جديد المدونة

جديد الرسائل

الجمعة، 30 سبتمبر 2022

كتب ورسائل والدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله.

 


كتاب 

«الرحلة الأخيرة لإمام الجزيرة»


لتحميل الكتاب اضغط هنا.

(72) نصائح وفوائد

 

من صفات المسارعين إلى الخير

﴿ إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60)  أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَهُمْ لَها سابِقُونَ (61)﴾[المؤمنون].

 

استفدنا من هذه الآيات المباركات بعض صفات المسارعين إلى الخيرات:

الصفة الأولى: خشية الله سبحانه.

الصفة الثانية: الإيمان بآيات الله الكونية والشرعية.

الصفة الثالثة: تجريد التوحيد لله عَزَّ وَجلَّ، واجتناب الشركيات كبيرها وصغيرها.

الصفة الرابعة: الجمع بين الخوف من الله سبحانه والمسابقة إلى العمل الصالح.

نفي الإعجاب عن المسارعين إلى الخير، فمن صفات المسارعين إلى الجنة أنهم لا يعجبون بأعمالهم، والعجب داء خطير ولا يسلم منه إلا من سلمه الله سبحانه؛ لأن الشيطان حريص على إفساد العبادة.                         

 

 

(71) نصائح وفوائد

 

خوف المؤمن 

إنَّ الاتصاف بالخوف عبادةٌ جليلةٌ، ولا يحجز بين الإنسان والمعاصي إلا الخوف من الله عَزَّ وَجَل، والخوف المحمود ما حجز عن محارم الله.

فالمؤمن يخاف من الله؛ لأن الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى يقول: ﴿ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (51) ﴾[النحل:51].

يخاف من عذاب الله عَزَّ وَجَل ﴿ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا (57) ﴾ [الإسراء:57].

يخاف من النار ومن الوقوف بين يدي الجبار، قال تعالى: ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) ﴾[الرحمن:46]، وقال تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) ﴾[النازعات].

يخاف من إحباط عمله، وقد بوب الإمام البخاري في «صحيحه» «بَابُ خَوْفِ المُؤْمِنِ مِنْ أَنْ يَحْبَطَ عَمَلُهُ وَهُوَ لاَ يَشْعُرُ». فهو يخاف على عمله، ويحرص على حفظه من إبطاله بالعجب، والغرور، والرياء، وإذا أتمه يخاف على عمله من أن يهديه لغيره؛ فإن العمل قد يذهب سُدًى؛ بسبب هذه الآفات.

يخاف من النفاق، كما في الحديث عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: دُعِيَ عُمَرُ، لِجِنَازَةٍ، فَخَرَجَ فِيهَا أَوْ يُرِيدُهَا فَتَعَلَّقْتُ بِهِ فَقُلْتُ: اجْلِسْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّهُ مِنْ أُولَئِكَ، فَقَالَ: «نَشَدْتُكَ اللَّهَ أَنَا مِنْهُمْ»، قَالَ: «لَا وَلَا أُبَرِّئُ أَحَدًا بَعْدَكَ» رواه البزار في «البحر الزخار»(2885) وحسنه والدي في « الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»( 294).

وَقَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: أَدْرَكْتُ ثَلاَثِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ، مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ يَقُولُ: إِنَّهُ عَلَى إِيمَانِ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ " رواه البخاري معلقًا في «صحيحه» (1 / 18 ).

ووالدي رحمه الله يقول في درس لنا: لا يأمن على نفسه من النفاق إلا مغرور.

يخاف يوم القيامة ويتقيه، كما قال تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (281)﴾[البقرة:281 ]

يخاف إذا تولى شيئًا ألَّا يحسن القيام به، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّكُمْ سَتَحْرِصُونَ عَلَى الإِمَارَةِ، وَسَتَكُونُ نَدَامَةً يَوْمَ القِيَامَةِ، فَنِعْمَ المُرْضِعَةُ وَبِئْسَتِ الفَاطِمَةُ» رواه البخاري (7148).

