جديد المدونة

جديد الرسائل

الثلاثاء، 30 مارس 2021

(8) القواعد والتعريفات من درس شرح قطر الندى

 بسم الله الرحمن الرحيم

القواعد والتعريفات من الدرس الثامن

◆◇◆◇◆◇

مما خرج عن الأصل في الإعراب

المثنى. وهو: ما دل على اثنين أو اثنتين بزيادة في آخره مع سلامة مفرده.

 (سلامة مفرده) أي: أنه لا يتغير فيه حركات المفرد، فمثلًا: «المُحَمَّدَانِ» مفرده «مُحَمَّد»، ولم يحصل في المفرد تغير.

شروط المثنى:

شَرْطُ المُثَنَّى أَنْ يَكُونَ مُعْرَبا

♣♣♣

وَمُفْرَدًا مُنَكَّرًا ما رُكِّبَا

مُوافِقًا في اللَّفْظِ والمَعْنَى لَهُ

♣♣♣

 مُمَاثِلٌ لَمْ يُغْنِ عَنْهُ غَيْرُهُ

(أَنْ يَكُونَ مُعْرَبا) أخرج المبنى، فالمبنى لا يثنَّى.

 (وَمُفْرَدًا) أخرج جمع المذكر السالم، وجمع المؤنث السالم فلا يثنيان، وأما جمع التكسير فقد ورد تثنيته، وبعضهم يرى أن تثنيته يُقتصر فيه على السماع.

(مُنَكَّرًا) أخرج العلم، فالعلم لا يثنى إلا بعد تنكيره، وكذا لا يُجمع جمع مذكر سالم  إلا بعد تنكيره، فمثلًا: «زيد» إذا أردنا تثنيته أو جمعه جمع مذكر، فأوَّلًا ننوي الشيوع -وهو: التنكيرثم نأتي بالتثنية «الزيدان»، وجمع المذكر السالم «الزيدون». ولا يقال كيف دخلت (أل) التعريف على معرفة؟ لأننا قد قدرنا الشيوع فيه، ثم أعدنا إليه التعريف بإدخال (أل).

فائدة: إعادة التعريف للمثنى وجمع المذكر السالم يكون بواحد من ثلاثة: (أل) للتعريف كـ«الزيدان»، أو الإضافة، مثل: «جاء زيداك»، أو بإدخال حرف النداء «يا زيدان».

(ما رُكِّبَا) أخرج المركب، والمركَّب ثلاثة أنواع: تركيب إسنادي، تركيب مزجي، تركيب إضافي.

 والتركيب الإسنادي: لا يثنَّى بالاتفاق.

والتركيب المزجي: هذا مختلف فيه لكن المشهور أنه لا يثنَّى.

أما المركب الإضافي: فهذا لا خلاف في جواز تثنيته، ويثنَّى الصدر الأول منه، وأما الجزء الآخر فيبقى كما هو، مثل: جاء عبدا الله، ونعربه إعراب المثنى.

(مُوافِقًا في اللَّفْظِ) أي: يكون موافقًا له في اللفظ، باستثناء ما كان من باب التغليب فإنه يثنَّى، مثل: «أبوان»، و«العمران»، و«القمران».

(والمَعْنَى) أن يكون موافقًا له في المعنى، فإذا اختلف في المعنى -وهذا يكون في الأسماء المشتركة-، فإنه لا يُثنى، مثل: «عين» للباصرة، و«عين» للجارية هذا لا يقال فيه «عينان». أما قولهم «القلم أحد اللسانين» فهذا شاذ؛ لاختلاف المعنى؛ لأن المراد الجارحة وآلة القلم، فهذا شاذ.

فائدة:

الشاذ عند النحويين: ما خالف القواعد.

الشاذ عند أهل الحديث: مخافة المقبول لمن هو أولى منه.

الشاذ عند أهل الفقه: ما خالف الدليل.

