جديد المدونة

جديد الرسائل

الأربعاء، 28 يونيو 2023

(45)أسئلة في الحج والعمرة

 

تسأل إحدى أخواتي في الله: هل يستحب أن يقول بين الركنين: ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾؟

الجواب:

من مستحبات الطواف أن يشغل الطائف نفسه بذكر الله عَزَّ وَجَل.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رَحِمَهُ اللهُ كما في «مجموع الفتاوى»(26/122): وَيُسْتَحَبُّ لَهُ فِي الطَّوَافِ أَنْ يَذْكُرَ اللَّهَ تَعَالَى وَيَدْعُوَهُ بِمَا يُشْرَعُ وَإِنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ سِرًّا فَلَا بَأْسَ وَلَيْسَ فِيهِ ذِكْرٌ مَحْدُودٌ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا بِأَمْرِهِ وَلَا بِقَوْلِهِ وَلَا بِتَعْلِيمِهِ بَلْ يَدْعُو فِيهِ بِسَائِرِ الْأَدْعِيَةِ الشَّرْعِيَّةِ وَمَا يَذْكُرُهُ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ مِنْ دُعَاءٍ مُعَيَّنٍ تَحْتَ الْمِيزَابِ وَنَحْوَ ذَلِكَ فَلَا أَصْلَ لَهُ.

قال:  وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْتِمُ طَوَافَهُ بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ بِقَوْلِهِ: ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾[البقرة: 201كَمَا كَانَ يَخْتِمُ سَائِرَ دُعَائِهِ بِذَلِكَ، وَلَيْسَ فِي ذَلِكَ ذِكْرٌ وَاجِبٌ بِاتِّفَاقِ الْأَئِمَّةِ. اهـ.

قلت: أما ما جاء عن النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ أنه قرأ بين الركنين اليمانيين ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ  فهذا كان والدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ اللهُ يضعفه.

والحديث أخرجه أبو داود(1892) عن عُبيد مولى السائب المخزومي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ: « رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ».

وعُبيد: مولى السائب المخزومي: مجهول عين، تفرد بالرواية عنه ابنه يحيى بن عبيد، ولم يوثقه معتبر.

فينبغي للطائف أن يشغل نفسه بذكر الله عَزَّ وَجَل، وإن شاء أن يقرأ القرآن قرأ، ولا يشغل نفسه بالكلام، وبالرد على الاتصالات والمكالمات الهاتفية.

 

الجمعة، 23 يونيو 2023

(44)أسئلة في الحج والعمرة

 

 

واجبات الحج والأمور التي إذا تركها الشخص لزمه الفدية

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ.

أما مسألة الفدية: فأمرها مهم.

 أما الواجبات فأنصح كل مسلم أن يحج مثل ما حج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ؛ لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ من ذنوبه كيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» متفق عليه من حديث أبي هريرة .

وأحسن كتاب ألف في هذا «حجة الوداع» للإمام أبي محمد ابن حزم، وكتاب «صفة حجة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ» للشيخ ناصر الدين الألباني، و«التحقيق والإيضاح» للشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز، و «زاد المعاد» لابن القيم.

أما مسألة الدماء: فينبغي أن يحرص على حصر الدماء الواردة في الكتاب والسنة، فإن كثيرًا من الناس قد توسعوا في هذا، فربما يعثر الشخص، وأتى وقد سال منه الدم، فأتى يسأل بعض الناس، قال: عليك دم، والصحيح أنه لا يلزمك، إلا ما ألزمك الله به، نستعين بالله على حصرها:

1.  دم التمتع: ﴿ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ﴾[البقرة].

2.  للمريض والذي به أذى من رأسه﴿ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ﴾[البقرة]. إذا ارتكب محظورًا.

3.  المحصر ﴿ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ﴾[البقرة].

4.  جزاء الصيد ﴿ فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ [المائدة].

5.  إذا جامع أيضًا هناك آثار لعلها ترتقي إلى الحجية أنه يلزمه بدنة.

 فإن ثبت شيء بدليله من الكتاب والسنة مما لا نستحضره الآن قلنا به.

 

[الحج من إجابة السائل  بعد رقم(96)]

 

(26) من نصائح والدي رحمه الله


تفقه الحاج في أمور دينِهِ ولا يكون كالببغاء

قال والدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله:

تلكم المناسك والأدعية لم يثبت منها شيء، ممكن أن تدعو وتقول وتذكر الله: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله وأكبر.

وممكن تقرأ قرآنًا، ويمكن أن تدعو بما في نفسك.

أما أن تكون كالببغاء: اللهم، وأنت ما تدري ماذا تقول، وماذا يريد؟ هذا ليس بمشروع، والواجب على المسلمين أن يُوَعُّوا الحجاج، ويحرصوا على توعيتهم، ولا يكلوهم إلى المطوفين الجاهلين.

[الحج من إجابة السائل رقم السؤال(٧٥)]

(43)أسئلة في الحج والعمرة

 

أسئلة الحج والعمرة

هل على المكي هدي إذا حج متمتعًا؟

الجواب:

ليس على المكي هدي إذا حج قارنًا أو متمتعًا. قال الله تَعَالَى: ﴿ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196)[البقرة].

والمشار إليه الهدي والصيام، فهذا ليس على حاضري المسجد الحرام.

وقد سُئل الشيخ ابن باز رَحِمَهُ الله  في «مجموع  الفتاوى» (17/84) في الجواب على سؤال: هل يصح في حق أهل مكة  التمتع و القران في الحج؟ نرجو توضيح ذلك مع ذكر الدليل.

فأجاب: يصح التمتع والقران من أهل مكة وغيرهم، لكن ليس على أهل مكة هدي.

