جديد الرسائل

الجمعة، 28 نوفمبر 2025

(97) اللغة العربية

 

فائدة:

الواو في (عَمْرو) تكتب رفعًا وجرًّا؛ للتفريق بينه وبين (عُمَر).

 وأما إذا كان منصوبًا، نحو: (رأيت عَمْرًا) لم يحتج إلى الواو؛ لعدم اللبس بينه وبين (عمر)؛ لأن عمر اسم لا ينصرف فهو لا ينون، فلا لبس.

[مقتطف من دروس التحفة السنية لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]

 

(96) اللغة العربية

 

فائدة:

يمر في الشواهد والأمثلة، قبل ذكر المثال، نحو..، وهذا كقولهم: نحو: هذا كتاب عمرٍو، وإليكم إعرابه:

 

نحو، خبر لمحذوف، أي: وذلك نحو.

 وبنصبه مفعول محذوف، أي: أعني. كما في « حاشية السجاعي على القطر»(ل/17).

السبت، 22 نوفمبر 2025

(1) من أحكام الزكاة

 

                            ابن السبيل

قال شيخ الإسلام في « الواسطية» في سياق ما يأمر به أهل السنة: وَالإِحْسِانِ إلَى الْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ...

السبيل: الطريق.

ابن السبيل: المسافر البعيد عن منزله، نسب إلى السبيل؛ لممارسته إياه. كما في «المفردات»(395).

وقال رَحِمَهُ اللهُ في هذا المرجع نفسه(147): ويقال لكلّ ما يحصل من جهة شيء أو من تربيته، أو بتفقده، أو كثرة خدمته له أو قيامه بأمره: هو ابنه، نحو: فلان ابن الحرب، وابن السبيل للمسافر، وابن الليل، وابن العلم، قال الشاعر: أولاك بنو خير وشرّ كليهما، وفلان ابن بطنه وابن فرجه: إذا كان همّه مصروفا إليهما، وابن يومه: إذا لم يتفكّر في غده. اهـ.

الذي يكثر من ممارسة شيء قد يُنسب إليه، فهنا مثلًا: الذي يمارس السفر يقال له: ابن السبيل. ويقال: فلان ابن الحرب، للذي يدخل في الحروب والجهاد، وابن الليل، للذي يكثر الخروج في الليل، وابن العلم، للذي يعتني بالعلم، ابن المسجد، للذي يتردد إلى المساجد، ابن يومه وهذا كما في المثل: كن ابن يومك، أي: لا تشتغل بالماضي ولا بالمستقبل، فكِّر واعتنِ بيومك هذا أفضل؛ لأن الماضي قد فات فلا ينفع، والمستقبل الله عَزَّ وَجَلَّ هو الذي يسيِّره، فلا يفكر ويشغل نفسه بالتفكير والوساوس.

قال الشيخ ابن عثيمين رَحِمَهُ اللهُ في «شرح العقيدة الواسطية»(2/324): ابن السبيل، وهو المسافر، وهو هنا المسافر الذي انقطع به السفر، أو لم ينقطع؛ بخلاف الزكاة؛ لأن المسافر غريب، والغريب مستوحش، فإذا آنسته بإكرامه والإحسان إليه؛ فإن هذا مما يأمر به الشرع. اهـ.

فابن السبيل في باب الزكاة هو: المسافر الذي انقطعت به النفقة، أما هنا في الحث على الإحسان إلى ابن السبيل، يشمل المسافر الذي انقطعت به النفقة ومن لم تنقطع به؛ لأن السفر غربة، فيحتاج المسافر إلى من يؤانسه ويعطف عليه.

ومن كلام والدي رَحِمَهُ اللهُ في وصيته-يقول في سياق حثه على الرحمة بالغرباء والشفقة عليهم-: (والغريب يتألم من أي كلمةٍ، لا سيما وبعضهم أتى من بلده متنعمًا؛ فارفقوا بهم حفظكم الله!).

[مقتطف من دروس العقيدة الواسطية لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]

 

(95) اللغة العربية

 

                            كتابة رُبَّ إذا لحقتها(ما)

إذا كانت (ما) كافة، فتوصل ب(رب)، هكذا(ربما).

وأما إذا كانت نكرة موصوفة بما بعدها فتُفصل، ومنه قول الشاعر:

رُبَّ ما تكره النفوسُ من الأمر... له فرجة كحلِّ العقال

والمعنى: رُبَّ شيءٍ تكرهه النفوس من الأمر، له انفراج سهلٌ سريعٌ، كحلِّ عقال الدابة. انتهى عيني. كما في « لب اللباب»(1/208).

