطع ... ولا يدري ما هو، وليس معناه  أن  يفني عمره كلَّه في المصطلح.

الأحد، 25 سبتمبر 2016

(1)أحاديث مختارة من الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين

   
     أول حديث في «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»
                          لوالدي رحمه الله

عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ مَطْعَمَ ابْنِ آدَمَ جُعِلَ مَثَلًا لِلدُّنْيَا، وَإِنْ قَزَّحَهُ، وَمَلَحَهُ فَانْظُرُوا إِلَى مَا يَصِيرُ " رواه عبد الله بن أحمد في« زوائد المسند » (35/161).

قال والدي رحمه الله :هذا حديث حسن .

وقوله (وإن قَزَّحَهُ)قال ابن الأثير في النهاية (4/58):أَيْ تَوْبَلَه، مِنَ القِزْح وَهُوَ التابِلُ الَّذِي يُطرح فِي القِدْر، كالكمُّون والكُزْبرة وَنَحْوِ ذَلِكَ. يُقَالُ: قَزَحْتُ القِدْر إِذَا تركْتُ فِيهَا الأبَازِير.
وَالْمَعْنَى :أنَّ المَطْعَم وَإِنْ تَكَلَّف الْإِنْسَانُ التَّنَوقَ فِي صنْعَته وتَطْييبه فَإِنَّهُ عائِد إِلَى حالٍ يُكْرَهُ وَيُسْتَقْذَرُ، فَكَذَلِكَ الدُّنْيَا المَحْرُوص عَلَى عِمارتها ونَظْم أسْبابها راجِعة إِلَى خَراب وإدْبار.اهـ.
وقال المنذري رحمه الله في الترغيب والترهيب (3/103): قزحه بتَشْديد الزَّاي أَي وضع فِيهِ القزح وَهُوَ التابل، وملحه بتَخْفِيف اللَّام مَعْرُوف .اهـ.

وهذا الحديث فيه ضرب المثَل للدنيا بما يخرج من ابن آدم ،فأول الطعام شهيٌّ ولذيذ ثم يخرج من ابن آدم  نتِنًا بَشِعًا قَذِرًا نجِسًا ،فكذلك الدنيا أولها نضرةٌ وبهاءٌ وزخارف ،وآخرها جيفةٌ ونتَن  وفناء  ومنظرٌ كريه ،مثل الذي يخرج من ابن آدم  ،فليكن فيه آية  وعبرة { وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ }، وقد قال بعض المفسرين في قوله تعالى :{ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ } أَيْ: إِلَى مَدْخَلِهِ وَمَخْرَجِهِ.
وفي هذا الحديث التحذير من فتنة الدنيا  والحث على التزَهُّدِ فيها والترغيب في الآخرة.

هذه الدنيا التي ألهتْ وشغلتْ وفتنتْ ،وتباغض الأحباب من أجلها ،ووقع التهاجر والمعاداة بسببها، وتنافس  المتنافسون فيها .وكدح الناس لأجلها ،تفكيرهم تفكير دنيوي ،وحديثهم دنيوي،ومجلسهم دنيوي،وعملُهُم دنيوي ،  لها  يرضون،  ومن أجلها يغضبون .
وهذا من عبادة الدنيا . روى البخاري في صحيحه (2886) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَالدِّرْهَمِ، وَالقَطِيفَةِ، وَالخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ».

قال ابن القيم في تحفة المودود (114): أَرَادَ بِهِ الْوَصْف وَالدُّعَاء على من يعبد قلبُه الدِّينَار وَالدِّرْهَم فَرضِي بعبوديتها عَن عبودية ربه تَعَالَى ،وَذكر الْأَثْمَان والملابس وهما جمال الْبَاطِن وَالظَّاهِر.اهـ.

هذه الدنيا التي أعطاها  فوق قدرِها كثيرٌ  من الناس، وانصرفت الهِمَمُ إليها ،فمَن ألهتْه وشغلته عن عبادة الله وطاعته  يكون عبدًا لها .

ولذلك فسدتِ القلوب ،وقست ، وغفلت عن آخرتها ومصيرها ،وضاعت الأوقات ، كأنهم في سُكْرٍ ،لأن الدُّنيا غطَّتِ على قلوبهم ومشاعرهم والله عزوجل يقول: { وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى} ،ويقول  سبحانه :{ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} .