الشاذ في علوم القرآن: ما جاء بطريق الآحاد.

 (لَهُ مُمَاثِلٌ) أن يكون لها مماثل في الوجود، وهذا القيد أخرج ما كان ليس له مماثل، مثل: «شمسان»؛ لعدم النظير له.

 (لَمْ يُغْنِ عَنْهُ غَيْرُهُ) خرج بهذا الكلمات التي فيه ما يغني عنها، فإنها لا تثنَّى، مثل: «سواء» لا يقال في التثنية: «سواءان»؛ لأنه يقال في التثنية «سيان».

حكم المثنى: يرفع بالألف نيابة عن الضمة، ويُنصب بالياء نيابة عن الفتحة، ويجر بالياء نيابة عن الكسرة.

بعضُ الألفاظ الملحقة بالمثنى:

- «كلا» للمُذّكَّرَينِ، و«كلتا» للمُؤَنَّثتَينِ  بشرط أن يكونا مضافين إلى الضمير، أما إذا أُضيفتا إلى الاسم الظاهر فتعرب إعراب الاسم المقصور بالحركات المقدرة على الألف.

«اثنان» للمُذّكَّرَينِ، و«اثنتان» للمُؤَنَّثتَينِ. ملحقة بالمثنى من غير شرط.

-ما سُمِّيَ به، مثل: «محمدان» علَمًا على شخصٍ واحد، هذا ملحق بالمثنى.

◆◇◆◇◆◇

جمع المذكر السالم هو: كل اسم دل على أكثر من اثنين بزيادة في آخره مع سلامة مفرده.

حكم جمع المذكر السالم: يرفع بالواو ويجر وينصب بالياء، ويُفرق بين المثنى وجمع المذكر السالم في حالتي النصب والجر أنه في المثنى ما قبل الياء يكون مفتوحًا وما بعدها يكون مكسورًا، مثل: «رَأَيْتُ الزَّيْدَينِ»، وفي جمع المذكر السالم يكسر ما قبل الياء ويفتح ما بعدها، مثل: «رَأَيْتُ الزَّيْدِينَ».

الملحق به:

-أسماء جموع لا واحد لها من لفظها، مثل: «أُولُو»، «عِشْرُونَ» وَأَخَوَاتُهُ إِلَى التِّسْعِينَ، «عَالَمُونَ».

- جموع تكسير، وهي: «أَرَضُونَ»، و«سِنُونَ» وَبَابُهُ؛ لأن المفرد يتغير فيه الحركة.

فائدة:

 ما هو باب «سنين»؟ تعريفه: كُلُّ اسْمٍ ثُلاثِيٍّ حُذِفَتْ لاَمُهُ وَعُوِّضَ عَنْهَا هَاءُ التَّأْنِيثِ وَلَمْ يُكْسَّرْ.

- جموع تصحيح لم تستكمل شروط جمع المذكر السالم، مثل: «أَهلُونَ» جمع أهل، وَ«وَابِلُونَ» جمع وابل، ولم تستوفِ الشروط؛ لأنهما ليس بعلم، ولا أيضًا بصفة، وأيضًا «وابل» لغير العاقل.

- ما سُمي به، مثل: «الزَّيْدُونَ»، «عِلِّيَّونَ»، فـ «عِلِّيَّونَ» في الأصل جمع لـ«عِلِّيٍّ» ثم نقل عن ذلك وسمي به أعلى الجنة.

 

أقسام جمع المذكر السالم: جامد، وصفة. ولكل من القسمين شروط .

 فشرط الجامد: أن يكون علمًا لمذكر، عاقل، خاليًا من تاء التأنيث، ومن التركيب.

 وشرط الصفة: أن تكون صفة للمذكر، عاقل، خالية من تاء التأنيث، ليست من باب «أفعل، فعلاء»، ولا من باب «فعلان، فعلى»، ولا مما يستوي فيه المذكر والمؤنث.

