جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 31 يوليو 2017

(27) الأحاديثُ الضعيفة والموضوعة وما لا أصل لها /لوالدي رحمه الله


حديث:«النِّسَاءُ حَبَائِلُ الشَّيْطَانِ» .

ضعيف .

قيَّدته من دروس والدي رحمه الله .


-------------------

قلت:هذه الجملة قطعة من حديثٍ ذكره العلامة الألباني رحمه الله في«السلسلة الضعيفة»( 2464).

أما معنى الحديث ،فقال المُناوي في«فيض القدير»(4/171): أي 

مصائده ،والحبالة بالكسر ما يصاد به من أي شيء كان ،وجمعه 

حبائل.


 أي: المرأة شبكة يَصطاد بها الشيطانُ عبيد الهوى، فأرشد لكمال شفقته على أمته إلى الحذر من النظر إليهن والقرب منهن وكف الخاطر عن الالتفات إليهن باطنا ما أمكن ،وتقدم خبر اتقوا الدنيا ،والنساء، فخصهن لكونهن أعظمَ أسباب الهوى وأشد آفات الدنيا .اهـ


الأحد، 30 يوليو 2017

(16)معجزات رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم



عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ نَازِلٌ بِالْجِعْرَانَةِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالمَدِينَةِ، وَمَعَهُ بِلاَلٌ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: أَلاَ تُنْجِزُ لِي مَا وَعَدْتَنِي؟ فَقَالَ لَهُ: «أَبْشِرْ» فَقَالَ: قَدْ أَكْثَرْتَ عَلَيَّ مِنْ أَبْشِرْ، فَأَقْبَلَ عَلَى أَبِي مُوسَى وَبِلاَلٍ كَهَيْئَةِ الغَضْبَانِ، فَقَالَ: «رَدَّ البُشْرَى، فَاقْبَلاَ أَنْتُمَا» قَالاَ: قَبِلْنَا.

 ثُمَّ دَعَا بِقَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ فِيهِ وَمَجَّ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: «اشْرَبَا مِنْهُ، وَأَفْرِغَا عَلَى وُجُوهِكُمَا وَنُحُورِكُمَا وَأَبْشِرَا». فَأَخَذَا القَدَحَ فَفَعَلاَ، فَنَادَتْ أُمُّ سَلَمَةَ مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ: أَنْ أَفْضِلاَ لِأُمِّكُمَا، فَأَفْضَلاَ لَهَا مِنْهُ طَائِفَةً.رواه البخاري (4328)،ومسلم (2497).


------------

من فوائد هذا الحديث :

قبول البشرى .

جفاء الأعراب وجهلهم بالدين .

التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

وهذا من خصائصه صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،كما تقدم التنبيه عليه غير مرة .

فضيلة لأبي موسى وبلال وأم سلمة رضي الله عنهم .


حرص أم سلمة رضي الله عنها على الخير إذ لم تملكْ نفسَها فنادت هذين الصحابيين أبي موسى وبلال من وراء الستر أن يبقيا لها من الماء ،وذلك رجاء البركة . 


الجمعة، 28 يوليو 2017

(77) سِلْسِلَةُ التَّوْحِيْدِ وَالعَقِيْدَةِ

     

          ضرر المبتدع أشد من ضرر العاصي


قال ابن القيم رحمه الله في «الجواب الكافي»(145):

وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْمُذْنِبَ إِنَّمَا ضَرَرُهُ عَلَى نَفْسِهِ.

 وَأَمَّا الْمُبْتَدِعُ فَضَرَرُهُ عَلَى النَّوْعِ.

 وَفِتْنَةُ الْمُبْتَدِعِ فِي أَصْلِ الدِّينِ.

 وَفِتْنَةُ الْمُذْنِبِ فِي الشَّهْوَةِ.

 وَالْمُبْتَدِعُ قَدْ قَعَدَ لِلنَّاسِ عَلَى صِرَاطِ اللَّهِ الْمُسْتَقِيمِ يَصُدُّهُمْ عَنْهُ.

 وَالْمُذْنِبُ لَيْسَ كَذَلِكَ.

 وَالْمُبْتَدِعُ قَادِحٌ فِي أَوْصَافِ الرَّبِّ وَكَمَالِهِ .