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ وَبَيْنَ يَدَيْهِ مَالٌ، فَنَشَجَ حَتَّى اخْتَلَفَتْ أَضْلَاعُهُ؛ ثُمَّ قَالَ: «وَدِدْتُ أَنِّي أَنْجُو مِنْهُ كَفَافًا لَا لِي، وَلَا عَلَيَّ».  كما في « الرقة والبكاء» لابن أبي الدنيا (419).

يخاف أن يظلِم، أن يؤذي، أو ينتهك الأعراض؛ ولهذا النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يقول: « وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْقَى اللَّهَ وَلَيْسَ لِأَحَدٍ عِنْدِي مَظْلَمَةٌ» رواه أبو داود (3450)  عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

يخاف من التقصير من العمل بما تعلم؛ ولهذا عددٌ من علمائنا يقولون: وددت أني خرجت منه كفافًا -يعني: من العلم- لا علي ولا لي. قال ابن أبي حاتم رَحِمَهُ الله في مقدمة «الجرح والتعديل» (1/ 62): كانوا يتخوفون من أفضل أعمالهم.

ورَحِمَ الله والدي وغفر له؛ إذ يقول: نخشى والله أن الناس يدخلون الجنة، ونحن عند الأبواب، أو قد ذُهب بنا إلى كذا وكذا، والعياذ بالله.

 وبحسب علم الشخص يكون خشيته لربه عَزَّ وَجَل وتقواه، كما قال النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ» رواه البخاري(5063) عن أنس رضي الله عنه

(6) الشرح الحثيث على اختصار علوم الحديث

 



(41) مُلَخَّصُ درس «شرح قطر الندى وبل الصدى»



 

(8)سلسلة في الطِّبِّ وَالْمَرْضَى

 

         مسائل من حديث سهل بن حُنيف في العين

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ، وَسَارُوا مَعَهُ نَحْوَ مَكَّةَ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِشِعْبِ الْخَزَّارِ مِنَ الْجُحْفَةِ، اغْتَسَلَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ وَكَانَ رَجُلًا أَبْيَضَ، حَسَنَ الْجِسْمِ، وَالْجِلْدِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ أَخُو بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ، فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ، وَلَا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ فَلُبِطَ بِسَهْلٌ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لَكَ فِي سَهْلٍ؟ وَاللهِ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ، وَمَا يُفِيقُ، قَالَ: " هَلْ تَتَّهِمُونَ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ؟ " قَالُوا: نَظَرَ إِلَيْهِ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامِرًا، فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ وَقَالَ: " عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ؟ هَلَّا إِذَا رَأَيْتَ مَا يُعْجِبُكَ بَرَّكْتَ؟ " ثُمَّ قَالَ لَهُ: " اغْتَسِلْ لَهُ " فَغَسَلَ وَجْهَهُ، وَيَدَيْهِ، وَمِرْفَقَيْهِ، وَرُكْبَتَيْهِ، وَأَطْرَافَ رِجْلَيْهِ، وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ فِي قَدَحٍ، ثُمَّ صُبَّ ذَلِكَ الْمَاءُ عَلَيْهِ، يَصُبُّهُ رَجُلٌ عَلَى رَأْسِهِ، وَظَهْرِهِ مِنْ خَلْفِهِ، يُكْفِئُ الْقَدَحَ وَرَاءَهُ، فَفَعَلَ بِهِ ذَلِكَ، فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ النَّاسِ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. رواه أحمد(25/355)، والحديث  حسن، وله شواهد.

وقد ذكر هذا الحديث وألفاظه  الحافظ في « فتح الباري» تحت رقم(5740) وذكر فوائده، وقال:

  وَفِي الْحَدِيثِ مِنَ الْفَوَائِدِ:

أَنَّ الْعَائِنَ إِذَا عُرِفَ يُقْضَى عَلَيْهِ بِالِاغْتِسَالِ.

 وَأَنَّ الِاغْتِسَالَ مِنَ النّشْرَةِ النَّافِعَةِ.

