جديد المدونة

جديد الرسائل

الجمعة، 31 مارس 2023

(39)فتاوى رمضان

 

هل المضمضة والاستنشاق بعد العصر في غير الوضوء للصائم جائزة؟

هذا جائز، فلو فعله الصائم؛ لتبريد الفم، أو لتخفيف جفاف الفم فليس فيه مانع، الدين يسر، وأهمُّ شيءٍ لا يصل الماء إلى الحلق.

 

الخميس، 30 مارس 2023

(17)سلسلة في الطِّبِّ وَالْمَرْضَى

 

هل عليَّ إثمٌ إذا امتنعتُ مِن رقية مَنْ طلب مني ذلك؟

الجواب

لا يأثم من لم يُرْقِ غيره، حتى وإن طلب منه، لكنه يفوته خير كثير من الأُجور والمنافع، العاجلة والآجلة، والله محسن وهو يحب المحسنين.

والله يعين من أعان أخاه، وقضى له حاجته، روى الإمام مسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ».

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ» رواه البخاري (2442)، ومسلم (2580) عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.

قال النووي رحمه الله في «شرح صحيح مسلم» شرح هذا الحديث: فِي هَذَا فَضْلُ إِعَانَةِ الْمُسْلِمِ، وَتَفْرِيجِ الْكُرَبِ عَنْهُ.

مع الحرصِ على المحافظة على الوقتِ، وعدم اتخاذه مهنَةً؛ فإنَّ مَنْ سلك هذه الطريقة يُشغل عن العبادة وطلب العلم.

وقد تكون الرقية من الرجل للمرأة الأجنبية، أو العكس، فيجر الراقيَ الشيطانُ إلى فتنٍ وأمراض باطنية، أمراض قلبية، فيُفتن عن دينِهِ، ويخسر آخرتَهُ، ورحم الله والدي وغفر له، كم كان يُكَرِّرُ هذه العبارة: السلامة لا يعادلها شيء.

الأربعاء، 29 مارس 2023

(167)الاخْتِيَارَاتُ العِلْمِيَّةُ لوالدي الشيخ مقبل رحمه الله

 

الشيخ: هل يجوز أن تناديَ أخاك بلقبٍ فيه إزراءٌ به(مع الدليل)؟

الطالب: لا يجوز، إلا أن يُعْرَف به.

الشيخ:  للتعريف، خيرًا إن شاء الله.

الطالب:  كالأعرج والأعمش.

الشيخ:  ما دليلك على أنه لا يجوز؟

الطالب:  ﴿ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ﴾ [الحجرات:11].

الشيخ: نعم، للتعريف لا بأس به.

الشيخ: إذا كان لا يكرهه وهو لقب رديء أيجوز أن تناديَه به، هو لا يكرهه وهو لقب فيه نقص، يجوز أن تناديَه به ولو لم يكن للتعريف؟

الطالب:  يجوز، والأحوط أن يبتعد.

الشيخ:  يُبتعد عنه، نعم هو الذي ينبغي؛ لأن الله يقول: ﴿ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ﴾ مُطْلَق.

الطالب:  يعني: للضرورة هنا، يجوز للضرورة أن يكون محدثًا؟

الشيخ:  للضرورة؛ للتعريف.

[مراجعة تدريب الراوي لوالدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]

 

 

(38)فتاوى رمضان


تقول أخت: إذا قرأتُ مصحفًا تلاوة في الصلاة وغير الصلاة إذا أكملت المصحف هل يعدُّ ختمة لها؟

من كان عندها ورد من القرآن، فتقرأ بعضه في الصلاة، وبعضه خارج الصلاة هذا لا مانع منه، ويدخل في قوله تَعَالَى: ﴿فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ﴾[المزمل: 20].

وهذا تفعله مَنْ تريد أن تواصلَ في وردِها؛ فقد لا يتيسر لها إكمالُ وردها من القرآن، إلَّا إذا فعلتْ هذه الطريقة، سواء في نوافل الصلوات أو فرائضِهَا.

 

الثلاثاء، 28 مارس 2023

(124)سِلْسِلَةُ الفَوَائِدِالعِلْمِيَّةِ والمَسَائِلِ الفِقْهِيَّةِ

 

 

قاعدة أصولية: الأخذ بالعموم ما لم يرد مخصص

عن أبي سعيد ابن المعلى قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي فَمَرَّ بِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَانِي، فَلَمْ آتِهِ حَتَّى صَلَّيْتُ ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَقَالَ: «مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَ؟ أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ [الأنفال: 24 رواه البخاري (4647).

وفي معناه: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا أُبَيُّ» وَهُوَ يُصَلِّي، فَالتَفَتَ أُبَيٌّ وَلَمْ يُجِبْهُ، وَصَلَّى أُبَيٌّ فَخَفَّفَ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «وَعَلَيْكَ السَّلَامُ، مَا مَنَعَكَ يَا أُبَيُّ أَنْ تُجِيبَنِي إِذْ دَعَوْتُكَ» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ فِي الصَّلَاةِ، قَالَ: «أَفَلَمْ تَجِدْ فِيمَا أُوحِي إِلَيَّ أَنْ ﴿اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ [الأنفال: 24]»، قَالَ: بَلَى، وَلَا أَعُودُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» رواه الترمذي(2875وهو في «الصحيح المسند»(1424) لوالدي رَحِمَهُ الله.

فيه الأخذ بالعموم، فهذا الحديث دليل للقاعدة المعروفة الأُصولية: الأخذ بالعموم ما لم يرد مخصص، أبو سعيد ابن المعلى وأُبي بن كعبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أخذا بالعموم أن الذي يصلي لا يتكلم، فذكر لهما النبي صلى الله عليه وسلم المخصص ﴿اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾، فبين أن هذا الدليل يخصِّص عموم النهي عن الكلام في الصلاة.

(46)مواعظ رمضان

 

                    تحلي الصائم بالهدوء والسكينة

الحرص على الهدوء والسكينة، وترك العصبية، والنزاعات، ورفع الأصوات، النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «وَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ والوَقَارِ».

وهذا يحتاج إلى مجاهدة، ويحتاج إلى صبر «وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ».

فمن تصبرت صبَّرها الله، وأمدها بالمعونة والثبات، وكثير من البيوت يتكدَّرُ نعيمُها في نهار رمضان، ولا سيما قبل الغروب، يتكدَّر نعيمها وأُنْسها؛ بسبب الخلافات والخصام ورفع الأصوات، فعلى الصائم أن يتحلى بالهدوء والسكينة « وَلَا يَصْخَبْ» يعني: لا يرفع صوته. «فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ» حِلْمٌ وأخلاق، نبينا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يقول: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ وَالجَهْلَ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ».

«وَالجَهْلَ» السَّفه والسباب، ومجاذبة الأصوات.

 وعلى الأم أن تضبط نفسَها- نسأل الله أن يعيننا جميعًا- لا ترفع صوتها على الأولاد، لا ترفع صوتها على جليساتها ومن حولها، وهكذا الأب؛ ليكون أجر الصوم كاملًا تامًّا.

هذا، وليس معناه أن الأُسر الصالحة معصومة، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، فهم ليسوا بملائكة، وليسوا معصومين، فلا بد أن يكون هناك نقص، وهناك نزغات من الشيطان.

 ولهذا علينا بأن نجبر النقص بالاستغفار ﴿ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ ﴾ [فصلت: 6 ]. فإن الاستغفار يجبر النقص، وشُرعت صدقة الفطر؛ لأنها تكمل النقص، وهذا من رحمة الله عَزَّ وَجَل، كما روى ابن ماجة (1827) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، فَمَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ».