جديد المدونة

جديد الرسائل

الثلاثاء، 29 أغسطس 2017

(1)من أحكام العيدَين

            
                          سنَّة التكبير في العيدَين

قال تعالى:﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [البقرة: 185].



من صِيَغ التكبير في العيدين الثابتة عن السلف


«اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ» .

رواه ابن أبي شيبة في «مصنفه»(5633)حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ- عبدالله بن مسعود-، يُكَبِّرُ مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ يَوْمَ عَرَفَةَ، إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ مِنَ النَّحْرِ يَقُولُ..فذكره .وهذا سند صحيح .

---------------------
«اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، اللَّهُ أَكْبَرُ وَأَجَلُّ ،اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ».

رواه ابن أبي شيبة(5655) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَكَّارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ..فذكره.
وأبو بكار هو الحكم بن فروخ الغزال البصري ثقة.فالأثر صحيح .

قال الشيخ الألباني رحمه الله في«إرواء الغليل»(3ص126):ورواه المحاملى في«صلاة العيدين»(2/143/1) من طريقٍ أخرى عن عكرمة به ، لكنه قال: «..الله أكبر وأجل ،الله أكبر على ما هدانا» فأخَّر وزاد. وسنده صحيح.اهـ

--------------------
«اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا ، اللهُمَّ أَنْتَ أَعْلَى وَأَجَلُّ مِنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ صَاحِبَةٌ، أَوْ يَكُونَ لَكَ وَلَدٌ، أَوْ يَكُونَ لَكَ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ، أَوْ يَكُونَ لَكَ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا، اللهُمَّ اغْفِرْ لَنَا، اللهُمَّ ارْحَمْنَا».

رواه البيهقي في«السنن الكبرى»( 6282) من طريق عَبْدِ الرَّزَّاقِ، أنبأ مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ: كَانَ سَلْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُعَلِّمُنَا التَّكْبِيرُ يَقُولُ: «كَبِّرُوا: اللهُ أَكْبَرُ..».وسنده صحيح .


ابتداءُ التكبير وانتهاؤه في عيد الأضحى

يبدأ التكبير في عيد الأضحى من صلاة فجر يوم عرفة إلى آخرأيام التشريق   جاء ذلك عن جمعٍ من السلف منهم: علي بن أبي طالب«أَنَّهُ كَانَ يُكَبِّرُ بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ يَوْمَ عَرَفَةَ، إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ مِنْ آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، وَيُكَبِّرُ بَعْدَ الْعَصْرِ»أخرجه ابن أبي شيبة(5631)بسندين عن علي بن أبي طالب.

قال الشوكاني في«نيل الأوطار» (3/375):وَأَصَحُّ مَا وَرَدَ فِيهِ عَنْ الصَّحَابَةِ قَوْلُ عَلِيٍّ وَابْنِ مَسْعُودٍ: إنَّهُ مِنْ صُبْحِ يَوْمِ عَرَفَةَ إلَى آخِرِ أَيَّامِ مِنًى أَخْرَجَهُمَا ابْنُ الْمُنْذِرِ وَغَيْرُهُ.


عدم تحري اتفاق الأصوات في التكبير

سُئِل والدي رحمه الله: ما حكم التكبير الجماعي يوم العيد؟
جـ: لا ننصح بهذا، ولا نستطيع أن نحكم عليه بالبدعة.  
كتبتُه عن والدي رحمه الله.


الاثنين، 28 أغسطس 2017

(23)سنينٌ من حياتي مع والديْ وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله


سألني والدي رحمه الله عن المراد بقوله تعالى:﴿ حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32)﴾[ص] ؟

فأجبتُ :المراد حتى غربت الشمس .
فقال: أحسنت .

سُئِل  والدي رحمه الله  في الدرس وأنا أسمع :عمَّن  يقلد صوتَ الشيخ مقبل  هل يأذن له بذلك ؟

فقال :خيرًا إن شاء الله  ،ما أدري .