قاعدة:

خَطان لا يقاس عليهما: خط القرآن، وخط علم العروض. هذا كان يذكره لنا والدي رحمة الله عليه. فقد يوجد أشياء في رسم المصحف وفي رسم العروض تختلف عن رسم الإملاء، ولا يقاس عليها.

 

فوائد تتعلق بالألف بعد الواو:

-إذا حُذفت نون جمع المذكر السالم للإضافة فلا يُكتب ألفًا بعد الواو فنقول: جاء أُلُو الفضل.

-واو الجماعة التي تلحق الفعل نأتي بالألف بعدها. فنقول: القوم سادوا، القوم لم يسودوا.

- الواو الأصلية وهي التي تكون من بنية الكلمة لا يُكتب بعده ألفًا. مثل: أنا أدعو، أرجو.

 

فائدة

من ألفاظ التغليب: العُمران وهما: أبو بكر وعُمر رضي الله عنهما. قال القحطاني في «نونيته»:

 وَأَجَلُّ صَحْبِ الرُّسْلِ صَحْبُ مُحَمَّدٍ

وَكَذَاكَ أَفْضَلُ صَحْبِهِ العُمَرَانِ

قال القرطبي في «تفسيره»(آية رقم 11 من سورة النساء): مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُجْرِي الْمُخْتَلِفَيْنِ مَجْرَى الْمُتَّفِقَيْنِ، فَيُغَلِّبُ أَحَدَهُمَا عَلَى الْآخَرِ؛ لِخِفَّتِهِ أَوْ شُهْرَتِهِ. جَاءَ ذَلِكَ مَسْمُوعًا فِي أَسْمَاءٍ صَالِحَةٍ، كَقَوْلِهِمْ لِلْأَبِ وَالْأُمِّ: أَبَوَانِ. وَلِلشَّمْسِ وَالْقَمَرِ: الْقَمَرَانِ. وَلِلَّيْلِ وَالنَّهَارِ: الْمَلَوَانِ. وَكَذَلِكَ الْعُمَرَانِ لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. غَلَّبُوا الْقَمَرَ عَلَى الشَّمْسِ لِخِفَّةِ التَّذْكِيرِ، وَغَلَّبُوا عُمَرَ عَلَى أبي بكر؛ لأن أَيَّامَ عُمَرَ امْتَدَّتْ فَاشْتَهَرَتْ. وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ أَرَادَ بِالْعُمَرَيْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَلَيْسَ قَوْلُهُ بِشَيْءٍ؛ لِأَنَّهُمْ نَطَقُوا بِالْعُمَرَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَرَوْا عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ. اهـ.

 

(8) مُلَخَّصُ درس «شرح قطر الندى وبل الصدى»


    الدرس الثامن من مُلَخَّصِ درس «شرح قطر الندى وبل الصدى»

 17/من شهر شعبان/ لعام 1442هـ


الأحد، 28 مارس 2021

(5) للتذكير بحفظ شواهد وأبيات درس النحو

 همزة التعدية

 ❖❖❖

همزة التعدية ويقال همزة النقل؛ سُميت بذلك:

-لأنها تجعل الفعل اللازم الثلاثي متعديًا، مثل: خرج زيد. بالهمزة نقول: أخرجت زيدًا.

-وتجعل المتعدي لواحد يتعدى إلى اثنين، مثل: قرأ زيد النحو. نقول: أقرأت زيدًا النحو.

-وتجعل المتعدي إلى اثنين يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل. مثل: علم زيدٌ عمرًا فاضلًا. نقول: أَعْلَمتُ زَيدًا عَمرًا فَاضِلًا. فعلم يتعدى إلى مفعولين. فلما دخلت همزة التعدية عليه عدَّته إلى ثلاثة مفاعيل. قال ابن مالك رحمه الله:

إلى ثـلاثةٍ رأى وعلمًا ❖❖❖عدَّوا إذا صارا أرى وأعلما