 وَأَنَّ الْعَيْنَ تَكُونُ مَعَ الْإِعْجَابِ وَلَوْ بِغَيْرِ حَسَدٍ وَلَوْ مِنَ الرَّجُلِ الْمُحِبِّ وَمِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ.

 وَأَنَّ الَّذِي يُعْجِبُهُ الشَّيْءُ يَنْبَغِي أَنْ يُبَادِرَ إِلَى الدُّعَاءِ لِلَّذِي يُعْجِبُهُ بِالْبَرَكَةِ وَيَكُونُ ذَلِكَ رُقْيَةً مِنْهُ.

 وَأَنَّ الْمَاءَ الْمُسْتَعْمَلَ طَاهِرٌ.

 وَفِيهِ جَوَازُ الِاغْتِسَالِ بِالْفَضَاءِ.

 وَأَنَّ الْإِصَابَةَ بِالْعينِ قد تقتل.

 

 

الخميس، 29 سبتمبر 2022

للتذكير بحفظ شواهد وأبيات درس النحو

شواهد الدرس (40)

أسماء الزمان كلها تُنصب على الظرفية، بخلاف أسماء المكان فلا يُنصب منها إلا المبهم.

قال  ابن مالك رَحِمَهُ اللهُ في «الألفية»، وقال:

وَكُلُّ وَقْتٍ قَابِلٌ ذَاكَ وَمَا

...

يَقْبَلُهُ الْمَكَانُ إِلَّا مُبْهَمَا

نَحْوُ الْجِهَاتِ وَالْمَقَادِيرِ وَمَا

....

صِيغَ مِنَ الفِعْلِ كَمَرْمَى مِنْ رَمَى

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شاهد «عند» التي وردت بمعنى الزمان، قال الشاعر:

لَا تَجزَعِي إِن مُنفِسًا أَهلَكتُهُ

...

فَإِذَا هَلَكتُ فَعِنْدَ ذَلِكَ فَاجزَعِي

 

 

(40) القواعد والتعريفات من درس شرح قطر الندى

 

بسم الله الرحمن الرحيم

(40) القواعد والتعريفات من درس شرح قطر الندى

◆◇◆◇◆◇

المفعول فيه، ويقال له: الظرف، والظرف لغة: الوعاء.

واصطلاحًا: كُلُّ اسْمِ زَمَانٍ أَو مَكَانٍ سُلِّطَ عَلَيْهِ عَامِلٌ عَلَى مَعنَى «فِي».

(عَلَى مَعنَى «فِي») خرج بقية المفاعيل؛ فإنَّ تسلُّطَ العامل عليها ليس على معنى «في».

ــــــــــــــــــــ

أمثِلَةٌ  هل هي من بَابِ المَفعُولِ فِيهِ؟

قوله تَعَالَى: ﴿ إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10) ﴾، وقوله تَعَالَى: ﴿ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ﴾ ينبه ابن هشام رَحِمَهُ اللهُ أنهما ليستا من الظروف، وقد علل لهذا، وقال: (فَإِنَّهُمَا وَإِن كَانَا زَمَانًا وَمَكَانًا لَكِنَّهُمَا لَيسَا عَلَى مَعنَى «فِي»، وَإِنَّمَا المُرَادُ أَنَّهُم يَخَافُونَ نَفسَ اليَوْمِ، وَأَنَّ اللهَ تَعَالَى يَعلَمُ نَفسَ المَكَانِ المُسْتَحِقِ لِوَضعِ الرِّسَالَةِ فِيهِ).

وذهب بعضهم إلى أن «حيث» في هذا المثال ظرف مكان، وَأن مَا قَالَهُ بعضهم: إنَّهُ مَفْعُولٌ بِهِ عَلَى السِّعَةِ أَوْ مَفْعُولٌ بِهِ عَلَى غَيْرِ السِّعَةِ تَأْبَاهُ قَوَاعِدُ النَّحْوِ؛ لأن النحاة نصوا أن «حيث» من الظروف التي لا تتصرف.

