جديد المدونة

جديد الرسائل

الثلاثاء، 26 يونيو 2018

(146) مِنْ مَرْوِيَّاتِيْ عَنْ وَالِدِيْ العَلَّامَةِ الرَّبَّانِيْ مُقْبِل بنِ هَادِيْ الوَادِعِيْ رَحِمَهُ الله


                       فوائد نحويَّة

         من دروس والدي الشيخ مقبل رحمه الله

·      (لم )حرف نفي وجزم وقلب.

معنى قلْب: أي أنها تقلب زمن الفعل المضارع إلى الماضي .

(قلت:ومِنْ هنا نعلم أن المضارع قد يكون زمنه ماضيا.

فالمضارع قد يكون زمنه للحال إذا لم يقترن بالسين وسوف
وقد يكون للاستقبال إذا دخل عليه السين وسوف
 وقد يكون للماضي إذا دخل عليه لم).

·      لا يجتمع التنوين والإضافة:
قال الشاعر:
كأني تنوينٌ وأنت إضافةٌ .. فحيث تراني لا تحل مكاني

·      معنى (السالم)- جمع المذكر السالم وجمع المؤنث السالم ؟
أي:أن مفردَه سالِم من التغيُّر مثل: محمدون .مفرده محمد ولم يتغيَّر فيه شيء.

·      ( مَا –بعد إذا)  
 يا طالبًا خذ فائدة ** بعد إذا ما زائدة
وهذه فائدة نحوية ومنه قوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ﴾ [فصلت:20].

·      سألتُ والدي عن الفرق بين المعرب والإعراب؟
فأجابني:المعرب: ما تغير آخره بسبب العوامل الداخلة عليه لفظًا أو تقديرًا.
فالمعرب الكلمة المعربة.
الإعراب:تغيير أواخر الكلم لاختلاف العوامل الداخلة عليها لفظًا أو تقديرًا.

·      من أسئلة والدي ما هي ألقاب البناء؟
ج: ألقاب البناء أربعة الضم والفتح والكسر والسكون.

·      تعريف المبني :لزُومُ آخر الكلمة حالةً واحدةً لغير عامل .
(لغير عامل )أي: ليس العامل الذي أثَّر في بنائه على السكون أو الضم أو الفتح أو الكسر .

·      الضمائر المنفصلة من حيث محلها في الإعراب إما أن تكون في محل رفع أو في محل نصب وليس فيها في محلِّ جَرٍّ.

·      الضمائر المتصلة إما أن تكون في محل رفع أو في محل نصب أو في محل جر .

وهذا يجهله كثير من طلبة العلم وممن تخرَّج من الجامعات  فليفهم هذا طلبة العلم .اهـ كلامه رحمه الله.

الاثنين، 25 يونيو 2018

(58) سِلْسَلَةُ المَسَائِلِ النِّسَائِيَّة




امرأة تقول  إنَّ زوجها طلقها ست تطليقات، ولكنه أنكر وقوع ذلك؟

جـواب والدي رحمه الله:
 النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: <على المدعي البينة وعلى المنكر اليمين> .
فهي مدعية فعليها أن تأتي بشهود، فإن لم تجد فعلى الزوج اليمين.

هذا، وأما بينها وبين الله فإنها إذا تأكدت وقوع ذلك فلا يجوز لها أن تبقى معه.

كتبته وقيَّدتُه من دروس والدي رحمه الله.

الأربعاء، 20 يونيو 2018

(62)أحاديث مختارة من أحاديث «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»لوالدي رحمه الله


عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنهما، قَالَتْ: أَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَأَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَقْبَلَتْ إِحْدَانَا عَلَى الْأُخْرَى، فَكَانَ مِنْ آخِرِ كَلَامٍ كَلَّمَهُ، أَنْ ضَرَبَ مَنْكِبَهُ.
 وَقَالَ: " يَا عُثْمَانُ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَسَى أَنْ يُلْبِسَكَ قَمِيصًا، فَإِنْ أَرَادَكَ الْمُنَافِقُونَ عَلَى خَلْعِهِ، فَلَا تَخْلَعْهُ حَتَّى تَلْقَانِي، يَا عُثْمَانُ،إِنَّ اللهَ عَسَى أَنْ يُلْبِسَكَ قَمِيصًا، فَإِنْ أَرَادَكَ الْمُنَافِقُونَ عَلَى خَلْعِهِ، فَلَا تَخْلَعْهُ حَتَّى تَلْقَانِي " ثَلَاثًا.
 فَقُلْتُ لَهَا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَيْنَ كَانَ هَذَا عَنْكِ؟ قَالَتْ: نَسِيتُهُ، وَاللهِ فَمَا ذَكَرْتُهُ.
 قَالَ –أي النعمان-: فَأَخْبَرْتُهُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، فَلَمْ يَرْضَ بِالَّذِي أَخْبَرْتُهُ حَتَّى كَتَبَ إِلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ اكْتُبِي إِلَيَّ بِهِ، فَكَتَبَتْ إِلَيْهِ بِهِ كِتَابًا.رواه أحمد(41/113).