وإنما الهدي على غيرهم من أهل الآفاق القادمين إلى مكة محرمين بالتمتع أو القرآن. ثم ذكر الآية السابقة.

(42)أسئلة في الحج والعمرة

 


تقول إحدى أخواتي في الله: اعتمرت عن قريبتي قبل أيام وسأحج عن نفسي، فهل أكون متمتعة؟

الجواب: من أدى عمرةً في أشهر الحج فإن حجه يكون تمتعًا.

لعموم قول الله تَعَالَى: ﴿ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196)[البقرة].

قال الشيخ ابن باز رَحِمَهُ الله في « فتاوى نور على الدرب»(17/105): فإذا اعتمر الإنسان عن غيره؛ عن أمه أو أبيه في أشهر الحج، ثم حج عن نفسه فهو متمتع، أو اعتمر لنفسه ثم حج عن غيره فهو متمتع في عام واحد إذا كانت العمرة في أشهر الحج.

وقال الشيخ ابن عثيمين في «مجموع الفتاوى»(22/41) في الجواب عن سؤال: شخص يحج حجا متمتعا هل يجوز أن يؤدي العمرة لنفسه والحج عن شخص آخر؟

نعم يجوز ذلك، يجوز للمتمتع أن يجعل عمرته لنفسه والحج لشخص آخر، أو يجعل العمرة لشخص آخر والحج لنفسه، وهذا فيمن أدى الفريضة عن نفسه، أما من لم يؤدها فليحج عن نفسه ويعتمر عن نفسه أولا ثم عن غيره ثانيًا.

ثم قال رَحِمَهُ الله: أما المتبرع لغيره بالعمرة أو بالحج فالأمر إليه، وأما من أخذ نيابة عن غيره فإن المعروف عندنا أن النائب يجب عليه أن يعتمر ويحج، وتكون العمرة والحجة لمن أعطاه المال.

وهذه فائدة أن من اعتمر في أشهر الحج لنفسه أو العكس ثم أحب أن يحج لغيره فإنه يكون متمتعًا؛ لأنه أدى العمرة في أشهر الحج.

 


 

(96) سِلْسَلَةُ المَسَائِلِ النِّسَائِيَّة

  

هل هذا البيت الآتي معناه صحيح؟

إِن النِّسَاء شياطين خُلِقْنَ لنا ... نَعُوذ بِاللَّه من شَرّ الشَّيَاطِين

كتبت عن والدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله تعليقًا على هذا البيت:

هذا باطل.

بل الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يقول: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي».

(رواه الترمذي(3895) عن عائشة رضي الله عنها).

 

وقد ذكروا في التاريخ أن رجلًا طلب منه الحجاجُ بن يوسف الثقفي أن يزوجه ابنته -والحجاج ظالم كان يَرى منه البطش- فزوَّجه.

 فبعد ذلك قال لابنته: كيف تكون عشرتُك مع هذا الظالم؟

 فقالت: يا أبتِ لا تخف، وإن شئت أن تنظر من ثقبٍ في الباب فعلتَ.

 فنظر فإذا زوجها حامل لها -أي الحجاج- كالبعير لها. اهـ كلام والدي رَحِمَهُ الله.

 

هذا، وقد جاءَ أن امرأةً ردَّت على الشاعر، وقالت:

إنَّ النِّسَاءَ رَيَاحِينُ خُلِقْنَ لَكُمْ .. وَكُلُّكُمْ يَشْتَهِي شَمَّ الرَّيَاحِينِ

 

(4)عشر ذي الحجة

 السبب في فضل عشر ذي الحجة

قال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري»(969):

▪️ الَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ السَّبَبَ فِي امْتِيَازِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ؛ لِمَكَانِ اجْتِمَاعِ أُمَّهَاتِ الْعِبَادَةِ فِيهِ.
 وَهِيَ الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ وَالْحَجُّ، وَلَا يَتَأَتَّى ذَلِكَ فِي غَيْرِهِ.

(3)عشر ذي الحجة

 الأيام المعلومات والمعدودات

▪️قال تعالى:
 ﴿ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ  عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ﴾ [الحج:28].
 والأيام المعلومات: هي عشر ذي الحجة.
وقال تعالى:
 ﴿وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ (203) ﴾[البقرة:203].
والأيام المعدودات: أيام التشريق.

(2)عشر ذي الحجة

من اجتهاد السلف في عشر ذي الحجة


 كان سَعِيد بْن جُبَيْرٍ راوي حديث فضل العمل في عشر ذي الحجة.
كان إِذَا دَخَلَ أَيَّامُ الْعَشْرِ اجْتَهَدَ اجْتِهَادًا شَدِيدًا حَتَّى مَا يَكَادُ يَقْدِرُ عَلَيْهِ.
 رواه الدارمي(1815)، وإسناده حسن كما قال الشيخ الألباني في
« إرواء الغليل»(3/398)

(1)عشر ذي الحجة

 


هل يُنصح في هذه الأيام الفاضلة صيام العشر الأوائل، وإلا صيام القضاء لمن لم يصم؟

الجواب: البدء بالقضاء أفضل. للحديث القدسي: «وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ » رواه البخاري (6502).

وقد يُكرمُ الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى من شاء بأجرين: أجر القضاء وأجر النافلة. فضل الله واسع.

قال الشيخ ابن عثيمين رَحِمَهُ الله  في«الشرح الممتع»(6/443) عن مسألة لو مر عليه عشر ذي الحجة أو يوم عرفة وعليه قضاء، فإننا نقول:

 صم القضاء في هذه الأيام، وربما تدرك أجر القضاء وأجر صيام هذه الأيام، وعلى فرض أنه لا يحصل أجر صيام هذه الأيام مع القضاء، فإن القضاء أفضل من تقديم النفل.