جديد المدونة

جديد الرسائل

الخميس، 30 أبريل 2020

(2)مواعظ رمضان


              تربية الرجل أهله على قيام الليل


قال تعالى:(وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) [طه:132].


-عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، قَالَتْ: اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ، مَاذَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنَ الفِتَنِ، وَمَاذَا فُتِحَ مِنَ الخَزَائِنِ، أَيْقِظُوا صَوَاحِبَاتِ الحُجَرِ، فَرُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ فِي الآخِرَةِ»رواه البخاري(115).

«عَارِيَةٍ فِي الآخِرَةِ» عارية من الخير والثواب.



-عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: تَضَيَّفْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، سَبْعًا، فَكَانَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَخَادِمُهُ يَعْتَقِبُونَ اللَّيْلَ أَثْلاَثًا: يُصَلِّي هَذَا، ثُمَّ يُوقِظُ هَذَا، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَصْحَابهِ تَمْرًا، فَأَصَابَنِي سَبْعُ تَمَرَاتٍ، إِحْدَاهُنَّ حَشَفَةٌ»رواه البخاري(5441).

«تَضَيَّفْتُ» بِضَادٍ مُعْجَمَةٍ وَفَاءٍ أَيْ نَزَلْتُ بِهِ ضَيْفًا.

«سَبْعًا»أَيْ: سَبْعَ لَيَالٍ.

«فَكَانَ هُوَ وامرأته»بُسْرَةُ بِضَمِّ الْمُوَحَّدَةِ وَسُكُونِ الْمُهْمَلَةِ بِنْتُ غَزْوَانَ بِفَتْحِ الْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَسُكُونِ الزَّايِ وَهِيَ صَحَابِيَّةٌ أُخْتُ عُتْبَةَ الصَّحَابِيِّ الْجَلِيلِ أَمِيرِ الْبَصْرَةِ.

«يعتقبون»بِالْقَافِ أَي: يتناوبون قِيَامَ اللَّيْلِ.

«أَثْلَاثًا»أَيْ: كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَقُومُ ثُلُثَ اللَّيْلِ،فَمَنْ بَدَأَ إِذَا فَرَغَ مِنْ ثُلُثِهِ أَيْقَظَ الْآخَرَ.اهـ من«فتح الباري»(5441).

وفي هذا الحديث والأثر:

 عبادة أبي هريرة وأنه كان كثير العبادة.

كرم أخلاقه  فالضيف ينزل عنده رضي الله عنه.

 المكث أكثر من ثلاثة أيام عند من نزل عليه،وهذا يكون برضا المضيف.

التعاون على البر والتقوى.

فضل أبي هريرة وأنه كان رجل علم وعمل وعبادة وسِبَاق.

(وفيه ما يدل على أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم كان يساوي بين أصحابه في القسمة حتى في التمر فيعده عددا، وأما أن تكون تمرة أكبر من تمرة، فإن هذا مما يعفى عنه في القسمة،لأنه لا يحسن اعتباره.

وفيه أيضا من الفقه: أن الشيء إذا كان قليلا فالسنة فيه أن يوزع على مثل ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم  في هذا التمر، لتبيين كل واحد من القوم أيضا،إذ ليس بالغا بواحد منهم مبلغ الكفاية فكان ربما يوسوس له الشيطان أن غيره قد وصل إليه أكثر مما وصل إليه هو.

والحشف: أردأ التمر. والمضاغ: الطعام يمضغ)ما بين القوسين من«الإفصاح في معاني الصحاح»(8/8). 


-عن أَسْلَمَ  وهو العدوي مولى عمر بن الخطاب أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَبِيتُ عِنْدَهُ أَنَا وَيَرْفَأُ، كَانَ لَهُ سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي فِيهَا،فَرُبَّمَا لَمْ يَقُمْ،فَنَقُولُ:لَا يَقُومُ اللَّيْلَةَ كَمَا كَانَ يَقُومُ، وَكَانَ إِذَا اسْتَيْقَظَ أَقَامَ يَعْنِي أَهْلَهُ،وقال:﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْعَلَيْهَا﴾أخرجه ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ في«تفسير القرآن»(7/2442)بسند صحيح.