[هذا حديث صحيح على شرط مسلم.الصحيح المسند 1589].

-------------------
هذا الحديث فيه من الفوائد:

إشارة إلى خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه.

أنَّ عثمان سيُبتلَى بالمنافقين ،وهؤلاء هم الخوارج الفجرة ،خرجوا على عثمان وزعموا أنه لا يستحق الخلافة.
وقد حاصروه في داره  واستمرَّ الحصار نحو أربعين يومًا ومنعوه من الخروج إلى المسجد،ومن وصول الطعام والشراب إليه،ثم اقتحموا داره وقتلوه  ظلما وعدوانًا.
قال ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية(7/190):كانت مدة حصار عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي دَارِهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا عَلَى الْمَشْهُورِ، وَقِيلَ كَانَتْ بِضْعًا وَأَرْبَعِينَ يَوْمًا. وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: كَانَتْ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً. ثُمَّ كَانَ قَتْلُهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ بِلَا خِلَافٍ.اهـ

خروج الخوارج على أئمة المسلمين وعدم السمع والطاعة لهم.
وهذا من صفاتهم فإذا رأيتَ من يخرج على وليِّ أمره فهو مع هؤلاء المفسدين،وليس على طريقتك ومنهجك.

حثُّ عثمانَ رضي الله عنه على الصبر وعدم تنازله عن الخلافة لأن الله الذي ألبسه إياها.

دليلٌ على فضل عثمان رضي الله عنه وأنه على الحق وخصمه -وهم الخوارج- على باطل.

العمل بالعلم ولو كان فيه شدَّة على النفس.
فعثمان بن عفان  لم ينعزل عن الخلافة  لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم  أوصاه وعهد إليه بذلك.

رضي الله عن عثمان بن عفان خليفة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعد أبي بكر وعمر رضي الله عنهم.وقاتل الله الخوارج البغاة الفجرة وكفى المسلمين شرهم.

أنَّ العلم قد يُنسَى وقتَ الحاجة إليه.

لقول النعمان بن بشير:فَقُلْتُ لَهَا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَيْنَ كَانَ هَذَا عَنْكِ؟ قَالَتْ: نَسِيتُهُ، وَاللهِ فَمَا ذَكَرْتُهُ.

أنَّ العلم فيه تثبيتٌ ونصرةٌ للمُحِق وقمْعٌ للمُبْطِل وإطفاءٌ لنار الفتنة.
ولهذا النعمان أنكر على أم المؤمنين حيث لم تحدِّث بهذا الحديث -وقت الفتنة-الذي يدل على فضل عثمان وأنه أهلٌ للخلافة،فاعتذرتْ أنها نسيتْه.


الخميس، 14 يونيو 2018

(8)من أحكام العيدَين


                           أخطاءٌ في العيدين

التزين بالحرام كحلق اللحية فإن هذا منكر وتشبه بالنساء
وما أحسنَ ما قيل:
وليس من العجيبِ أنَّ مِنَ النساء ترجَّلَت..ولكنَّ العجيب أن من الرجال تأنَّثَتْ

التشبه بالكفار في اللباس
والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول:من تشبه بقومٍ فهو منهم.


التبرج واللباس الضيق  الذي يُحَجِّمُ العورة  فإنه من لباس أهل النار.

التبذير والإسراف .قال تعالى:(وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا إنً المُبَذرينَ كانوا إِخْوَانَ الشياطين)[الإِسراء: 26، 27].

المصافحة للأجانب.

