جديد المدونة

جديد الرسائل

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2019

(5)إن من الشعر لحكمة


                        الأُنْس بمجالسة الكتب المفيدة



أنْشد ابْن الْأَعرَابِي رَحمَه الله فِي الْكتب



لَنَا جُلَسَاءُ مَا نَمَلُّ حَدِيثَهُمْ .. أَلِبَّاءُ مَأْمُونُونُ غَيْبًا وَمَشْهَدَا


يُفِيدُونَنَا مِنْ عِلْمِهِمْ عِلْمَ مَا مَضَى .. وَعَقْلًا وَتَأْدِيبًا وَرَأْيًا مُسَدَّدَا


بِلَا فِتْنَةٍ تُخْشَى وَلَا سُوءِ عِشْرَةٍ .. وَلَا يُتَّقَى مِنْهُمْ لِسَانًا وَلَا يَدَا


فَإِنْ قُلْتَ أَمْوَاتٌ فَلَا أَنْتَ كَاذِبٌ .. وَإِنْ قُلْتَ أَحْيَاءٌ فَلَسْتَ مُفَنَّدَا



[جامع بيان العلم وفضله 2/ 1227لابن عبدالبر]

(27) مِنْ جَوَامِعِ الأَدْعِيَةِ


                    أربع دعوات تجمع لك دنياك وآخرتك



عن طارق بن أَشيم رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ أَقُولُ حِينَ أَسْأَلُ رَبِّي؟ قَالَ: " قُلْ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَعَافِنِي، وَارْزُقْنِي «وَيَجْمَعُ أَصَابِعَهُ إِلَّا الْإِبْهَامَ» فَإِنَّ هَؤُلَاءِ تَجْمَعُ لَكَ دُنْيَاكَ وَآخِرَتَكَ "رواه مسلم (2697).

(29) العلم وفضلُه


                                                 العلماء مصابيح يضيئون للناس


عن  عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَالَتْ لِي عَائِشَةُ: يَا ابْنَ أُخْتِي بَلَغَنِي أَنَّ عبد الله بْنَ عَمْرٍو، مَارٌّ بِنَا إِلَى الحَجِّ، فَالقَهُ فَسَائِلْهُ، فَإِنَّهُ قَدْ حَمَلَ عَنِ النَّبِيِّ   عِلْمًا كَثِيرًا. قَالَ: فَلَقِيتُهُ فَسَاءَلْتُهُ عَنْ أَشْيَاءَ يَذْكُرُهَا عَنْ رَسُولِ اللهِ  ، قَالَ عُرْوَةُ: فَكَانَ فِيمَا ذَكَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ  ، قَالَ: إِنَّ اللهَ لَا يَنْتَزِعُ العِلْمَ مِنَ النَّاس انْتِزَاعًا، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العُلَمَاءَ؛ فَيَرْفَعُ العِلْمَ مَعَهُمْ، وَيُبْقِي فِي النَّاس رُءُوسًا جُهَّالًا، يُفْتُونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَيَضِلُّونَ وَيُضِلُّونَ



. قَالَ عُرْوَةُ: فَلَمَّا حَدَّثْتُ عَائِشَةَ بِذَلِكَ، أَعْظَمَتْ ذَلِكَ وَأَنْكَرَتْهُ، قَالَتْ: أَحَدَّثَكَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ   يَقُولُ هَذَا؟

قَالَ عُرْوَةُ: حَتَّى إِذَا كَانَ قَابِلٌ قَالَتْ لَهُ: إِنَّ ابْنَ عَمْرٍو قَدْ قَدِمَ، فَالقَهُ، ثُمَّ فَاتِحْهُ حَتَّى تَسْأَلَهُ عَنِ الحَدِيث الَّذِي ذَكَرَهُ لَكَ فِي العِلْمِ، قَالَ: فَلَقِيتُهُ فَسَاءَلْتُهُ، فَذَكَرَهُ لِي نَحْوَ مَا حَدَّثَنِي بِهِ، فِي مَرَّتِهِ الأُولَى، قَالَ عُرْوَةُ: فَلَمَّا أَخْبَرْتُهَا بِذَلِكَ، قَالَتْ: مَا أَحْسَبُهُ إِلَّا قَدْ صَدَقَ، أَرَاهُ لَمْ يَزِدْ فِيهِ شَيْئًا، وَلَمْ يَنْقُصْ. أخرجه البخاري (7307) ،ومسلم (2673) واللفظ لمسلم.



روى ابن أبي حاتم في «مقدمة الجرح والتعديل» (ص22): حدثني أبي، نا هارون بن سعيد الأيلي بمصر، قال: سمعت ابن وهب وذكر اختلاف الأحاديث والروايات.

فقال: لولا أني لقيت مالكًا والليث لضللت.