فقوله: (رُبَّ ما تكره النفوسُ) تُفصل (ما).

قال الشيخ الهرري رَحِمَهُ الله في « لب اللباب»(1/208): يجب فصل(رُبَّ) من (ما) في الكتابة؛ لأن الذي يوصل ب(رب) (ما) الكاف)، و (ما) هنا نكرة موصوفة بالجملة، والرابط محذوف، أي: تكرهه. انتهى « فوائد».

السبت، 15 نوفمبر 2025

(81) روضة الأفهام في شرح بلوغ المرام

 


(80) روضة الأفهام في شرح بلوغ المرام

 


(79) روضة الأفهام في شرح بلوغ المرام

 



(78) روضة الأفهام في شرح بلوغ المرام

 


(77) روضة الأفهام في شرح بلوغ المرام

 


(3)شرح التحفة السنية بشرح المقدمة الآجرومية



 

(2)شرح التحفة السنية بشرح المقدمة الآجرومية

 


الجمعة، 14 نوفمبر 2025

(20)سلسلة في المجروحين لوالدي الشيخ مقبل رحمه الله

 

حال محمد بن كرام، وهل هو بتشديد الراء؟

من « مراجعة تدريب الراوي» لوالدي رَحِمَهُ الله

الشيخ: (كرام) بتشديد الراء أم بتخفيفِها؟

الطالب: بهذا وذاك.

الشيخ: والتشديد أشهر.

الشيخ: تعرف شيئًا عن محمد بن كرام؟

الطالب: هو يعني: زنديق، هو زنديق.

الشيخ: الظاهر ما قيل هذا فيه، محمد بن كرَّام تنتسِب إليه طائفة يقال لها: الكرَّامية، وهو مبتدع ضالٌّ، يقول: إنه يكفي في الإيمان القول ولا يَشترط المعرفة، فيدخل على قوله المنافقون. أصلحك الله! يا محمد.

ثم أيضًا ابن حبان يقول: إنه أخَذَ من المذاهب أرداها، ومن الأحاديث أوهاها.

الشيخ: تذكُرُ البيتين يا أخانا؟

الطالب: قال بعضهم:

إِن الَّذين بجهلهم لم يقتدوا ... فِي الدِّين بِابْن كَرام غير كِرام

الْفِقْه فقه أبي حنيفَة وَحدَه ... وَالدِّين دينُ مُحَمَّد بن كَرام

 

الخميس، 13 نوفمبر 2025

(3)من أحكام السفر

 

                           من أحكام صلاة المسافر

 

373 - وَعَنْ خَارِجَةَ بْنِ حُذَافَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «إِنَّ اللَّهَ أَمَدَّكُمْ بِصَلَاةٍ هِيَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ» قُلْنَا: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:
«الْوِتْرُ، مَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ» رَوَاهُ الْخَمْسَةُ إِلَّا النَّسَائِيَّ، وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ.

 

حديث خارجة صحيح دون قوله: « هِيَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ» كما قال الشيخ الألباني في «ضعيف أبي داود-الأم»( 255) ([1]).

374 - وَرَوَى أَحْمَدُ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ نَحْوَهُ([2]).

(نَحْوَهُ) أي: بمعناه.

هذا الحديث فيه من الفوائد:

فضل صلاة الوتر.

 أن وقت الوتر يبدأ من بعد صلاة العشاء وينتهي بطلوع الفجر.

قال ابن المنذر في «الإجماع»( 54): وأجمعوا على أن ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر وقتٌ للوتر. اهـ.

ظاهر هذا الحديث: أن المسافر إذا صلى المغرب والعشاء جمع تقديم، له أن يصلي الوتر قبل دخول وقت العشاء؛ لأنه قد صلى صلاة العشاء.

ومثل المسافر المريض الذي يشق عليه أن يصلي الصلوات في وقتها.

فإذا صلى المغرب والعشاء جمع تقديم له أن يصلي الوتر قبل دخول العشاء، وهذا قول الجمهور.

[مقتطف من دروس بلوغ المرام لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]

 

 



([1])وفي معناه ما رواه الإمام أحمد(39/271)عن أبي بَصْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « إِنَّ اللهَ زَادَكُمْ صَلَاةً، وَهِيَ الْوِتْرُ، فَصَلُّوهَا فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى صَلَاةِ الْفَجْرِ».