وابن هشام رَحِمَهُ اللهُ يرى أن «حيث» مفعول به، والعامل في «حيث» عامل مقدر دل عليه «أعلم»، ولم يكن العامل «أعلم»؛ لأن «أعلم» اسم تفضيل، واسم التفضيل لا ينصب المفعول به إجماعًا.

المثال الثالث قوله تَعَالَى: ﴿ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ ﴾ هذا ليس من الظرف، وعلل لذلك ابن هشام رَحِمَهُ اللهُ؛ لأنه وإن كان بمعنى «في» لكنه مصدر وليس زمانًا ولا مكانًا، فـ«أن» وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بحرف جرٍّ محذوفٍ، أي: في نكاحهن.

ــــــــــــــــــــ

هَل أَسمَاءُ الزَّمَانِ وَالمَكَانِ تَقبَلُ النَّصبَ عَلَى الظَّرفِيَّةِ؟

أسماء الزمان تقبل النصب على الظرفية، معرفة كانت مثل: «صمت اليوم»، أو نكرة مثل: «صمت يومًا»، أو كانت مختصة أو مبهمة أو معدودة.

المختص: مَا يَقَعُ جَوَابًا لِـ«مَتَى» نحو: متى صمت؟ يوم الخميس.

المعدود: مَا يَقَعُ جَوَابًا لِـ«كَم» كَـ«الأُسبُوعِ، وَالشَّهرِ، وَالحَولِ»، نحو: «كم بقيت مسافرًا؟ أسبوعًا».

المبهم: مَا لَا يَقَعُ جَوَابًا لِشَيْءٍ مِنْهُمَا، كَـ«الحِينِ، وَالوَقْتِ، الساعة».

ـــــــــــــــــــــ

ظرف المكان على قسمين:

مختص: وهو ما له صورة وحدود محصورة، مثل: البيت، والمسجد.

المبهم: ما ليس له صورة ولا حدود محصورة، كالجهات الست.

المُبهَمُ ثَلَاثَةُ أَنْوَاعٍ:

أَحَدُهَا: أَسمَاءُ الجِهَاتِ السِّتِّ، وَهِيَ: «الفَوقُ، وَالتَّحتُ، وَالأَعلَى، وَالأَسفَلُ، وَاليَمِينُ، وَالشِّمَالُ، وَذَاتُ اليَمِينِ، وَذَاتُ الشِّمَالِ، وَالوَرَاءُ، وَالأَمَامُ».

يلحق بأسماء الجهات الست ما أشبهها في الإبهام كالأرض، ومكان، وعند، ولدى، ودون، وسوى، ووسط، وناحية، وجهة، وجانب.

فائدة: «عند» قد ترد بمعنى الزمان كقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى» رواه البخاري (1283ومسلم (926).

و«عند» لا تقع إلا منصوبة على الظرفية أو مخفوضة بـ«من». وأما قول العامة: «ذهبت إلى عنده» فهذا لحن ذكره ابن هشام رَحِمَهُ اللهُ في شرح «بانت سعاد»، ونقله عنه الشيخ الأهدل رَحِمَهُ اللهُ في «الكواكب الدرية»(2/81).

الثَّانِي: أَسمَاءُ مَقَادِيرِ المَسَاحَاتِ، كَـ«الفَرسَخِ، وَالمِيلِ، وَالبَرِيدِ».

الثَّالِثُ: مَا كَانَ مَصُوغًا مِن مَصدَرِ عَامِلِهِ، أي: مشتقًّا، وهذا ينصب على الظرفية المكانية.

أما إذا لم يكن مشتقًّا من مصدر عامله فيجب جره بحرف الجر، ولا يجوز نصبه على الظرفية المكانية، نحو: «جلست في مرمى زيد»، ولا يجوز «جلست مرمى زيد»؛ لأنه لم يشتق من مصدر عامله.

هذه ثلاثة أنواع وما عداها من أسماء المكان لا يجوز انتصابه على الظرفية، فلا يُقال: «جلست البيت»، ولا «صليت المسجد»، ولا «قمت الطريق»، ولكن يُجر بـ«في».