هذا أثرٌ صحيح.

ومالك بن أنس الذي لقيه ابن وهب:أبوعبدالله إمام دار الهجرة.

الليث هو:ابن سعد أبوالحارث الفهمي عالم مصر ومفتيها.

وابن وهب صاحب الأثر:عبدالله بن وهب لُقِّبَ بديوان العلم.



قال الآجري رحمه الله في «أخلاق أهل القرآن»(19): «مَا ظَنُّكُمْ ـ رَحِمَكُمُ اللَّهُ ـ بِطَرِيقٍ فِيهِ آفَاتٌ كَثِيرَةٌ ، وَيَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَى سُلُوكِهِ فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ،فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مِصْبَاحٌ وَإِلَّا تَحَيَّرُوا ، فَقَيَّضَ اللَّهُ لَهُمْ فِيهِ مَصَابِيحَ تُضِيءُ لَهُمْ ، فَسَلَكُوهُ عَلَى السَّلَامَةِ وَالْعَافِيَةِ، ثُمَّ جَاءَتْ طَبَقَاتٌ مِنَ النَّاسِ لَابُدَّ لَهُمْ مِنَ السُّلُوكِ فِيهِ  فَسَلَكُوا، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ  إِذْ طُفِئَتِ الْمَصَابِيحُ  فَبَقُوا فِي الظُّلْمَةِ ، فَمَا ظَنُّكُمْ بِهِمْ؟

 هَكَذَا الْعُلَمَاءُ  فِي النَّاسِ لَا يَعْلَمُ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ كَيْفَ أَدَاءُ الْفَرَائِضِ ،وَكَيْفَ اجْتِنَابُ الْمَحَارِمِ، وَلَا كَيْفَ يُعْبَدُ اللَّهُ فِي جَمِيعِ مَا يَعْبُدُهُ بِهِ خَلْقُهُ إِلَّا بِبَقَاءِ الْعُلَمَاءِ ،فَإِذَا مَاتَ الْعُلَمَاءُ تَحَيَّرَ النَّاسُ، وَدَرَسَ الْعِلْمُ بِمَوْتِهِمْ،وَظَهَرَ الْجَهْلُ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ،مُصِيبَةٌ مَا أَعْظَمَهَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ؟».

(20)أَوصَافُ طالبِ العلمِ الشرعِي


مِنْ أهمِّ أوصاف طالب العلم الحرص على نموِّ علمه وتزايده وتثبيته.



ومن أهمِّ أسباب تثبيت العلم: الاهتمام بالمذاكرة كما كان السلف الصالح يفعلون.

يقول عبدالرحمن بن مهدي:
 كان الرجل من أهل العلم إذا لقي من هو فوقه في العلم فهو يوم غنيمته سأله وتعلم منه.
 وإذا لقي من هو دونه في العلم علمه وتواضع له.
 وإذا لقي من هو مثله في العلم ذاكره ودارسه.

 أخرجه أحمد بن أبي خيثمة رحمه الله في «تاريخه» (1/1036) وهذا أثرصحيح.



وحياة العلم مذاكرته وآفة العلم النسيان، حياة العلم مذاكرته وما تكرر تقرر. العلم بدون مذاكرة يتفلت وتهتزُّ المعلومات ،وقد تُنسى كأنها لم تمر،«اعط العلم كلك يعطك بعضه».



           كما نذكر أنفسنا أن من جملة المذاكرة:

- إمرار المعلومات على القلب وتذكُّرها في البال.



يقول شعبة بن الحجاج أمير المؤمنين في الحديث: إني أتذكر الحديث بالليل حتى يشتكي فؤادي.أخرجه عبدالله بن أحمد رحمهما الله تعالى في «زوائد العلل» (2/2570).والأثرصحيح.



يعني: يتألم  فؤاده  من كدِّ الذهن وتكراره في تذكر المعلومات،وهذه هي الهمة العالية.



-مذاكرة العلم في النوم ،وهذا رزقٌ ونعمة وسعادة أن يكون نائمًا وهو في مذاكرة للعلم أو في عبادة،ولا يحصل هذا إلا لذوي الهِمَمِ العالية والعزائم القوية،والذين ليس عندهم شيءٌ أحسن ولا أسعد من العلم.


 وقد سمعت والدي الشيخ مقبل رحمه الله يقول:إذا استطعت أن تكون رؤياك في العلم فافعل .



فلابد من عمل دؤوب واستمرار بقوةٍ ونشاط في تحصيل العلم النافع والحرص على نموِّه وتثبيته(ومن ثبت نبَت).

 أسأل الله عَزَّ وَجَل  أن ييسر لنا سبل العلم وأن يفقهنا في دينه وما ذلك على  ربِّنا بعزيز وهو القائل سبحانه:﴿اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3)﴾[3 : العلق].