وروى  ابن ماجة في سننه(4105) عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ، فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ، وَمَنْ كَانَتِ الْآخِرَةُ نِيَّتَهُ، جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ» والحديث صحيح.

والله لو أن القلوب سليمةٌ  ... لتقطعتْ أسَفًا من حِرْمانها
لكنها سَكْرى بحبِّ حياتها الدنيا ... وسوف تفيقُ بعد زمنِ

نسأل الله أن يقينا فتنة الدنيا  وفتنة المحيا والممات، اللهم عافنا ونجنا من الفتن وارزقنا القناعة .

السبت، 24 سبتمبر 2016

(90)سِلْسِلَةُ الفَوَائِدِالعِلْمِيَّةِ والمَسَائِلِ الفِقْهِيَّةِ


خطأ الثناء على بعض الأشخاص لمجرد هداية الله بعضًا على يديه

 كثرة الأتباع  وكونه هدى الله على يديه كثيرًا،  هذا لا يستدل به على أنه 
على حق ،وأنه على خيرٍ وهُدى.

روى البخاري (5705)،ومسلم (220) عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ وَالنَّبِيَّانِ يَمُرُّونَ مَعَهُمُ الرَّهْطُ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ ..

وروى مسلم (2944)  عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَتْبَعُ الدَّجَّالَ مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَانَ، سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمُ الطَّيَالِسَةُ»(**).

يستفاد من الحديثين أنه ليس العبرة في معرفة الحق من الباطل، والمحِقِّ 

من المبطل كثرة الأتباع  أو قلتهم ،وقد راجت  هذه  الشُّبهة عند بعض 

الجهال ومن لا يعرف طريق الهدى، وهذا استدلالٌ في غير موضعه 

،والشأن موافقة الحق ،وسلامة المنهج ،والله الموفق.

----------------------

(**)قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين (6/623):الطيالسة نوع رفيع من الثياب ،والمعنى أنه يتبعه من أصفهان وهي معروفة من مدن إيران يتبعه منها سبعون ألفا .اهـ.

(68)الاخْتِيَارَاتُ العِلْمِيَّةُ لوالدي الشيخ مقبل رحمه الله


كيف نعرِفُ العالِم ؟ 

قال والدي الشيخ مقبل رحمه الله في آخر صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (128): من الذي يعرِفُ العالِم؟ .

هم العلماء، العلماء هم الذين يعرفونَ أن ذاك عالمٌ ، أو ذاك جاهلٌ .
 أما أن يكون في أرضِ الحرمين ويلبْس له بِشْت ويسوِّي له ويدَّعِي أنه كذا وكذا.
وأما عندنا ههُنا وتراه بعمامتِه، وتراه بالجُبَّة وغير ذلك، هذا كلُّه لا يدل .
 ولسنا ندعو إلى ازدراءِ العلماء، لسنا والله ندعو إلى ازدراء العلماء، ولا إلى احتقارِهم فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول- أي عن ربه سبحانه -: من عادَى لي وليَّا فقد آذنتُه بالحرب . (رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه ).
لكن ندعُو إخوانَنَا إلى التثبُّتِ في العلم .اهـ.

---------
استفدنا  أنه يُعرَفُ العالِمُ بنصِّ أهل العلم عليه أنه من أهل العلم .

وهذا  ما نصَّ عليه الخطيب أحمد بن علي بن ثابت رحمه الله في  الفقيه والمتفقه (2/325) قال:

وَالطَّرِيقُ لِلْإِمَامِ إِلَى مَعْرِفَةِ حَالِ مَنْ يُرِيدُ نَصْبَهُ لِلْفَتْوَى أَنْ يَسْأَلَ عَنْهُ أَهْلَ الْعِلْمِ فِي وَقْتِهِ , وَالْمَشْهُورِينَ مِنْ 

فُقَهَاءِعَصْرِهِ , وَيُعَوِّلُ عَلَى مَا يُخْبِرُونَهُ مِنْ أَمْرِهِ .اهـ.