إضافته الفضائل  والمكارم  إلى الله لا إلى نفسه

يقول رحمه الله:الله يعلم أني لم أتخذ دماج مقرًّا للدعوة ،لكن هذا شيءٌ أراده الله .

ويقول رحمه الله عن الخير الذي حقَّقه الله على يديه من انتشار السنة ودحض البدعة ورجوع الناس إلى العقيدة الصحيحة والمنهج الحق :هذا الذي حقَّقَهُ الله  ليس بحولِنا ،ولا بقوَّتِنا ،ولا بشجاعتنا ،ولابفصاحتنا في الخطابة ،ولا بكثرة علمنا ،ولا بكثرةِ مالِنا ،ولكنه شيءٌ أرداه الله .


يقولُ  والدي  في كلامٍ له :أنا  لا أقدِر على  التربية .
فقالت له امرأة من المحارم وأنا أسمع :فكيف ابنتاكَ على تربيةٍ وخُلُق؟

 فقال: الله الذي هداهما  وربَّاهما لي .

ومدَّ الألف الذي  قبل الهاء في لفظ الجلالة .


نسي والدي مرة  تكبيرات العيد الزائدة في صلاة العيد  وكنَّا نتوقَّع أنه سيسجد سجود السهو فلم يسجد .

ثم سئل عن ذلك في الدرس  فقال: ليس فيه سجود سهو .

وكتبت عنه أيضا رحمه الله في هذه المسألة في الجواب عن سؤالٍ:
إذا نسي الإمام تكبيرات صلاة العيد فهل يسجد للسهو؟
جـواب الشيخ: لا، ليس عليه سجود سهو.


(28) الأحاديثُ الضعيفة والموضوعة وما لا أصل لها /لوالدي رحمه الله


زيادة :«ثلاث» في حديث:«حُبِّبَ إِلَيَّ مِنْ دُنْيَاكُمْ ثَلَاثٌ..».

حديث:«حُبِّبَ إِلَيَّ مِنْ دُنْيَاكُمْ ثَلَاثٌ: الطِّيبُ وَالنِّسَاءُ وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ».

استفدنا من والدي رحمه الله:

 زيادة «ثلاث»في هذ الحديث لا أصل لها .

-----------------
 قلت:وقال ابن كثير في«البداية والنهاية»(6/26):لَيْسَ بِمَحْفُوظٍ بِهَذَا ،فَإِنَّ الصَّلَاةَ لَيْسَتْ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا ،وَإِنَّمَا هِيَ مَنْ أَهَمِّ شُئُونِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

وقال الحافظ ابن حجر في«التلخيص الحبير»(3/249): وَقَدْ اشْتُهِرَ عَلَى الْأَلْسُنِ بِزِيَادَةِ: « ثَلَاثٌ »، وَشَرَحَهُ الْإِمَامُ أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكٍ فِي جُزْءٍ مُفْرَدٍ عَلَى ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ الْغَزَالِيُّ فِي «الْإِحْيَاءِ»، وَلَمْ نَجِدْ لَفْظَ «ثَلَاثٌ» فِي شَيْءٌ مِنْ طُرُقِهِ الْمُسْنَدَةِ.اهـ

والحديث ثابت من دون لفظة«ثلاث»عند أحمد (12293)عن أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «حُبِّبَ إِلَيَّ النِّسَاءُ، وَالطِّيبُ، وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ».

ورواه النسائي (3939) عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حُبِّبَ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا النِّسَاءُ وَالطِّيبُ، وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ»


الأحد، 27 أغسطس 2017

(39)الإجابةُ عن الأسئلةِ


جزاك الله خيرًا ورفع درجات أباك رحمه الله تعالى
شيختنا الفاضلة :من المعلوم أن صيام التنفل يجزئ النية فيه قبل الظهر وهل يجوز من العصر وبعده؟
                                      الجواب
هذا الذي ذكرتيه أن صيام التنفل تجزئ النية فيه  قبل الظهر هو قول جمهور العلماء.

