جديد المدونة

جديد الرسائل

السبت، 26 أغسطس 2017

(10) أحاديثُ منتقاةٌ من أحاديثِ البخاري ومسلم


                         ذمُّ التنطع في الدين

عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ» قَالَهَا ثَلَاثًا .
رواه مسلم (2670).

------------------

(هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ) قال النووي رحمه الله في«شرح صحيح مسلم»:أَيِ: الْمُتَعَمِّقُونَ الْغَالُونَ الْمُجَاوِزُونَ الْحُدُودَ فِي أَقْوَالِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ .اهـ
في هذا الحديث:
التحذير من التنطُّع في الدين .

هذا الحديث من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
ونذكر بعض المسائل التي تدخل في هذا الحديث للحذر منها:
التعمُّقُ والإسراف في ماء الطهارة .
الغلو في العلماء والصالحين .
التكفير بكبائر الذنوب.
القول بتخليد أصحاب الكبائر في النار ،كما هو قول الخوارج والمعتزلة .
وعقيدة أهل السنة أن أصحاب الكبائر من الموحدين تحت مشيئةِ الله إن شاء عفا عنهم وإن شاء عذبهم ثم مآلهم إلى الجنة .

تكفير حكام المسلمين والخروج عليهم .

علم الكلام .قال الخطابي رحمه الله في«معالم السنن»(4/300): المتنطع المتعمق في الشيء المتكلف البحث عنه على مذاهب أهل الكلام الداخلين فيما لا يعنيهم الخائضين فيما لا تبلغه عقولهم.اهـ
وهذا شيءٌ ابتُلي به أهلُ الكلام .قال الذهبي رحمه اللهِ في«سير أعلام النبلاء»(10/547)ترجمةهشَامِ بنِ عَمْرٍو أَبي مُحَمَّدٍ الفُوَطِيِّ المُعْتَزِلِيِّ .
قَالَ المُبَرِّدُ: قَالَ رَجُلٌ لِهِشَامٍ الفُوَطِيِّ: كَمْ تَعُدُّ مِنَ السِّنِيْنَ؟
قَالَ: مِنْ وَاحِدٍ إِلَى أَكْثَرَ مِن أَلفٍ.
قَالَ: لَمْ أُرِدْ هَذَا، كَمْ لَكَ مِنَ السِّنِّ؟
قَالَ: اثْنَانِ وَثَلاَثُوْنَ سِنًّا.
قَالَ: كَمْ لَكَ مِنَ السِّنِيْنَ؟
قَالَ: مَا هِيَ لِي، كُلُّهَا للهِ.
قَالَ: فَمَا سِنُّكَ؟
قَالَ: عَظْمٌ.
قَالَ: فَابْنُ كَمْ أَنْتَ؟
قَالَ: ابْنُ أُمٍّ وَأَبٍ.
قَالَ: فَكَمْ أَتَى عَلَيْكَ؟
قَالَ: لَوْ أَتَى عَلَيَّ شَيْءٌ، لَقَتَلَنِي.
قَالَ: وَيْحَكَ! فَكَيْفَ أَقُوْلُ؟
قَالَ: قُلْ: كَمْ مَضَى مِنْ عُمُرِكَ.
قال الذهبي متعقِّبًا لهذا التكلُّف: هَذَا غَايَةُ مَا عِنْدَ هَؤُلاَءِ المُتَقَعِّرِينَ مِنَ العِلْمِ، عِبَارَاتٌ وَشَقَاشِقُ لاَ يَعْبَأُ اللهُ بِهَا، يُحَرِّفُوْنَ بِهَا الكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِه قَدِيْمًا وَحَدِيْثًا، فَنَعُوْذُ بِاللهِ مِنَ الكَلاَمِ وَأَهْلِهِ.اهـ