جديد الرسائل

الخميس، 4 سبتمبر 2025

(9)أجوبة على أسئلة الطفلة

 

المأثم والمغرم

عَنْ عَلِيّ بن أبي طالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ مَضْجَعِهِ «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ وَكَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ مَا أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ تَكْشِفُ الْمَغْرَمَ وَالْمَأْثَمَ، اللَّهُمَّ لَا يُهْزَمُ جُنْدُكَ، وَلَا يُخْلَفُ وَعْدُكَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ، سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ» رواه أبو داود (5052).

تسأل الطفلة: ما هو المأثم والمغرم؟

الجواب:

المأثم: الإثم، المعصية.

المغرم: الدَّيْن.

(161) مذكرة في سيرة والدي الشيخ مقبل رحمه الله

كيف كان حنان الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله بكم؟

كان رَحِمَهُ الله من خير الآباء لأولادهم حنانًا وشفقة وعطفًا:

فكان يجيبنا إذا ناديناه، لبَّيْه، أو نادانا قد يقول: يا أمي؛ من باب التحنَّنِ والشفقة.

كان كثيرَ الدعاء لنا، وكان يدعو إذا خدمناه، وقدَّمنا له شيئًا. ودعوة الوالدين مستجابة.

إظهاره لنا أنه يحبنا، حتى إنه مرة قال لي-وقد تصرفتُ بشيء...-: لولا أني أحبك لضربتُكِ.

وكان أعظم حنان تحبيب العلم إلينا بالتشجيع بالكلام لا بالمال، وفرحه أن نكون طالبات علم، وجلوسه لتعليمِنَا، وصبره علينا، ولا يتضجر أبدًا!

وقد يعطينا أحيانًا بعضَ المال من غير ترَفٍ.

وأما الحزم والشدة، فهذا-وهو نادر- قد يستعمله حسب الحاجة والمصلحة، ومجرَّد كلمة أو إشارة يظهر منها الغضب نتألَّم ولا نعود.

ومن فضل الله نحن رزقنا ربي حُبَّ والدي حُبًّا عظيمًا، وهذا يجعلُنا نحرص على عدم مخالفة نهيه، وتلبية رغباتِهِ وأوامرِهِ، وصدق القائل: إن المحب لمن يحب مطيع.

وكان يرفِّهُ علينا-ونحن صغار- أحيانًا، فيقود السيارة ونخرج معه إلى الصحراء، وكان يأخذ بعض الكتب معه؛ فيطالع فيها ويُدَوِّن تحت بعض الأشجار.

وأحيانًا كان يذهبُ معه رجل يقالُ له: أبو العباس الزبيدي ومعه زوجته، فإذا نزلنا نذهب جهةً أخرى.

 


(160) مذكرة في سيرة والدي الشيخ مقبل رحمه الله

 

                                                         الأطباء

لقد كان والدي رَحِمَهُ الله حفيًّا بالأطباء خاصة الطيبين منهم.

وكان من الذين يزورونه الدكتوران: عماد، وأبو النور.

وقد كان يستعد لمقابلتهم- إذا زاروه من (صعدة)-، ويجلس معهم، ويقوم بإكرامهم، والتحدث معهم خصوصًا في مجال الطب.

وحدثنا ذات مرة، وقال: بعض إخواننا التقوا ببعض الأطباء في صنعاء، فأشعروهم أنهم لا شيء؛ لتخصصهم في الطب وليسوا طلبة علم. وأنكر رَحِمَهُ الله صنيعهم.

قلت: فالطب فَنٌّ يُحتاج له، لا سيما الطب النبوي وطب الأعشاب؛ لأنها آمنة، ويشمل الجميع قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَدَاوَوْا، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ دَوَاءً غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ الهَرَمُ» رواه أبو داود (3855) عن أسامة بن شريك. وهذا لا يكون إلا بعلماء طب.