 وَالْمُذْنِبُ لَيْسَ كَذَلِكَ.

وَالْمُبْتَدِعُ يَقْطَعُ عَلَى النَّاسِ طَرِيقَ الْآخِرَةِ.


 وَالْعَاصِي بَطِيءُ السَّيْرِ بِسَبَبِ ذُنُوبِهِ.


الخميس، 27 يوليو 2017

(9) أحاديثُ منتقاةٌ من أحاديثِ البخاري ومسلم



عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ مَالِكِ بْنِ الحُوَيْرِثِ،رضي الله عنه  عنِ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ 

وَسَلَّمَ قال:«صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي» رواه البخاري(6008).


--------------------------


هذا الحديث العظيم فيه:

الحث على أداء الصلاة كما صلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وقد قال ربنا سبحانه:﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)﴾[الأحزاب].


ويستفادُ منه: تعلُّم صفة الصلاة لأنه لا عمل إلا بالعلم .


فاحرص أيُّها المسلم على الاهتمام  بصلاتِك وأن تصلي كما صلى رسولُ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لتكونَ صلاتُكَ صحيحة تامَّة لا نقصَ فيها . 


(47) مِنْ أَحْكَامِ الصِّيَامِ

             
               ضعفُ حديث:«صُمْ مِنَ الحُرُمِ وَاتْرُكْ» .


عن مُجِيبَةَ الْبَاهِلِيَّةِ، عَنْ أَبِيهَا، أَوْ عَمِّهَا، أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ انْطَلَقَ فَأَتَاهُ بَعْدَ سَنَةٍ، وَقَدْ تَغَيَّرَتْ حَالُهُ وَهَيْئَتُهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَا تَعْرِفُنِي، قَالَ: «وَمَنْ أَنْتَ؟» قَالَ: أَنَا الْبَاهِلِيُّ، الَّذِي جِئْتُكَ عَامَ الْأَوَّلِ، قَالَ: «فَمَا غَيَّرَكَ، وَقَدْ كُنْتَ حَسَنَ الْهَيْئَةِ؟»، قَالَ: مَا أَكَلْتُ طَعَامًا إِلَّا بِلَيْلٍ مُنْذُ فَارَقْتُكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَ عَذَّبْتَ نَفْسَكَ، ثُمَّ قَالَ: «صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ، وَيَوْمًا مِنْ كُلِّ شَهْرٍ»، قَالَ: زِدْنِي فَإِنَّ بِي قُوَّةً، قَالَ: «صُمْ يَوْمَيْنِ»، قَالَ: زِدْنِي، قَالَ: «صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ»، قَالَ: زِدْنِي، قَالَ: صُمْ مِنَ الحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الحُرُمِ وَاتْرُكْ ، وَقَالَ: بِأَصَابِعِهِ الثَّلَاثَةِ فَضَمَّهَا ثُمَّ أَرْسَلَهَا.

رواه أبو داود(2428) وإسناده  ضعيف .

مجيبة الباهلية.قال الذهبي في«ميزان الاعتدال»مجيبة الباهلي،ويقال مجيبة الباهلية.عن عمه في الصوم.غريب.لا يعرف.

وذكر الحديث الشيخ الألباني رحمه الله في«ضعيف أبي داود»(419).

وقوله: (وَقَالَ بِأَصَابِعِهِ الثَّلَاثَةِ) أَيْ: صُمْ مِنْهَا مَا شِئْتَ ،وَأَشَارَ بِالْأَصَابِعِ الثَّلَاثَةِ إِلَى أَنَّهُ لَا يَزِيدُ عَلَى الثَّلَاثِ الْمُتَوَالِيَاتِ وَبَعْدَ الثَّلَاثِ يَتْرُكُ يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ ،وَالْأَقْرَبُ أَنَّ الْإِشَارَةَ لِإِفَادَةِ أَنَّهُ يَصُومُ ثَلَاثًا وَيَتْرُكُ ثَلَاثًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ قَالَهُ السندي كذا في«عون المعبود»(7/58).


والأشهر الحُرُم هي:


 ذو القعدة وذوالحجة وشهر الله المحرم ورجب .

الأربعاء، 26 يوليو 2017

(49) سِلْسَلَةُ المَسَائِلِ النِّسَائِيَّة

           
       من حقوق المرأة على وليِّها ومَن له السُّلْطة



إذا لم تلتزم المرأة بما أوجب الله عليها  من السِّتْر والبعد عن الاختلاط  فإنه يجبُ على  وليِّها أن يمنَعَها وأن يؤدِّبَها على ذلك  إذا أصرَّت ،قال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾[التحريم:6].


وكذلك يجب على ولاة الأمور منع النساء من ذلك فإن هذا  مِن مسئوليتِهم التي استرعاهم الله عليها .

قال ابن القيم رحمه الله في« الطرق الحكمية»(237):

يَجِبُ عَلَى وليِّ الأمرِ أَنْ يَمْنَعَ اخْتِلَاطَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ فِي الْأَسْوَاقِ، وَمَجَامِعِ الرِّجَالِ. فَالْإِمَامُ مَسْئُولٌ عَنْ ذَلِكَ، وَالْفِتْنَةُ بِهِ-أي بمزاحمة الرجال- عَظِيمَةٌ، قَالَ  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :«مَا تَرَكْت بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ».

وَيَجِبُ عَلَيْهِ مَنْعُ النِّسَاءِ مِنْ الْخُرُوجِ مُتَزَيِّنَاتٍ مُتَجَمِّلَاتٍ، وَمَنْعُهُنَّ مِنْ الثِّيَابِ الَّتِي يَكُنَّ بِهَا كَاسِيَاتٍ عَارِيَّاتٍ، كَالثِّيَابِ الْوَاسِعَةِ الرِّقَاقِ.

 وَمَنْعُهُنَّ مِنْ حَدِيثِ الرِّجَالِ، فِي الطُّرُقَاتِ، وَمَنْعُ الرِّجَالِ مِنْ ذَلِكَ.

 وَإِنْ رَأَى وَلِيُّ الْأَمْرِ أَنْ يُفْسِدَ عَلَى الْمَرْأَةِ - إذَا تَجَمَّلَتْ وَتَزَيَّنَتْ وَخَرَجَتْ - ثِيَابَهَا بِحِبْرٍ وَنَحْوِهِ، فَقَدْ رَخَّصَ فِي ذَلِكَ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ وَأَصَابَ، وَهَذَا مِنْ أَدْنَى عُقُوبَتِهِنَّ الْمَالِيَّةِ.

وَلَهُ أَنْ يَحْبِسَ الْمَرْأَةَ إذَا أَكْثَرَتْ الْخُرُوجَ مِنْ مَنْزِلِهَا، وَلَا سِيَّمَا إذَا خَرَجَتْ مُتَجَمِّلَةً، بَلْ إقْرَارُ النِّسَاءِ عَلَى ذَلِكَ إعَانَةٌ لَهُنَّ عَلَى الْإِثْمِ وَالْمَعْصِيَةِ، وَاَللَّهُ سَائِلٌ وَلِيَّ الْأَمْرِ عَنْ ذَلِكَ.

وَقَدْ مَنَعَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ  رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ  النِّسَاءَ مِنْ الْمَشْيِ فِي طَرِيقِ الرِّجَالِ، وَالِاخْتِلَاطِ بِهِمْ فِي الطَّرِيقِ. فَعَلَى وَلِيِّ الْأَمْرِ أَنْ يَقْتَدِيَ بِهِ فِي ذَلِكَ.

وَلَا رَيْبَ أَنَّ تَمْكِينَ النِّسَاءِ مِنْ اخْتِلَاطِهِنَّ بِالرِّجَالِ: أَصْلُ كُلِّ بَلِيَّةٍ وَشَرٍّ، وَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ نُزُولِ الْعُقُوبَاتِ الْعَامَّةِ، كَمَا أَنَّهُ مِنْ أَسْبَابِ فَسَادِ أُمُورِ الْعَامَّةِ وَالْخَاصَّةِ، وَاخْتِلَاطُ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ سَبَبٌ لِكَثْرَةِ الْفَوَاحِشِ وَالزِّنَا، وَهُوَ مِنْ أَسْبَابِ الْمَوْتِ الْعَامِّ، وَالطَّوَاعِينِ الْمُتَّصِلَةِ.

فَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ الْمَوْتِ الْعَامِّ: كَثْرَةُ الزِّنَا، بِسَبَبِ تَمْكِينِ النِّسَاءِ مِنْ اخْتِلَاطِهِنَّ بِالرِّجَالِ، وَالْمَشْيِ بَيْنَهُمْ مُتَبَرِّجَاتٍ مُتَجَمِّلَاتٍ، وَلَوْ عَلِمَ أَوْلِيَاءُ الْأَمْرِ مَا فِي ذَلِكَ مِنْ فَسَادِ الدُّنْيَا وَالرَّعِيَّةِ - قَبْلَ الدِّينِ - لَكَانُوا أَشَدَّ شَيْءٍ مَنْعًا لِذَلِكَ.اهـ المراد.



فيا أيتُهَا المرأة التزمي بدينك فإن دينَكِ دينُ الإسلام يدعوكِ إلى العزَّة والكرامة ،فلا تتهاوني وتتغافلي فتُسلَبِي عزَّتك وكرامتك وسعادتكِ .



اللهم احفظ لنا دينَنا وأصلح أحوالَ المسلمين والمسلمات .



الأحد، 23 يوليو 2017

(45)أحاديث مختارة من أحاديث «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»لوالدي رحمه الله

                      
                         من فضائل أبي أُمامة رضي الله عنه  


عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: «أَنْشَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةً فَأَتَيْتُهُ .

فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ لِي بِالشَّهَادَةِ. فَقَالَ: اللهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ . قَالَ: فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا.

ثُمَّ أَنْشَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوًا ثَانِيًا، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ لِي بِالشَّهَادَةِ. فَقَالَ: اللهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ . قَالَ: فَسَلَّمْنَا وَغَنِمْنَا .

ثُمَّ أَنْشَأَ غَزْوًا ثَالِثًا، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَتَيْتُكَ مَرَّتَيْنِ قَبْلَ مَرَّتِي هَذِهِ فَسَأَلْتُكَ أَنْ تَدْعُوَ اللهَ لِي بِالشَّهَادَةِ، فَدَعَوْتَ اللهَ أَنْ يُسَلِّمَنَا وَيُغَنِّمَنَا فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا. يَا رَسُولَ اللهِ، فَادْعُ اللهَ لِي بِالشَّهَادَةِ. فَقَالَ: اللهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ . قَالَ: فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا.
 ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مُرْنِي بِعَمَلٍ. قَالَ: عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَا مِثْلَ لَهُ .
 قَالَ رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ الراوي عن أبي أمامة: فَمَا رُئِيَ أَبُو أُمَامَةَ وَلَا امْرَأَتُهُ وَلَا خَادِمُهُ إِلَّا صُيَّامًا.

قَالَ: فَكَانَ إِذَا رُئِيَ فِي دَارِهِمْ دُخَانٌ بِالنَّهَارِ قِيلَ اعْتَرَاهُمْ ضَيْفٌ نَزَلَ بِهِمْ نَازِلٌ.
قَالَ أبو أمامة: فَلَبِثْتُ بِذَلِكَ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمَرْتَنَا بِالصِّيَامِ فَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ بَارَكَ اللهُ لَنَا فِيهِ يَا رَسُولَ اللهِ، فَمُرْنِي بِعَمَلٍ آخَرَ قَالَ:  اعْلَمْ أَنَّكَ لَنْ تَسْجُدَ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلَّا رَفَعَ اللهُ لَكَ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً».رواه أحمد(36/454).


[هذا حديث صحيح.الصحيح المسند (488).

-------------------
من فوائد الحديث:

محبةُ الصحابة رضي الله عنهم للشهادة .

الدعاءُ للجيش بالسلامة.

فضلُ الصوم .

فضلُ الصلاة .

العمل بالعلم .

منقبة جليلة لأبي أُمامة وهو صُدَي بن عجلان رضي الله عنه.