([2]) أخرجه أحمد(11/292) من طريق حَجَّاج، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  «  إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ زَادَكُمْ صَلَاةً، وَهِيَ الْوَتْرُ». وحجاج هو: ابن أرطأة ضعيف ومدلس، لكنه في الشواهد.

(37)من أحكام الصلاة

 

الحث على قيام الليل

 

قَالَ أَبُو الفَضلِ أَحمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حَجَرٍ العَسقَلَانِيُّ رَحِمَهُ اللهُ:

367 - وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمُ الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً وَاحِدَةً، تُوتِرُ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

(مَثْنَى) الثانية تأكيد.

هذا الحديث فيه من الفوائد:

 قيام الليل.

 وقيام الليل شعار الصالحين ودأب المتقين، قال تَعَالَى: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16)﴾ [السجدة: 16]، وقال تَعَالَى: ﴿وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64)﴾ [الفرقان: 64]، ويقول سُبحَانَهُ: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18)} [الذاريات: 15-18]، { آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ }، أي: آخذين ما آتاهم من النعيم.

 وما هو السبب في سهرهم؟

 ﴿كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18)}﴾ [الذاريات].

سهرهم الليل في الصلاة والذكر والاستغفار وقراءة القرآن، ولم يكن سهرهم عبثًا، ولا في اللقاءات، والقيل، والمنتزهات.

 ويقول النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ، وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ» رواه ابن ماجه (1334) عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ.

 فقيام الليل سبب من أسباب دخول الجنة.

 ووقاية من النار، ثبت عن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّ بِيَدِي قِطْعَةَ إِسْتَبْرَقٍ، فَكَأَنِّي لاَ أُرِيدُ مَكَانًا مِنَ الجَنَّةِ إِلَّا طَارَتْ إِلَيْهِ، وَرَأَيْتُ كَأَنَّ اثْنَيْنِ أَتَيَانِي أَرَادَا أَنْ يَذْهَبَا بِي إِلَى النَّارِ، فَتَلَقَّاهُمَا مَلَكٌ، فَقَالَ: لَمْ تُرَعْ خَلِّيَا عَنْهُ، فَقَصَّتْ حَفْصَةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِحْدَى رُؤْيَايَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ»، فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ. رواه البخاري (1157،1156) واللفظ له، ومسلم (2479).

وجاء: فَكَانَ عَبْدُ اللهِ بَعْدَ ذَلِكَ، لَا يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إِلَّا قَلِيلًا. رواه البخاري (2479).

والذي لا يصلي شيئًا في الليل مقصِّرٌ، ومحروم من هذه الفضائل.

ويدل حديث عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَقِيلَ: مَا زَالَ نَائِمًا حَتَّى أَصْبَحَ، مَا قَامَ إِلَى الصَّلاةِ، فَقَالَ: «بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ» رواه البخاري (1144)، ومسلم (774)- أن عدم قيام الليل مكروه.

 والذي عنده عزيمة ومحبة للخير لا يفرِّط في قيام الليل، وهو ميسر على من يسره الله، وله أن يكتفي بركعة، أما مَن لا يقوم بشيء في الليل حتى ولو ركعة هذا يدل أنه مقصر تقصيرًا كبيرًا، وأنه محروم من الخير بقدر بُعدِهِ عنه.

[مقتطف من دروس بلوغ المرام لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]

 

(34)سلسلة النساء الفقيهات

 

من فقه أم المؤمنين عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا

 

عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، كَيْفَ كَانَتْ صَلاَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَانَ؟ فَقَالَتْ: «مَا كَانَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلا فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أَرْبَعًا، فَلا تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فَلا تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلاثًا» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ؟ قَالَ: «يَا عَائِشَةُ، إِنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ وَلا يَنَامُ قَلْبِي» رواه البخاري (2013)، ومسلم (738).

 

هذا الحديث فيه:

حرص عائشة على العلم؛ فهي تستفسر عما يشكل عليها، وقد كانت رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا حريصة على العلم، حتى إنها كانت لا تعرف شيئًا إلا راجعت فيه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ. رواه البخاري في كتاب العلم، وهذا من فقهِهَا وعُلُوِّ هِمَّتِهَا.

 وهكذا ينبغي للمرأة أن تحرص على الاستفادة وعلى ما ينفعها.

وللأسف استفسار كثير من النساء على العكس، عن الأمور الدنيوية، عن الأمور التافهة، والتنقيب عن أمورٍ الخيرُ في الإعراض عنها.