وقد كان النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يأخذ البيعة على أصحابه، أما الرجال فكانت مبايعتهم بوضع اليد على اليد، وأما النساء فكانت المبايعة لهنَّ بالكلام فقط.
كما روى البخاري (5288) ،ومسلم (1866) عَن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: كَانَتِ المُؤْمِنَاتُ إِذَا هَاجَرْنَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْتَحِنُهُنَّ بِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا، إِذَا جَاءَكُمُ المُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ} [الممتحنة: 10] إِلَى آخِرِ الآيَةِ.
قَالَتْ عَائِشَةُ: فَمَنْ أَقَرَّ بِهَذَا الشَّرْطِ مِنَ المُؤْمِنَاتِ فَقَدْ أَقَرَّ بِالْمِحْنَةِ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَقْرَرْنَ بِذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِنَّ، قَالَ لَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «انْطَلِقْنَ فَقَدْ بَايَعْتُكُنَّ».
 لا وَاللَّهِ مَا مَسَّتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ، غَيْرَ أَنَّهُ بَايَعَهُنَّ بِالكَلامِ، وَاللَّهِ مَا أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى النِّسَاءِ إِلَّا بِمَا أَمَرَهُ اللَّهُ، يَقُولُ لَهُنَّ إِذَا أَخَذَ عَلَيْهِنَّ: «قَدْ بَايَعْتُكُنَّ» كَلامًا.

 ومس يد المرأة الأجنبية من كبائر الذنوب، فقد ثبت عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«لَأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لَا تَحِلُّ لَهُ».رواه الطبراني في «المعجم الكبير» (1/117) عن مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

إحياءُ ليلَتِي العيدين بالعبادة.

وهذا بدعةٌ ما أنزل الله به من سلطان،وعمدته حديث« من قام ليلتي العيدين لم يمت قلبه يوم تموت القلوب».
وهذا الحديث كتبتُ عن والدي الشيخ مقبل رحمه الله: لا يثبت.
وذكره الشيخ الألباني في الضعيفة (521)وقال: ضعيف جدًّا .

الغفلة وضياع الأوقات يوم العيد وكثرة الخروج والدخول فيه.

وقد كان والدي رحمه الله ينصح بالمحافظة على الوقت يوم العيد فإن كثيرًا من الناس يُشغلون.
والمرأة تُشغل بكثرة الزيارات.

(7)من أحكام العيدَين



اشتقاق العيد

الْعِيد مُشْتَقٌّ مِنْ الْعَوْدِ، فَكُلُّ عِيدٍ يَعُودُ بِالسُّرُورِ، وَإِنَّمَا جُمِعَ عَلَى أَعْيَادٍ بِالْيَاءِ لِلْفَرْقِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَعْوَادِ الْخَشَبِ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ.كذا في«نيل الأوطار»(3/337)للشوكاني.

الغناء يوم العيد والترفيه على النفس وإظهارُ السرور

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ مِنْ جَوَارِي الأَنْصَارِ تُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاوَلَتِ الأَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثَ، قَالَتْ: وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمَزَامِيرُ الشَّيْطَانِ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَلِكَ فِي يَوْمِ عِيدٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَهَذَا عِيدُنَا». رواه البخاري (952)،ومسلم (892).

هذا الحديث يدل على:

 أن ديننا الحنيف دين يُسْرٍ وفُسْحةٍ ،فلا بأس بالترفيه على النفس يوم العيد،وكذا اللعب والتوسعة على الأهل بما ليس فيه تبذير ولا مخالفة للشرع.
قال البغوي في "شرح السنة" (4/322) : بُعَاثٌ: يَوْمٌ مَشْهُورٌ مِنْ أَيَّامِ الْعَرَبِ، كَانَتْ فِيهِ مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ لِلأَوْسِ عَلَى الْخَزْرَجِ، وَبَقِيَتِ الْحَرْبُ بَيْنَهُمَا مِائَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً، إِلَى أَنْ قَامَ الإِسْلامُ.
وَكَانَ الشِّعْرُ الَّذِي تُغَنِّيَانِ فِي وَصْفِ الْحَرْبِ وَالشَّجَاعَةِ، وَفِي ذِكْرِهِ مَعُونَةٌ فِي أَمْرِ الدِّينِ.

 فَأَمَّا الْغِنَاءُ بِذِكْرِ الْفَوَاحِشِ،وَالابْتِهَارِ بِالْحُرَمِ، وَالْمُجَاهَرَةُ بِالْمُنْكَرِ مِنَ الْقَوْلِ، فَهُوَ الْمَحْظُورُ مِنَ الْغِنَاءِ، وَحَاشَاهُ أَنْ يَجْرِيَ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ بِحَضْرَتِهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ، فَيُغْفِلَ النَّكِيرَ لَهُ، وَكُلُّ مَنْ رَفَعَ صَوْتَهُ بِشَيْءٍ جَاهِرًا بِهِ، وَمُصَرِّحًا بِاسْمِهِ لَا يَسْتُرُهُ وَلا يَكْنِي عَنْهُ، فَقَدْ غَنَّى، بِدَلِيلِ قَوْلِهَا:«وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ».