والصحيح أنه يجب تبييت النية في الليل قبل طلوع الفجر لقول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ» رواه البخاري (1) ،ومسلم (1907) عن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وفي المسألة حديث حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ لَمْ يُجْمِعِ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ، فَلَا صِيَامَ لَهُ». أخرجه أبو داود (2454).
والصحيح أنه موقوف.
وهذا عام في صوم الفرض والنافلة أنه لا صوم إلا بنية في الليل .
 وقد ذهب جمهور العلماء إلى أنه لا يلزم تبييت النية في صوم النافلة لحديث عائشة في «صحيح مسلم» (1154)  قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ «يَا عَائِشَةُ، هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟» قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا عِنْدَنَا شَيْءٌ قَالَ: «فَإِنِّي صَائِمٌ» قَالَتْ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُهْدِيَتْ لَنَا هَدِيَّةٌ - أَوْ جَاءَنَا زَوْرٌ - قَالَتْ: فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُهْدِيَتْ لَنَا هَدِيَّةٌ - أَوْ جَاءَنَا زَوْرٌ - وَقَدْ خَبَأْتُ لَكَ شَيْئًا، قَالَ: «مَا هُوَ؟» قُلْتُ: حَيْسٌ، قَالَ: «هَاتِيهِ» فَجِئْتُ بِهِ فَأَكَلَ، ثُمَّ قَالَ: «قَدْ كُنْتُ أَصْبَحْتُ صَائِمًا».
ولكن لفظة:«قَدْ كُنْتُ أَصْبَحْتُ صَائِمًا» يدلُّ على أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد بيَّت الصيام من الليل.
وهذا هو المعروف عن مالك والليث وابن أبي ذئب أنه لا يصح صيام التطوع إلا بنية من الليل كما في «فتح الباري» (1924). وهو قول والدي الشيخ مقبل .
ثم  ليُعْلَم  أنَّ النية محلها القلب فلا يتلفظ بها.

زوجي بارٌّ بوالديه اكثر من إخوانه ويعطي والدته أكثر مما يعطيها إخوانه
ووالدته تريد أن تعطيه أرضًا هدية فهل يجوز لها ذلك؟

                                   الجواب
لا بد من العدل  بين الأولاد  وفقكم الله  .
ورحم الله الإمام البخاري فقد بوب لهذه المسألة :
بَابُ الهِبَةِ لِلْوَلَدِ، وَإِذَا أَعْطَى بَعْضَ وَلَدِهِ شَيْئًا لَمْ يَجُزْ، حَتَّى يَعْدِلَ بَيْنَهُمْ وَيُعْطِيَ الآخَرِينَ مِثْلَهُ، وَلاَ يُشْهَدُ عَلَيْهِ .. ثم أخرج (2586)،وهو عند مسلم (1623) عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، أَنَّ أَبَاهُ أَتَى بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي نَحَلْتُ ابْنِي هَذَا غُلاَمًا، فَقَالَ: «أَكُلَّ وَلَدِكَ نَحَلْتَ مِثْلَهُ»، قَالَ: لاَ، قَالَ: «فَارْجِعْهُ» .
(إِنِّي نَحَلْتُ) أي: أعطيت .
وفي رواية للبخاري(2650)،ومسلم عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سَأَلَتْ أُمِّي أَبِي بَعْضَ المَوْهِبَةِ لِي مِنْ مَالِهِ، ثُمَّ بَدَا لَهُ فَوَهَبَهَا لِي، فَقَالَتْ: لاَ أَرْضَى حَتَّى تُشْهِدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذَ بِيَدِي وَأَنَا غُلاَمٌ، فَأَتَى بِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ أُمَّهُ بِنْتَ رَوَاحَةَ سَأَلَتْنِي بَعْضَ المَوْهِبَةِ لِهَذَا، قَالَ: «أَلَكَ وَلَدٌ سِوَاهُ؟»، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَأُرَاهُ، قَالَ: «لاَ تُشْهِدْنِي عَلَى جَوْرٍ».والجور: الظلم .
فهذا من الظلم تخصيص بعض الأولاد وتفضيل بعضهم على بعض بالعطاء .
وهذا من حقِّ الأولاد على الأبوَين العدل بينهم .
وعليه فلا يجوز  للوالدة  أن تعطي ولدها البار  أكثر من إخوانه .
ولا بُدَّ أن تخضع العاطفة لحكم الله وشرعِه ،قال تعالى:(فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا) [النساء: الآية135].
وأجرُه عند الله على بِرِّه  بوالدتِه ،والله لا يضيعُ أجر من أحسن عملًا .