 وقد ثبت عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، قَالَ: كُنَّا يَوْمًا فِي الْمَسْجِدِ جُلُوسًا، وَنَفَرٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ فَأَرْسَلْنَا رَجُلًا إِلَى عَائِشَةَ لِيَسْتَأْذِنَ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهَا، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ سَائِلٌ مَرَّةً، وَعِنْدِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَرْتُ لَهُ بِشَيْءٍ، ثُمَّ دَعَوْتُ بِهِ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَا تُرِيدِينَ أَلَّا يَدْخُلَ بَيْتَكِ شَيْءٌ، وَلَا يَخْرُجَ، إِلَّا بِعِلْمِكِ» قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «مَهْلًا يَا عَائِشَةُ، لَا تُحْصِي، فَيُحْصِيَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكِ» رواه النسائي (2549)، وهو في «الصحيح المسند» (1552) لوالدي رَحِمَهُ الله.

معنى «لا تُحْصِي» الإحصاء: الإفراط فِي التَّقَصِّي والاستئثار. كما في «كشف المشكل من حديث الصحيحين» (4/ 451).

وهذا حال كثير من النساء إلا من رحم الله الاستقصاء في معرفة كل شيء، والاستفسارات عن حالِ الناس وما قالوا وما فعلوا، وليس لها من وراء ذلك أي فائدة، الفائدة أن تحرص على رعاية أولادِهَا، وقيامها بمسؤوليتها، وما يُقَرِّبها من ربِّهَا.

فالشيء الذي لا يُحتاج له تجنَّبِيه ودعي التنقيب عنه، « لَا تُحْصِي، فَيُحْصِيَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكِ»، الجزاء من جنس العمل، تنقِّبين وتريدين ألَّا يخفى عليكِ شيء تجازَين بنفس ذلك، تجدين من يكون لك بهذه المثابة، كما قيل: لتشرَبَنَّ من نفس الكأسِ ‏التي سقيتَ منها غيركَ.

فاستغلي وقتك، واعمريه بما ينفعك، واستعيني بالله ولا تعجزي.

[مقتطف من دروس بلوغ المرام لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]

 

الأحد، 9 نوفمبر 2025

(2)مختصر من دروس التحفة السنية

 

صاحب المتن(الآجرومية)  هو المشهور بابن آجروم. وهو أبو عبد الله محمد بن محمد بن داود الصنهاجي المعروف بابن آجروم.

للفظ الكلام معنيان: أحدهما لغوي، والثاني نحوي:

تعريف الكلام عند النحويين: الكَلَامُ هُوَ اللَّفْظُ الْمُرَكَّبُ الْمُفِيدُ بِالْوَضْعِ.

أما الكلام اللغوي: فهو عبارة عَمَّا تَحْصُلُ بسببه فَائِدَةً، سواء أكان لفظا، أم لم يكن كالخط والكتابة والإشارة.

والتعريف اللغوي المذكور أعم؛ لأنه يشمل القول وغيره، فهو يشمل ما يلي:

١ـ  الكتابة.

٢ـ  الإشارة المفهمة، كأن يشير باليد إلى الأسفل.

٣ـ والعقد، وهو عقد الأصابع.

٤ـ والنصب كالغُرف، وهو ما يوضع للدلالة على شيء، ومنه منارات الأرض.

وهذه تسمى الدوال الأربع، وبعضهم أضاف خامسًا وهو:

٥ـ  الحال، يعني: يعرف من حاله ، مثلًا: يعرف من وجهه أنه حزين، مسرور، جيعان.

فهذه الخمسة تسمى كلامًا عند أهل اللغة.

والكلام مثلث الكاف، لكنه يختلف في المعنى، كما قال قطرب في «مثلثته»

تَيَّمَ قَلْبِي بِالْكَلَامِ * وَفِي الْحَشَا مِنْهُ كِلام * فَصِرْتُ فِي أَرْضِ كَلَامٍ * لِكَيْ أَنَالَ مَطْلَبِي بالفتح قَوْلَ يُفْهِمُ * وَالْكَسْرِ جُرْحٌ مُؤْلِمُ * وَالضَمِّ أَرْضٌ تُبْرِمُ * * لِشِدَّةِ التَّصلب

وأما الكلام النحوي، فلا بد أن يجتمع فيه أربعة أمور:

·      الأول: أن يكون لفظًا:

واللفظ لغة: الطرح والرمي، يقال: أكلت التمرة ولفظت النواة.

ومعناه في الاصطلاح: أن يكون صوتا مشتملا على بعض الحروف الهجائية التي تبتدئ بالألف وتنتهي بالياء.