 وَقَوْلُهُ:«وهَذَا عِيدُنَا»يَعْتَذِرُ بِهِ عَنْهَا أَنَّ إِظْهَارَ السُّرُورِ فِي الْعِيدَيْنِ شِعَارُ الدِّينِ، وَلَيْسَ هُوَ كَسَائِرِ الأَيَّامِ.اهـ

ويدل أيضًا قوله:«إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَهَذَا عِيدُنَا»
 أنه ليس لنا أهل الإسلام أن نحتفِل بأعياد الكفار.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في «اقتضاء الصراط» (صـ206):هذا يوجبُ اختصاصَ كل قوم بِعيدهم.اهـ
وقال شيخ الإسلام رحمه الله في«اقتضاء الصراط المستقيم» (1/369) بتحقيق العقل: ومن المعلوم أن تعظيمَ أعيادهم ونحوها بالموافقة فيها نوع من إكرامهم، فإنهم يفرحون بذلك ويسرون به، كما يغتمُّون بإهمال أمر دينهم الباطل.اهـ

وسواء كان عيدَ ميلاد أو عيد ذِكْرِيَّات أو غيرِها .

والمراد بالغناء: الغناء الحَمَاسي الذي ليس فيه ما  يبعث الكامِنَ ويُحَرِّكُ الساكن.

بخلاف الغناء الذي يشتمل على مدح المحرمات والفواحش ويجرُّ إلى الفساد  فهذا ليس هو المراد.

وقد فسَّر جمع من السلف اللهوَ في قوله تعالى:﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6) ﴾[لقمان]فسَّروه بالغناء.

وقال ابن القيم في «إغاثة اللهفان»(1/240):الغناء أشد لهوًا، وأعظم ضررًا من أحاديث الملوك وأخبارهم، فإنه رقية الزنا، ومنبت النفاق، وشرك الشيطان، وخمرة العقل، وصده عن القرآن أعظم من صد غيره من الكلام الباطل، لشدة ميل النفوس إليه، ورغبتها فيه.اهـ

ومن إظهار السرور في العيدَين:التجمُّل

عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَخَذَ عُمَرُ جُبَّةً مِنْ إِسْتَبْرَقٍ تُبَاعُ فِي السُّوقِ، فَأَخَذَهَا، فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ابْتَعْ هَذِهِ تَجَمَّلْ بِهَا لِلْعِيدِ وَالوُفُودِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لاَ خَلاَقَ لَهُ» فَلَبِثَ عُمَرُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَلْبَثَ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجُبَّةِ دِيبَاجٍ، فَأَقْبَلَ بِهَا عُمَرُ، فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّكَ قُلْتَ: «إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لا خَلاقَ لَهُ» وَأَرْسَلْتَ إِلَيَّ بِهَذِهِ الجُبَّةِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَبِيعُهَا أَوْ تُصِيبُ بِهَا حَاجَتَكَ»رواه البخاري(948).

قلتُ لوالدي رحمه الله:كيف يُستدلُّ بهذا الحديث على التجمل للعيد والوفود وفي رواية«والجمعة»وقد أنكر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم  على عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقوله:«إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لا خَلاقَ لَهُ»؟
فأجابني :أنكر عليه عرضَ لبس الجبة  لأنها من حرير،ولم ينكر عليه التجمُّل.

ضربُ الدُّفِّ في العيد

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا جَارِيَتَانِ فِي أَيَّامِ مِنَى تُدَفِّفَانِ، وَتَضْرِبَانِ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَغَشٍّ بِثَوْبِهِ، فَانْتَهَرَهُمَا أَبُو بَكْرٍ، فَكَشَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ: «دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ، فَإِنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ، وَتِلْكَ الأَيَّامُ أَيَّامُ مِنًى» رواه البخاري(987).

«تُدَفِّفَانِ»أي:تضربان بالدُّف.
أما الطبل فلا يجوز لأنه من الملاهي المحرمة.

