جديد الرسائل

الأحد، 28 سبتمبر 2025

(166) مذكرة في سيرة والدي الشيخ مقبل رحمه الله

 

                  من سماحتِهِ رَحِمَهُ الله بالعلم

سمعت والدي رَحِمَهُ الله يقول: والله، يا أبنائي لو كان العلم يسقى في كأس لأسقيتكموه، ولكن لا يتحصَّل عليه إلا بحكِّ الركب على الحصير.

 وقد قال يحيى بن أبي كثير لولده عبد الله: لا يستطاع العلم براحة الجسم. أخرجه مسلم في كِتَاب الْمَسَاجِدِ وَمَوَاضِعِ الصَّلَاةَ، إثر  حديث رقم (612).

أقول: رحم الله أهل العلم الناصحين! وقد جاء هذا النص عن بعض أئمتِنا، منهم:

عن الرَّبِيع بن سليمان المرادي: قَالَ لِي الشَّافِعِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَوْ أَسْتَطِيعُ أَنْ أُطْعِمَكَ الْعِلْمَ لَأَطْعَمْتُكَهُ. رواه البيهقي في «المدخل إلى السنن الكبرى» (377).

عن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي-أنه قال لطلابه-: وَدِدْتُ أَنَّ الْحَدِيثَ مَاءً فَأَسْقِيكُمُوهُ. رواه الرامهرمزي في «المحدث الفاصل» (184) بتحقيقي.

وهذا يدل على كَرَمٍ بالغ في بذل العلم للطلاب، فلو يستطيع أحدهم أن يُسقيه الطالب من غير كُلْفَةٍ ولا مشقة لفَعَل، ولكن أبى الله تَعَالَى-وله الحكمة البالغة- أن يُنال هذا العلم النافع، إلا بجِدٍّ وحرص ومثابرة وعملٍ دؤوب.