(42)سِلْسِلَةُ التَّفْسِيْرِ


قال تعالى في شأن أصحاب الكهف:﴿وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19) إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20)﴾[الكهف].
من فوائد هاتَيْنِ الآيتَينِ:
-إيقاظُ الفِتْية أصحاب الكهف من نومهم وذلك بعد ثلاثمائة وتسع سنين،كما قال تعالى:﴿وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25)﴾ [الكهف].
-الإيمان بقدرةِ الله وعظمتِه .
-اختلاف الفِتية لما استيقظُوا في المُدة التي ناموها .
قال ابن كثير في«تفسيره»:كَانَ دُخُولُهُمْ إِلَى الْكَهْفِ فِي أَوَّلِ نَهَارٍ، وَاسْتِيقَاظُهُمْ كَانَ فِي آخِرِ نَهَارٍ؛ وَلِهَذَا اسْتَدْرَكُوا فَقَالُوا: ﴿أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ﴾ أَيْ: اللَّهُ أَعْلَمُ بِأَمْرِكُمْ، وَكَأَنَّهُ حَصَلَ لَهُمْ نَوْعُ تَرَدُّد فِي كَثْرَةِ نَوْمِهِمْ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ ،ثُمَّ عَدَلُوا إِلَى الْأَهَمِّ فِي أَمْرِهِمْ إِذْ ذَاكَ وَهُوَ احْتِيَاجُهُمْ إِلَى الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، فَقَالُوا: ﴿فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ﴾ أَيْ: فِضَّتِكُمْ هَذِهِ. وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا قَدِ اسْتَصْحَبُوا مَعَهُمْ دَرَاهِمَ مِنْ مَنَازِلِهِمْ لِحَاجَتِهِمْ إِلَيْهَا .اهـ
وقد قيل:اسم الذي أرسلوه يمليخ، وهذا لا دليل عليه.
-ردُّ العلم إلى الله عز وجل ﴿قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ﴾.
- التوكيل في البيع والشراء .
 –تحري الرزق الحلال .
وفي قوله:﴿ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا ﴾ قولان للمفسرين.
 أحدهما: المراد به الطيب الحلال .
 والثاني: أزكى أي:أكثر طعامًا كما قال الشاعر:
قَبَاِئُلنا سَبْعٌ وَأَنْتُمْ ثَلاثَةٌ .. وَللسَّبْعُ أزْكَى مِنْ ثَلاثٍ وَأطْيَبُ
ورجح الحافظ ابن كثير القول الأول ،لِأَنَّ مَقْصُودَهُمْ إِنَّمَا هُوَ الطَّيِّبُ الْحَلَالُ، سَوَاءٌ كَانَ قَلِيلًا أَوْ كَثِيرًا.
 وكذلك رجحه الشنقيطي في «أضواء البيان» (3/227) وقال: وَالْقَوْلُ الْأَوَّلُ هُوَ الَّذِي يَدُلُّ لَهُ الْقُرْآنُ ، لِأَنَّ أَكْلَ الْحَلَالِ وَالْعَمَلَ الصَّالِحِ أَمَرَ اللَّهُ بِهِ الْمُؤْمِنِينَ كَمَا أَمَرَ الْمُرْسَلِينَ، قَالَ:﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا﴾ [المؤمنون:51] ، وَقَالَ:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ [البقرة: 172].
-إشارة إلى عدم العُذر بالإكراه لأنهم قالوا:﴿إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ﴾ أي: يقتلوكم ﴿أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20)﴾ فليس فيه إلا أحد هذين الأمرين لو ظهروا عليهم، فالعذر بالإكراه من خصائص هذه الأمة ،ويدل لذلك الحديث الذي رواه ابن ماجة (2043) عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ قَدْ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ، وَالنِّسْيَانَ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ».
قال الشنقيطي في «أضواء البيان» (3/ 251): يُفْهَمُ مِنْ قَوْلِهِ: «تَجَاوَزَ لِي عَنْ أُمَّتِي» أَنَّ غَيْرَ أُمَّتِهِ مِنَ الْأُمَمِ لَمْ يَتَجَاوَزْ لَهُمْ عَنْ ذَلِكَ اهـ.
ضابط الإكراه: أن يخشى أن يحلَّ به أو بعرضه أو بماله مالا يتحمله، كما استفدناه من دروس والدي رحمه الله تعالى.


السبت، 22 يوليو 2017

(116)سِلْسِلَةُ الفَوَائِدِالعِلْمِيَّةِ والمَسَائِلِ الفِقْهِيَّةِ

                       
                     بيوت لا تدخلها الملائكة

قال الحافظ ابن كثير في «تفسير سورة الكهف»(4/429): الْمَلَائِكَةُ لَا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ -كَمَا وَرَدَ فِي الصَّحِيحِ -وَلَا صُورَةٌ وَلَا جُنُب وَلَا كَافِرٌ، كَمَا وَرَدَ بِهِ الْحَدِيثُ الْحَسَنُ .اهـ

هذه أربعة أماكن ذكرها ابن كثير رحمه الله:

البيت الذي فيه كلب .

البيت الذي فيه صورة من صُوَرِ ذوات الأرواح .

روى البخاري(3322)،ومسلم (2106)عَنْ أَبِي طَلْحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَا تَدْخُلُ المَلاَئِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلاَ صُورَةٌ».
وروى مسلم(2104) عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: وَاعَدَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي سَاعَةٍ يَأْتِيهِ فِيهَا، فَجَاءَتْ تِلْكَ السَّاعَةُ وَلَمْ يَأْتِهِ، وَفِي يَدِهِ عَصًا، فَأَلْقَاهَا مِنْ يَدِهِ، وَقَالَ: «مَا يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ وَلَا رُسُلُهُ»، ثُمَّ الْتَفَتَ، فَإِذَا جِرْوُ كَلْبٍ تَحْتَ سَرِيرِهِ، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، مَتَى دَخَلَ هَذَا الْكَلْبُ هَاهُنَا؟» فَقَالَتْ: وَاللهِ، مَا دَرَيْتُ، فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ، فَجَاءَ جِبْرِيلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَاعَدْتَنِي فَجَلَسْتُ لَكَ فَلَمْ تَأْتِ»، فَقَالَ: «مَنَعَنِي الْكَلْبُ الَّذِي كَانَ فِي بَيْتِكَ، إِنَّا لَا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صُورَةٌ».

وفي قصة أصحاب الكهف يقول الله تعالى:﴿ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ﴾[الكهف:18].قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: الْوَصِيدُ: الْفِنَاءُ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بِالْبَابِ. وَقِيلَ: بِالصَّعِيدِ، وَهُوَ التُّرَابُ. وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ بِالْفِنَاءِ، وَهُوَ الْبَابُ . وَكَانَ جُلُوسُهُ خَارِجَ الْبَابِ؛ لِأَنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ .اهـ

والمراد ملائكة الرحمة دون الملائكة الحَفَظَة ،لأن الله تعالى يقول:﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)﴾[الانفطار].


البيت الذي فيه جنب . روى أبوداود (227) منْ طريق عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُجَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:«لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ وَلَا كَلْبٌ وَلَا جُنُبٌ».وهذا إسنادٌ ضعيف نُجَي والد عبدالله مجهول .

وقال البخاري: بَابُ كَيْنُونَةِ الجُنُبِ فِي البَيْتِ، إِذَا تَوَضَّأَ قَبْلَ أَنْ يَغْتَسِلَ .ثم أخرج(286) عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ«أَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْقُدُ وَهُوَ جُنُبٌ؟ قَالَتْ: نَعَمْ وَيَتَوَضَّأُ ».

قال الحافظ في«فتح الباري» قِيلَ أَشَارَ الْمُصَنِّفُ-البخاري- بِهَذِهِ التَّرْجَمَةِ إِلَى تَضْعِيفِ حديث علي .اهـ

وعلى ثبوت حديث علي بن أبي طالب فلبعض أهل العلم تبويبات في توجيهه بحملِهِ على الذي ينام وهو جنب من غير أن يتوضأ.
قال النسائي (261): بَابٌ فِي الْجُنُبِ إِذَا لَمْ يَتَوَضَّأْ .وقال البيهقي في«سننه»(1/310):بَابُ كَرَاهِيَةِ نَوْمِ الْجُنُبِ مِنْ غَيْرِ وُضُوءٍ.اهـ 
وقال الحافظ في«فتح الباري»(286):يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِالْجُنُبِ فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ مَنْ لَمْ يَرْتَفِعْ حَدَثُهُ كُلُّهُ وَلَا بَعْضُهُ ،وَعَلَى هَذَا فَلَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ حَدِيثِ الْبَابِ مُنَافَاةٌ لِأَنَّهُ إِذَا تَوَضَّأَ ارْتَفَعَ بَعْضُ حَدَثِهِ عَلَى الصَّحِيحِ .