السبت، 26 أغسطس 2017

(10) أحاديثُ منتقاةٌ من أحاديثِ البخاري ومسلم


                         ذمُّ التنطع في الدين

عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ» قَالَهَا ثَلَاثًا .
رواه مسلم (2670).

------------------

(هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ) قال النووي رحمه الله في«شرح صحيح مسلم»:أَيِ: الْمُتَعَمِّقُونَ الْغَالُونَ الْمُجَاوِزُونَ الْحُدُودَ فِي أَقْوَالِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ .اهـ
في هذا الحديث:
التحذير من التنطُّع في الدين .

هذا الحديث من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
ونذكر بعض المسائل التي تدخل في هذا الحديث للحذر منها:
التعمُّقُ والإسراف في ماء الطهارة .
الغلو في العلماء والصالحين .
التكفير بكبائر الذنوب.
القول بتخليد أصحاب الكبائر في النار ،كما هو قول الخوارج والمعتزلة .
وعقيدة أهل السنة أن أصحاب الكبائر من الموحدين تحت مشيئةِ الله إن شاء عفا عنهم وإن شاء عذبهم ثم مآلهم إلى الجنة .

تكفير حكام المسلمين والخروج عليهم .

علم الكلام .قال الخطابي رحمه الله في«معالم السنن»(4/300): المتنطع المتعمق في الشيء المتكلف البحث عنه على مذاهب أهل الكلام الداخلين فيما لا يعنيهم الخائضين فيما لا تبلغه عقولهم.اهـ
وهذا شيءٌ ابتُلي به أهلُ الكلام .قال الذهبي رحمه اللهِ في«سير أعلام النبلاء»(10/547)ترجمةهشَامِ بنِ عَمْرٍو أَبي مُحَمَّدٍ الفُوَطِيِّ المُعْتَزِلِيِّ .
قَالَ المُبَرِّدُ: قَالَ رَجُلٌ لِهِشَامٍ الفُوَطِيِّ: كَمْ تَعُدُّ مِنَ السِّنِيْنَ؟
قَالَ: مِنْ وَاحِدٍ إِلَى أَكْثَرَ مِن أَلفٍ.
قَالَ: لَمْ أُرِدْ هَذَا، كَمْ لَكَ مِنَ السِّنِّ؟
قَالَ: اثْنَانِ وَثَلاَثُوْنَ سِنًّا.
قَالَ: كَمْ لَكَ مِنَ السِّنِيْنَ؟
قَالَ: مَا هِيَ لِي، كُلُّهَا للهِ.
قَالَ: فَمَا سِنُّكَ؟
قَالَ: عَظْمٌ.
قَالَ: فَابْنُ كَمْ أَنْتَ؟
قَالَ: ابْنُ أُمٍّ وَأَبٍ.
قَالَ: فَكَمْ أَتَى عَلَيْكَ؟
قَالَ: لَوْ أَتَى عَلَيَّ شَيْءٌ، لَقَتَلَنِي.
قَالَ: وَيْحَكَ! فَكَيْفَ أَقُوْلُ؟
قَالَ: قُلْ: كَمْ مَضَى مِنْ عُمُرِكَ.
قال الذهبي متعقِّبًا لهذا التكلُّف: هَذَا غَايَةُ مَا عِنْدَ هَؤُلاَءِ المُتَقَعِّرِينَ مِنَ العِلْمِ، عِبَارَاتٌ وَشَقَاشِقُ لاَ يَعْبَأُ اللهُ بِهَا، يُحَرِّفُوْنَ بِهَا الكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِه قَدِيْمًا وَحَدِيْثًا، فَنَعُوْذُ بِاللهِ مِنَ الكَلاَمِ وَأَهْلِهِ.اهـ





