عَنْ
أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ نَازِلٌ بِالْجِعْرَانَةِ بَيْنَ مَكَّةَ
وَالمَدِينَةِ، وَمَعَهُ بِلاَلٌ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: أَلاَ تُنْجِزُ لِي مَا وَعَدْتَنِي؟ فَقَالَ
لَهُ: «أَبْشِرْ» فَقَالَ: قَدْ أَكْثَرْتَ عَلَيَّ مِنْ أَبْشِرْ، فَأَقْبَلَ
عَلَى أَبِي مُوسَى وَبِلاَلٍ كَهَيْئَةِ الغَضْبَانِ، فَقَالَ: «رَدَّ البُشْرَى،
فَاقْبَلاَ أَنْتُمَا» قَالاَ: قَبِلْنَا.
ثُمَّ دَعَا بِقَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ، فَغَسَلَ
يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ فِيهِ وَمَجَّ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: «اشْرَبَا مِنْهُ،
وَأَفْرِغَا عَلَى وُجُوهِكُمَا وَنُحُورِكُمَا وَأَبْشِرَا». فَأَخَذَا القَدَحَ
فَفَعَلاَ، فَنَادَتْ أُمُّ سَلَمَةَ مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ: أَنْ أَفْضِلاَ لِأُمِّكُمَا،
فَأَفْضَلاَ لَهَا مِنْهُ طَائِفَةً.رواه البخاري (4328)،ومسلم (2497).
------------
من فوائد هذا الحديث
:
قبول البشرى .
جفاء الأعراب وجهلهم
بالدين .
التبرك بآثار النبي
صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
وهذا من خصائصه صلى
الله عليه وعلى آله وسلم ،كما تقدم التنبيه عليه غير مرة .
فضيلة لأبي موسى
وبلال وأم سلمة رضي الله عنهم .
حرص أم سلمة رضي الله
عنها على الخير إذ لم تملكْ نفسَها فنادت هذين الصحابيين أبي موسى وبلال من وراء
الستر أن يبقيا لها من الماء ،وذلك رجاء البركة .