فضل السائب بن يزيد رضي الله عنه
عَنِ الجُعَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، رَأَيْتُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ، ابْنَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ، جَلْدًا مُعْتَدِلًا، فَقَالَ: قَدْ عَلِمْتُ: مَا مُتِّعْتُ بِهِ سَمْعِي وَبَصَرِي إِلَّا بِدُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّ خَالَتِي ذَهَبَتْ بِي إِلَيْهِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنَ أُخْتِي شَاكٍ، فَادْعُ اللَّهَ لَهُ، قَالَ: «فَدَعَا لِي» رواه البخاري(3540).
قَوْله: (جلدًا) بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون اللَّام أَي: قَوِيًّا صلبًا.
قَوْله: (معتدلًا) أَي: معتدل الْقَامَة مَعَ كَونه معمَّرًا. «عمدة القاري»(16/101) للعيني.
(شَاكٍ) أي: مريض.
عن السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «ذَهَبْنَا نَتَلَقَّى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ الصِّبْيَانِ إِلَى ثَنِيَّةِ الوَدَاعِ» رواه البخاري(3083).
ورواه البخاري(4427) أيضًا بلفظ: عَنِ السَّائِبِ، أَذْكُرُ أَنِّي «خَرَجْتُ مَعَ الصِّبْيَانِ نَتَلَقَّى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَى ثَنِيَّةِ الوَدَاعِ مَقْدَمَهُ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ».
قال ابن أبي داود: هو آخر من مات بالمدينة من الصحابة. « الإصابة في تمييز الصحابة»(3/23).
ونستفيد مما تقدم:
فضل السائب بن يزيد.
أن السائب بن يزيد من المعمَّرِين، بصحة وسلامة؛ ببركة دعاء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
دليلٌ من دلائل النبوة حيث استجاب الله لنبيه دعاءَهُ للسائب بن يزيد.
تنبيه: ذكر والدي الشيخ مقبل الوادعي رَحِمَهُ اللَّهُ في «الصحيح المسند من دلائل النبوة» (204ط. ابن تيمية) جملةً من دعواتِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المستجابة، وبيَّن أن هذا ليس كافيًا في إثبات النبوة؛ لأنه قد يستجابُ للرجل الصالح، بل وللمظلوم وإن كان كافرًا. اهـ.