(38)الإجابةُ عن الأسئلةِ


عندي سؤال لو تكرمت

نقلت لي أخت سلفية هذه المقولة وأريد أن أتأكد من صحتها لأني بحثت في موقع الشيخ مقبل في الإنترنت ولم أجدها وإن ثبت أريد المصدر.
"لقد هممت أن أرد على الشيخ الألباني في مسألة كشف الوجه للمرأة، ولكن هبت أن يرد عليّ فردوده تقصم الظهر".

ج: هذا الله أعلم .

ولكن لما مات الشيخ الألباني  ضرب والدي رحمه الله فخذه  وقال:الناس الآن سينفتحون في الكتابة ،كانوا يهابون  الشيخ  الألباني .

وقدَّم والدي لبعض الكتب التي فيها  ردود  على الشيخ الألباني .

مثل:رسالة في تضعيف حديث:«اسْتَعِينُوا عَلَى إنْجَاحِ الْحَوَائِجِ بِالْكِتْمَانِ، فَإِنَّ كُلَّ ذِي نِعْمَةٍ مَحْسُودٌ»بحثُ طالب يقال له:خالد المؤذن.

ومثل:رسالة«البشارة في شذوذ تحريك الأصبع في الإشارة» لأحمد بن سعيد الحُجَري .وبيَّن والدي رحمه الله في المقدمة أنه لا يعني هذا أن هذا الطالب أعلم من الشيخ الألباني .

 ثم راسل والدي  الشيخُ الألباني فيما بعد وقال: لا تقدِّم  للكتب التي فيها  ردود علي ،الأعداء سيشمتون  بنا .

 فوعده  والدي ألَّا يقدِّمَ  لأيِّ كتاب  فيه رد على الشيخ الألباني.

وعندما درَّسْتُ «صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم»للشيخ الألباني تقريبًا عام 1414 عرضَت طالبةٌ أن تقوم بتحقيق هذا الكتاب من أجل ذِكْر صحابي الحديث ،وذكر أرقام المراجع ونحو ذلك.

فأخبرتُ والدي فقال: ما تستطيع ،لا يعلم بها الشيخ الألباني فيُكَسِّر رأسَهَا .الشيخ الألباني يرى هذا اعتداء على كتبِه.

ولوالدي رحمه الله  بعض الانتقادات والتَّعقُّبَات في كتبِه وصوتياته ،وأحيانًا  يقول: بعض الأفاضل ولا يُصرِّح إذا لم يستدعِ الأمر إلى التصريح بالاسم.وأحيانًا يُصرِّح بذكر الشيخ الألباني .

كالمسألة التي ذكرتُموها ،ومسألة لبس المرأة الذهب المحلَّق ،ومسألة تجويز الشيخ الألباني لأهل الجزائر الانتخابات،بل ذهب والدي إلى صعدة لأنه لم يكن هناك في ذلك الوقت تلفونات في«دماج»واتصل بالشيخ الألباني وقال له :ياشيخ لماذا أبحتَ لأهل الجزائر الانتخابات ؟
فقال له الشيخ الألباني رحمه الله : أنا ما أبحتُها، ولكن من باب ارتكاب أخف الضررين.

فدار كلام بينهما ،وكان  والدي يقول:ننظر هل حصل في الجزائر أخف الضررين أم حصل أعظم الضررين.

ومسائل أُخرى ،ولكن  كما قيل :الاختلاف لا يفسد الوُدَّ.

وياسبحان الله على تقدير وتبادل احترام بينهما ،ولكن لم يكن يمنع والدي أي شيء في نصرة الحق وما يراه صوابًا .

فرحم الله والدي وشيخي مقبل بن هادي .

ورحم الله شيخ شيخي الشيخ الألباني وأسكنهما ربي فسيح جناته.