البيت الذي فيه كافر ،وهذا يُنظَر فيه .والله أعلم .






الجمعة، 21 يوليو 2017

كتب ورسائل والدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله.

«قمع المعاند وزجر الحاقد الحاسد»
 
لوالدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى.

 
لتحميل الكتاب اضغط هنا.

(20) مِنْ جَوَامِعِ الأَدْعِيَةِ



«اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ حُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا، وَأَسْأَلُكَ لِسَانًا  صَادِقًا، وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ».

------------------

رواه أحمد (28/338) حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، قَالَ: كَانَ شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ، فِي سَفَرٍ، فَنَزَلَ مَنْزِلًا، فَقَالَ لِغُلَامِهِ: ائْتِنَا بِالسُّفْرَةِ نَعْبَثْ بِهَا، فَأَنْكَرْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَا تَكَلَّمْتُ بِكَلِمَةٍ مُنْذُ أَسْلَمْتُ إِلَّا وَأَنَا أَخْطِمُهَا وَأَزُمُّهَا غَيْرَ  كَلِمَتِي هَذِهِ، فَلَا تَحْفَظُوهَا عَلَيَّ، وَاحْفَظُوا مِنِّي مَا أَقُولُ لَكُمْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: 

«إِذَا كَنَزَ النَّاسُ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ، فَاكْنِزُوا هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ..».

ورجاله ثقات .


وله بعض الطرق ذكرها العلامة الألباني رحمه الله في«السلسلة الصحيحة»(3228).

(35)الإجابةُ عن الأسئلةِ

    

س:هل مرَّ عليكم هذا الحديث وما مدى صحته .
«إِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ عَجَبًا قَالُوا وَمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:
 رَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي جَاءَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ لِيَقْبِضَ رُوحَهُ فَجَاءَهُ بِرُّهُ بِوَالِدِهِ فَرَدَّهُ عَنْهُ ..»؟.


ج:هذا الحديث رواه ابن الجوزي في«العلل المتناهية»(2/209)عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ وَنَحْنُ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ عَجَبًا قَالُوا وَمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:
 رَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي جَاءَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ لِيَقْبِضَ رُوحَهُ فَجَاءَهُ بِرُّهُ بِوَالِدِهِ فَرَدَّهُ عَنْهُ .
وَرَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي قَدِ احْتَوَشَتْهُ الشَّيَاطِينُ فَجَاءَهُ ذِكْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَخَلَّصَهُ مِنْ بَيْنِهُمْ .
وَرَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي يُسَلَّطُ عليه عذاب القبر فجاءه وضوءه فَاسْتَنْقَذَهُ مِنْهُ.
 وَرَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي احْتَوَشَتْهُ مَلائِكَةُ الْعَذَابِ فَجَاءَتْهُ صَلاتُهُ فَاسْتَنْقَذَتْهُ مِنْ أَيْدِيهِمْ.

 وَرَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي يَلْهَثُ عَطَشًا كُلَّمَا وَرَدَ حَوْضًا مُنِعَ مِنْهُ فَجَاءَهُ صَوْمُهُ رَمَضَانَ فَسَقَاهُ وَأَرْوَاهُ .

وَرَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي وَالنَّبِيُّونَ حِلَقًا حِلَقًا كُلَّمَا دَنَا إِلَى حَلْقَةٍ ظَنَّ أَنَّهُ مِنْهَا رُدَّ فَجَاءَهُ اغْتِسَالُهُ مِنَ الْجَنَابَةِ فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ فَأَجْلَسَهُ إِلَى جَنْبِي .

وَرَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ظُلْمَةٌ وَعَنْ شِمَالِهِ ظُلْمَةٌ من فَوْقِهِ ظُلْمَةٌ وَمَنْ تَحْتِهِ ظُلْمَةٌ وَهُوَ مُتَحَيِّرٌ فِيهَا فَجَاءَهُ حَجُّهُ وَعُمْرَتُهُ وَاسْتَنْقَذَاهُ مِنَ الظُّلْمَةِ وَأَدْخَلاهُ النُّورَ.

 وَرَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي يُكَلِّمُ الْمُؤْمِنِينَ فَلا يُكَلِّمُونَهُ فَجَاءَتْهُ صِلَةُ الرَّحِمِ فَقَالَتْ يَا مَعْشَرَ الْمُؤْمِنِينَ كَلِّمُوهُ فَإِنَّهُ كَانَ وَاصِلا لِلرَّحِمِ فَكَلَّمُوهُ وَصَافَحُوهُ .

وَرَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي يَتَّقِي وَهَجَ النَّارِ وَشَرَرَهَا بِيَدِهِ عَنْ وَجْهِهِ فَجَاءَتْهُ صَدَقَتُهُ فَصَارَتْ سِتْرًا عَلَى رَأْسِهِ وَظِلا عَلَى وَجْهِهِ .

وَرَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي قَدْ أَخَذَتْهُ الزَّبَانِيَةُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَجَاءَهُ أَمْرُهُ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيُهُ عَنِ الْمُنْكَرِ فَاسْتَنْقَذَاهُ مِنْ أَيْدِيهِمْ وَأَدْخَلاهُ فِي مَلائِكَةِ الرَّحْمَةِ وَصَارَ مَعَهُمْ .

وَرَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي جَاثِيًا عَلَى رُكْبَتَيْهِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ فَجَاءَهُ حُسْنُ خُلُقِهِ فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ فَأَدْخَلَهُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.

وَرَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي قَدْ هَوَتْ صَحِيفَتُهُ قِبَلَ شِمَالِهِ فَجَاءَهُ خَوْفُهُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى فَأَخَذَ صَحِيفَتَهُ فَجَعَلَهَا فِي يَمِينِهِ .

وَرَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي قَدْ خُفَّ مِيزَانُهُ فَجَاءَتْهُ أَفْرَاطُهُ يَعْنِي أَوْلادَهُ الصِّغَارَ فَثَقُلَتْ مِيزَانُهُ .

وَرَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ فَجَاءَهُ وجله من الله تعالى فاستنفذه مِنْ ذَلِكَ.

 وَرَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي مَنِ انْتَهَى تَهْوِي فِي النَّارِ فَجَاءَتْهُ دُمُوعُهُ الَّتِي بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَاسْتَخْرَجَتْهُ مِنَ النَّارِ.

وَرَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي قَائِمًا عَلَى الصِّرَاطِ يَرْعَدُ كَمَا تَرْعَدُ السَّعَفَةُ فِي رِيحٍ عَاصِفٍ فَجَاءَهُ حُسْنُ ظَنِّهِ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَسَكَنَتْ رِعْدَتُهُ وَمَضَى عَلَى الصِّرَاطِ .

وَرَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي يَحْبُو حَبْوًا أَحْيَانًا وَيَتَعَلَّقُ أَحْيَانًا فَجَاءَتْهُ صَلاتُهُ عَلَيَّ فَأَخَذَتْهُ بِيَدِهِ وَأَقَامَتْهُ عَلَى الصِّرَاطِ وَمَضَى .

وَرَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أُمَّتِي انتهى إلى أبواب الْجَنَّةِ فَغُلِّقَتِ الأَبْوَابُ دُونَهُ فَجَاءَتْهُ شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَفَتَحَتِ الأَبْوَابَ وَأَدْخَلَتْهُ الْجَنَّةَ».


قال ابن الجوزي عقبه: هذا حديث لا يصح وذكر سبب ذلك .


وذكره الشيخ الألباني رحمه الله في«سلسلة الأحاديث الضعيفة»( 7129) وقال:قلت: منكر جدًا. اضطرب فيه الرواة سندًا ومتنًا ،واتفق الحفاظ المتقدمون ومن سار سيرهم من المتأخرين على استنكاره وتضعيفه..يراجع كلامه رحمه الله بتمامه هنالك فإنه مفيد جدًا .