الفرق بين الدُّف والطبل

استفدت من والدي الشيخ مقبل رحمه الله:
أنَّ الدُّفَّ يكون مفتوحًا من إحدى الجِهَتينِ كالصحن.
الطبل يكون مُغْلَقًا من الجهتين جميعًا.

التهنئة في العيدين

قال شيخ الإسلام في «فتاواه » (24/253) التهنئة يوم العيد قد روي عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يفعلونه . ورخص فيه الأئمة كأحمد وغيره .
لكن قال أحمد : أنا لا أبتدئ أحدا فإن ابتدأني أحد أجبته لأن جواب التحية واجب .

وأما الابتداء بالتهنئة فليس بسنة مأمورا بها ،ولا هو أيضا مما نهي عنه،فمن فعله فله قدوة،ومن تركه فله قدوة والله أعلم.اهـ

تخصيص المصافحة يوم العيد

استفدنا من والدي رحمه الله: أن هذا من العادات المباحة. 
وكان ينصح أن نربط أنفسنا بالدليل وأن نقضي على هذه العادات ما استطعنا.

(6)من أحكام العيدَين


     
القراءة في صلاة العيد

عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ، وَفِي الْجُمُعَةِ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ»رواه مسلم (878).

عن أَبي وَاقِدٍ اللَّيْثِيّ: أن رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقرأُ فِي الْأَضْحَى وَالْفِطْرِ بِ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ، وَاقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ.رواه مسلم (891).

قال ابن القيم رحمه الله في «زاد المعاد»(1/428):صَحَّ عَنْهُ هَذَا وَهَذَا، وَلَمْ يَصِحَّ عَنْهُ غَيْرُ ذَلِكَ.اهـ

السنة عدم الصلاة قبل صلاة العيد ولا بعدها

لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصلي قبل صلاة العيد ولا بعدها.

أما ما جاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم   لا يصلي قبل العيد شيئًا، فإذا رجع إلى منزله صلى ركعتين.
فهذا الحديث رواه ابن ماجه(1193).

واستفدت من والدي رحمه الله الآتي:
هذا الحديث حديث ضعيف، لأنه من طريق عبدالله بن محمد بن عقيل وحديثه ينزل عن الحُسْن.اهـ

أما على ثبوت الحديث فهو محمولٌ على نفي الصلاة قبل الرجوع إلى المنزل،فإذا رجع صلى ركعتين.

الرجوع من طريق غير طريق الذهاب

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ»رواه البخاري(986).

قال ابن القيم في« زاد المعاد» (1/432): وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَالِفُ الطَّرِيقَ يَوْمَ الْعِيدِ، فَيَذْهَبُ فِي طَرِيقٍ، وَيَرْجِعُ فِي آخَرَ، فَقِيلَ: لِيُسَلِّمَ عَلَى أَهْلِ الطَّرِيقَيْنِ، وَقِيلَ: لِيَنَالَ بَرَكَتَهُ الْفَرِيقَانِ، وَقِيلَ: لِيَقْضِيَ حَاجَةَ مَنْ لَهُ حَاجَةٌ مِنْهُمَا، وَقِيلَ: لِيُظْهِرَ شَعَائِرَ الْإِسْلَامِ فِي سَائِرِ الْفِجَاجِ وَالطُّرُقِ، وَقِيلَ: لِيَغِيظَ الْمُنَافِقِينَ بِرُؤْيَتِهِمْ عِزَّةَ الْإِسْلَامِ وَأَهْلَهُ وَقِيَامَ شَعَائِرِهِ، وَقِيلَ: لِتَكْثُرَ شَهَادَةُ الْبِقَاعِ، فَإِنَّ الذَّاهِبَ إِلَى الْمَسْجِدِ وَالْمُصَلَّى إِحْدَى خُطْوَتَيْهِ تَرْفَعُ دَرَجَةً، وَالْأُخْرَى تَحُطُّ خَطِيئَةً حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى مَنْزِلِهِ.

 وَقِيلَ: وَهُوَ الْأَصَحُّ:إِنَّهُ لِذَلِكَ كُلِّهِ، وَلِغَيْرِهِ مِنَ الْحِكَمِ الَّتِي لَا يَخْلُو فِعْلُهُ عَنْهَا.اهـ

ومن الأقوال التي ذكرها الإمامُ النووي رحمه الله في «روضة الطالبين»(2/77):وَقِيلَ: يَقْصِدُ أَطْوَلَ الطَّرِيقَيْنِ فِي الذَّهَابِ،وَأَقْصَرَهُمَا فِي الرُّجُوعِ،وَهَذَا أَظْهَرُهَا.