الجمعة، 25 أغسطس 2017

كتب ورسائل الشيخة أم عبد الله حفظها الله.


تعليقٌ مختصر على حجة الوداع من «الفصول في سيرة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» لابن كثير رَحِمَهُ اللَّهُ.
للشيخة أم عبد الله بنت الشيخ مقبل بن هادي الوادعي حفظها الله. 
للتحميل اضغط هنا

صور المدونة

(37)الإجابةُ عن الأسئلةِ


باسم الله..

هذان سؤالان من سلفيات سمطرى الغربية (فادان-إندونيسيا) نقدمهما إليك يا أماه -حفظك الله ورعاك-:

1) هل لمن قضى صيام رمضان في أيام العشر من ذي الحجة أجران(أجر القضاء و أجر فضيلة العمل الصالح في العشر الأول من ذي الحجة )..؟ الله يجزيك خيرا.

الجواب:ليس فيه  ما يدلُّ على أنه  يحصلُ له  أجر القضاء وأجر فضيلة العمل الصالح في هذه العشر.

ولكنا نقول:فضلُ الله واسع .

وقد قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في«الشرح الممتع»(6/443):
لو مر عليه عشر ذي الحجة أو يوم عرفة، فإننا نقول: صم القضاء في هذه الأيام وربما تدرك أجر القضاء وأجر صيام هذه الأيام، وعلى فرض أنه لا يحصل أجر صيام هذه الأيام مع القضاء، فإن القضاء أفضل من تقديم النفل.اهـ


2)هل يوجد نهي في الشرع عن الزواج في أول اليوم من شهر صفر.. ؟ أثابك الله.


ج:لا يجوز اعتقاد كراهية  أو تحريم الزواج  في شهر صفر .
وقد كان أهل الجاهلية  يتشاءمون بصفر  فجاءَ الإسلام  وأبطله .

روى البخاري (5717)،ومسلم (2220) عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لاَ عَدْوَى وَلاَ صَفَرَ وَلاَ هَامَةَ» فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا بَالُ إِبِلِي، تَكُونُ فِي الرَّمْلِ كَأَنَّهَا الظِّبَاءُ، فَيَأْتِي البَعِيرُ الأَجْرَبُ فَيَدْخُلُ بَيْنَهَا فَيُجْرِبُهَا؟ فَقَالَ: «فَمَنْ أَعْدَى الأَوَّلَ؟» .

وقد ذكروا ثلاثة أقوال  في المراد بالنفي في(وَلاَ صَفَرَ):

قيل: إنه شهر صفر، كانت العرب يتشاءمون به ولا سيما في النكاح.

وقيل: إنه داء في البطن يصيب الإبل وينتقل من بعير إلى آخر.

وقيل: إنه نهي عن النسيئة، وكانوا في الجاهلية يُنسئِون، فإذا أرادوا القتال في شهر المحرم استحلوه، وأخروا الحرمة إلى شهر صفر، وهذه النسيئة التي ذكرها الله بقوله تعالى: ﴿فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ﴾ .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في«القول المفيد»(1/564):والأقرب أن صفر يعني الشهر، وأن المراد نفي كونه مشؤوما أي: لا شؤم فيه، وهو كغيره من الأزمان يُقدَّر فيه الخير ويقدر فيه الشر.اهـ


والشهور كلُّها لا يجوز التشاؤمُ بشيءٍ منها لأن هذا من الطيرة  المنهي عنها .


(48)أحاديث مختارة من أحاديث «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»لوالدي رحمه الله

                      العين حق

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «كَانَ يُؤْمَرُ الْعَائِنُ فَيَتَوَضَّأُ ثُمَّ يَغْتَسِلُ مِنْهُ الْمَعِينُ» رواه أبوداود(3880).

[هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.الصحيح المسند(1574)].

----------------------------

في هذا الحديث من الفوائد:

أن العين حق .وكما قال تعالى:﴿ وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ﴾[القلم:51]. أَي: يعينوك بِأَبْصَارِهِمْ كما قاله جمعٌ من المفسِّرين.