والحروف الهجائية يقال لها: حروف مباني.

فالحروف على قسمين:ـ

 حروف مباني:  وهي التي  تبنى وتركب منها الكلمات.

 حروف معاني:  كحروف الجر وحروف النواصب والجوازم.

·      الثاني : أن يكون مركبًا

والتركيب لغة: وضع شيء على شيء على جهة يراد بها الثبوت أو عدمه.

اصطلاحًا:  أن يكون مؤلفًا من كلمتين أو أكثر.

والمراد بالتركيب في الكلام النحوي التركيب الإسنادي وهو: كل كلمتين أُسندت إحداهما إلى الأخرى. كالمبتدأ والخبر، والفعل والفاعل.

·      الثالث: أن يكون مفيدًا

والمفيد والفائدة لغة: ما استفاده الإنسان من علم أو مال أو جاه أو غير ذلك.

ومعني كونه مفيدًا في الاصطلاح : أَن يَحْسُنَ سكوت المتكلم عليه، بحيث لا يبقي السَّامِعُ منتظرا لشيء آخر.

·      الرابع: أن يكون موضوعًا بالوضع العربي.

وهذا هو الشرط الأخير أن يكون موضوعًا بالوضع العربي، وخرج بهذا ما ليس بعربي، فالكلام الأعجمي لا يسمى كلامًا عند النحويين، وإن سموه كلامًا.

ومعنى كونه موضوعًا بالوضع العربي: أن تكون الألفاظ المستعملة في الكلام من الألفاظ التي وَضَعَتْها العرب للدلالة على معني من المعاني .

أمثلة للكلام المستوفي الشروط

الْجَوُ صَحْوٌ، الْبُسْتَانُ مُثْمِرٌ، الْهِلَالُ سَاطِعٌ، السَّمَاءُ صَافِيَةٌ.

الجَوُ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

صَحْوٌُ: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وباقي الأمثلة نفس الإعراب.

ومنها: يُضِيءُ الْقَمَرُ لَيْلًا

يُضِيءُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

الْقَمَرُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

لَيْلًا: ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

يَنْجَحُ المُجْتَهِدُ.

يَنْجَحُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

المُجْتَهِدُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

لَا يُفْلِحُ الكَسُولُ.

لا حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

يُفْلِحُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

الكَسُولُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

إعراب كلمة التوحيد: لَا إِلَهَ إِلَّا الله

«لَا» نافية للجنس حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

 «إِلَهَ» اسم «لَا» مبني على الفتح في محل نصب.

 وخبر «لا» النافية للجنس محذوف تقديره: حقٌ.

 «إِلَّا» حرف استثناء وحصر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

 «اللهُ» بدل من الضمير المستتر في الخبر(أو من الخبر على قول)، مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

مُحَمَّدُ صَفْوَةُ الْمُرْسَلِينَ

مُحَمَّدُ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره

صَفْوَةُ: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره

وصفوة: مضاف والْمُرْسَلِينَ مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء؛ لأنه جمع مذكر سالم.

 اللَّهُ رَبُّنَا

اللَّهُ: لفظ الجلالة  مبتدأ.

رَبُّنَا: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف، و(نا) ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالمضاف.

محمد نبينا

محمد: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره

نبينا: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف و(نا) ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه

 

 

(15)سلسلة في الفِرَقِ الضَّالَةِ

 

                        من عدم إنصاف الشيعة

 

كتبت عن والدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رَحِمَهُ الله:

 نشوان الحميري

صارع الشيعة وهو أديب كبير، وحكم عليه بعض الشيعة بالزندقة.

وهذا خطأ؛ بل هو مسلم معتزلي.

أبو محمد الهمداني صاحب كتاب «صفة جزيرة العرب» تصارع مع الشيعة؛ لأنه كان يريد الإمامة، وبعد ذلك قالوا: إنه حائك.

 

(19)سلسلة في المجروحين لوالدي الشيخ مقبل رحمه الله

 

                                  من الرافضة

   

أحمد حميد الدين ابن يحيى بن محمد

أحمد حميد الدين والده يحيى وجده محمد.

أما محمد فرافضي.

 وأما يحيى فسني، ولكنه كان يخاف على سلطته.

 وكان يقول: تجندر يحيى، أي: درس عند الجنداري- والجنداري سني-، فهو لا يرضى عنه.

وأما أحمد فهو ليس بعد سنة ولا غيرها.

[استفدته وقيدته من دروس والدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رَحِمَهُ الله]