ثم قال:وَإِذَا لَمْ يُعْلَمِ السَّبَبَ،اسْتُحِبَّ التَّأَسِّي قَطْعًا.وَاللَّهُ أَعْلَمُ .اهـ

الأربعاء، 13 يونيو 2018

(5)من أحكام العيدَين


                               
                                صلاة العيد 

ينبغي أن تكون صلاة العيد في المصلى وليس في المسجد
 

إلا عند وجود عذر مطر أو خوف أو نحوهما  باستثناء المسجد الحرام فإنه تُصلَّى فيه صلاةُ العيد كما ذكر أهل العلم.

روى البخاري(956)،ومسلم (889) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ،قَالَ:«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ يَوْمَ الفِطْرِ وَالأَضْحَى إِلَى المُصَلَّى، فَأَوَّلُ شَيْءٍ يَبْدَأُ بِهِ الصَّلاَةُ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَيَقُومُ مُقَابِلَ النَّاسِ، وَالنَّاسُ جُلُوسٌ عَلَى صُفُوفِهِمْ فَيَعِظُهُمْ، وَيُوصِيهِمْ، وَيَأْمُرُهُمْ، فَإِنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَقْطَعَ بَعْثًا قَطَعَهُ، أَوْ يَأْمُرَ بِشَيْءٍ أَمَرَ بِهِ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ».

ويستحب للمرأة الخروج لصلاة العيد

 لِمَا رواه البخاري(324)،ومسلم (890)عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، قَالَتْ: «أَمَرَنَا - تَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ نُخْرِجَ فِي الْعِيدَيْنِ، الْعَوَاتِقَ، وَذَوَاتِ الْخُدُورِ، وَأَمَرَ الْحُيَّضَ أَنْ يَعْتَزِلْنَ مُصَلَّى الْمُسْلِمِينَ».

مع مراعاة المرأة آداب الخروج،فتكون  بحجابٍ ساترٍ ،وحِشْمةٍ وحياء،غير متطيبة.
وإذا لم يتيسر الخروج للمرضى أو للمرأة صلوها في البيت جماعةً أو فرادَى.

صلاة العيد ركعتان قبل خطبة العيد

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَوْمَ أَضْحَى، أَوْ فِطْرٍ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، لَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا، ثُمَّ أَتَى النِّسَاءَ وَمَعَهُ بِلَالٌ، فَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ، فَجَعَلَتِ الْمَرْأَةُ تُلْقِي خُرْصَهَا، وَتُلْقِي سِخَابَهَا»رواه مسلم (884).

حكم صلاة العيد

أما حكم صلاة العيد فهي فرض عين لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بها ،وهذا ترجيح شيخ الإسلام وجماعة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في «مجموع الفتاوى»(23/161): وَلِهَذَا رَجَّحْنَا أَنَّ صَلَاةَ الْعِيدِ وَاجِبَةٌ عَلَى الْأَعْيَانِ كَقَوْلِ أَبِي حَنِيفَةَ وَغَيْرِهِ،وَهُوَ أَحَدُ أَقْوَالِ الشَّافِعِيِّ وَأَحَدُ الْقَوْلَيْنِ فِي مَذْهَبِ أَحْمَد. وَقَوْلُ مَنْ قَالَ: لَا تَجِبُ،فِي غَايَةِ الْبُعْدِ فَإِنَّهَا مِنْ أَعْظَمِ شَعَائِرِ الْإِسْلَامِ وَالنَّاسُ يَجْتَمِعُونَ لَهَا أَعْظَمَ مِنْ الْجُمُعَةِ وَقَدْ شُرِعَ فِيهَا التَّكْبِيرُ. وَقَوْلُ مَنْ قَالَ: هِيَ فَرْضٌ عَلَى الْكِفَايَةِ لَا يَنْضَبِطُ .اهـ المراد


التكبيرات الزوائد في صلاة العيد قبل القراءة

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«التَّكْبِيرُ فِي الْفِطْرِ سَبْعٌ فِي الْأُولَى، وَخَمْسٌ فِي الْآخِرَةِ، وَالْقِرَاءَةُ بَعْدَهُمَا كِلْتَيْهِمَا»رواه أبوداود( 1151).

وتكبيرات الزوائد لا تُرْفع فيها الأيدي إذ لم يأتِ فيها دليلٌ صحيحٌ فيما نعلم.