قال ابن القيم رحمه الله في«زاد المعاد»(4/152): أَبْطَلَتْ طَائِفَةٌ مِمَّنْ قَلَّ نَصِيبُهُمْ مِنَ السَّمْعِ وَالْعَقْلِ أَمْرَ الْعَيْنِ، وَقَالُوا: إِنَّمَا ذَلِكَ أَوْهَامٌ لَا حَقِيقَةَ لَهُ، وَهَؤُلَاءِ مِنْ أَجْهَلِ النَّاسِ بِالسَّمْعِ وَالْعَقْلِ، وَمِنْ أَغْلَظِهِمْ حِجَابًا، وَأَكْثَفِهِمْ طِبَاعًا، وَأَبْعَدِهِمْ مَعْرِفَةً عَنِ الْأَرْوَاحِ وَالنُّفُوسِ. وَصِفَاتِهَا وَأَفْعَالِهَا وَتَأْثِيرَاتِهَا، وَعُقَلَاءُ الْأُمَمِ عَلَى اخْتِلَافِ مِلَلِهِمْ وَنِحَلِهِمْ لَا تَدْفَعُ أَمْرَ الْعَيْنِ، وَلَا تُنْكِرُهُ .اهـ

ضررالعين وأن لها تأثيرًا في المعيون .

وهذا بقدر الله عزوجل . روى مسلم (2188) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْعَيْنُ حَقٌّ، وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ، وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا».

أن علاجَ العين الوضوء ثم  صبُّه  على المصَاب .

كما أن الرقية  كالفاتحة والمعوِّذات أيضًا علاج للمُصاب بالعين.

وينبغي الذكرُ لمن أُعجِبَ بشيءٍ بقول :اللهم بارك كما أرشد إلى ذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

ويجب التوكل على الله وتركُ الأوهام ،فبعض الناس مجرد مرض خفيف كالحمى والزُّكام وإذا به يقول:أصابني أو أصاب ولدي فلانٌ بالعين .

كما ينبغي التحصن بالأذكار والأوراد فإن هذا بإذنِ الله يدفع الشرَّ والضرر .

والوقاية خيرٌ من العلاج .

وقد كان هناكَ رجلٌ في درس«صحيح مسلم» لوالدي رحمه لله منحه ربُّه قوة الحافظية فسردَ أحاديث الأسبوع كلَّها بالأسانيد وهو واقف ،وقبل النهاية سقط فشعر والدي رحمه الله أن هذا عين ،فسمعناه يقول: أغلقوا باب المسجد ،لا يخرج أحد ،ثم توضأُوا عن آخرهم ،واغتسل به المُصاب ،ولكنه لم تَعُدْ حالتُه جيِّدةً كما كانت .

والْعَيْنُ عَيْنَانِ عَيْنٌ إِنْسِيَّةٌ، وَعَيْنٌ جِنِّيَّةٌ  كما في«زادالمعاد»(4/151).

والعين قد تكونُ من حاسد ،وقد تكون من محبٍّ .

يعجبُه شيءٌ فتنبعث سمومٌ إلى الشخص الذي أُعجِبَ به .فلهذا قد يصيبُ ولدَه وزوجته وماله ،بل قد يصيب نفسَه .

وذكر ابن القيم في«زاد المعاد»(4/154)أن العائن قَدْ يَكُونُ أَعْمَى، يُوصَفُ لَهُ الشَّيْءُ فَتُؤَثِّرُ نَفْسُهُ فِيهِ، وَإِنْ لَمْ يَرَهُ، وَكَثِيرٌ مِنَ الْعَائِنِينَ يُؤَثِّرُ فِي الْمَعِينِ بِالْوَصْفِ مِنْ غَيْرِ رُؤْيَةٍ.


وذكر رحمه الله أن العائن قَدْ يَعِينُ بِغَيْرِ إِرَادَتِهِ، بَلْ بِطَبْعِهِ .

 قال:وَهَذَا أَرْدَأُ مَا يَكُونُ مِنَ النَّوْعِ الْإِنْسَانِيِّاهـ