جديد المدونة

جديد الرسائل

الخميس، 12 أغسطس 2021

(152)الاخْتِيَارَاتُ العِلْمِيَّةُ لوالدي الشيخ مقبل رحمه الله

هل الأرض ثابتة أم تدور ؟

ج/ إخواني في الله مسألة الأرض أهي تدور  والشمس ثابتة أم لا؟

الله عز وجل يحكي عن قصة ذي القرنين أنه بلغ مشارق الأرض ومغاربها، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يخبر بأن الشمس تطلع بين قرني شيطان ، وأنها عند غروبها يسجد لها الكفار، وهذا أمر مشاهد، كذلك أيضًا الأرض بعدها تلتبس الأمور يصير اليمن شامًا، والشام يمنًا إلى غير ذلكم.

وهناك كتاب قيمٌ أنصح بقراءته للشيخ حمود التويجري، ذلكم الكتاب القيم هو  «الصواعق الشديدة على أهل الهيئة الجديدة»، ثمَّ رُدَّ عليه، ورَدَّ عليه بكتاب اسمه: «ذيل الصواعق». فأنا أنصح بقراءة «الصواعق» و«ذيلها»، فهو كتاب ليس له نظير في فنه، جزى الله مؤلفه خيرًا.

وهذه فلسفة ما أنزل الله بها من سلطان، الذي يقول: إن الشمس لا تجري يعتبر كافرًا: ﴿ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) ﴾[يس]، نعم يا إخوان، كانوا من أول يقولون: الشمس لا تجري، واقفة، ثم تحرك علماء الإسلام وردوا عليهم، قالوا: تجري حول نفسها.

وهكذا أيضًا الأرض الذي يقول: إنها تدور، يعتبر ضالًّا، وهو إلى الكفر أقرب .

الطالب: هناك من يستدل على دوران الأرض بقوله تعالى: ﴿ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40)﴾[يس]؛ لأن (كل) يقول:  من ألفاظ العموم، والله عَزَّ وَجَل ذكر آية آية، ذكر أولًا آية الأرض؟

 الشيخ: يحمل على الشمس والقمر وكذلك بعض النجوم السيَّارة، أما الأرض فهي ثابتة، وربما يستدلون بقوله تعالى:﴿  وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾[النمل:88]، فربما يستدلون بهذا، والمراد بها: يوم القيامة.

[مقتطف من ش/ الأَسئِلَةُ الجِيُولُوجِيَّةُ مِنَ الجَامِعَةِ اليَمَنِيَّةِ لوالدي رحمه الله]

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله، كما  في « دروس للشيخ عبد العزيز بن باز »(رقم الدرس:2): أما الأرض فهي ساكنة، وقد نقل القرطبي رحمه الله في تفسيره إجماع العلماء قال: وأهل الكتاب أيضًا على أن الأرض ساكنة وثابتة.

وقال عبد القاهر البغدادي في كتابه: الفَرْق بين الفِرَق: أجمع أهل السنة على أنها ساكنة وثابتة، هذا هو الذي عليه أهل السنة والجماعة.

أما ما يقوله الناس اليوم وينسبونه إلى الرياضيين أو الفلكيين من دوران الأرض فهذا قول لا أصل له، ولا دليل عليه، وإنما هي خرافة وظُنون، ليس لها دليل من الواقع ولا من الحس، ولا دليل من نقل، وإن زعموا وجود ذلك، فالأرض ثابتة ومستقرة في الهواء بإذن الله عزَّ وجلَّ، والشمس والقمر والكواكب دائرات من حولها في جوها وفي فلكها.

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في «فتاوى نور على الدرب »: أما مسألة دوران الأرض فإننا كما قلنا أولًا ينبغي أن يعرض عنها؛ لأنها من فضول العلم، ولو كانت من الأمور التي يجب على المؤمن أن يعتقدها إثباتًا أو نفيًا لكان الله تعالى يبينها بيانًا ظاهرًا، لكن الخطر كله أن نقول: إن الأرض تدور وأن الشمس هي الساكنة، وأن اختلاف الليل والنهار يكون باختلاف دوران الأرض. هذا هو الخطأ العظيم؛ لأنه مخالف لظاهر القرآن والسنة، ونحن مؤمنون بالله ورسوله نعلم أن الله تعالى يتكلم عن علم، وأنه لا يمكن أن يكون ظاهر كلامه خلاف الحق، ونعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم كذلك عن علم، ونعلم أنه أنصح الخلق وأفصح الخلق، ولا يمكن أن يكون يأتي في أمته بكلام ظاهره خلاف ما يريده صلى الله عليه وسلم، فعلينا في هذه الأمور العظيمة أن نؤمن بظاهر كلام الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، اللهم إلا أن يأتي من الأمور اليقينيات الحسيات المعلومة علمًا يقينيًا بما يخالف ظاهر القرآن؛ فإننا في هذه الحالة يكون فهمنا بأن هذا ظاهر القرآن غير صحيح، ويمكن أن نقول: إن القرآن يريد كذا وكذا مما يوافق الواقع المعين المحسوس الذي لا ينفرد فيه أحد؛ وذلك لأن الدلالة القطعية لا يمكن أن تتعارض. أي: أنه لا يمكن أن يتعارض دليلان قطعيان أبدًا، إذ أنه لو تعارضا لأمكن رفع أحدهما بالآخر ،وإذا أمكن رفع أحدهما بالآخر لم يكونا قطعيين. والمهم أنه يجب علينا في هذه المسألة أن نؤمن بأن الشمس تدور على الأرض، وأن اختلاف الليل والنهار ليس بسبب دوران الأرض، ولكنه بسبب دوران الشمس حول الأرض.