تسأل إحدى أخواتي في الله: هل ليلة القدر ثابتة أم أنها تتغير كل سنة؟
الجواب
أرجى ما تكون ليلة القدر ليلة سبعٍ وعشرين؛ لما يلي:
عَنْ زِرٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، يَقُولُ: وَقِيلَ لَهُ إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: «مَنْ قَامَ السَّنَةَ أَصَابَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ». فَقَالَ أُبَيٌّ: «وَاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، إِنَّهَا لَفِي رَمَضَانَ، يَحْلِفُ مَا يَسْتَثْنِي، وَوَاللهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَيُّ لَيْلَةٍ هِيَ، هِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي أَمَرَنَا بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقِيَامِهَا، هِيَ لَيْلَةُ صَبِيحَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، وَأَمَارَتُهَا أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيْضَاءَ لَا شُعَاعَ لَهَا» رواه مسلم(762).
وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان متحريها فليتحرها ليلة سبع وعشرين».
وقال: تحروها ليلة سبع وعشرين، يعني ليلة القدر. رواه أحمد.
وذكره والدي رَحِمَهُ الله في « الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين»(1510).
وعن عبد الله بن عباس: أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبي الله، إني شيخ كبير عليل يشق علي القيام فأمرني بليلة لعل الله يوفقني فيها ليلة القدر؟ قال: عليك بالسابعة. رواه أحمد، و ذكره والدي رَحِمَهُ الله في « الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين»(1511).
وقد تكون في غير ليلة سبع وعشرين؛ لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بعض الأدلة حثَّ على التماسها في أوتار العشر الأخيرة من رمضان. وهذا دليل أنها تتنقل إذا أراد الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى ذلكَ.
وجاء الحث على التماس ليلة القدر في السبع الأواخر، ثبت عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُرُوا لَيْلَةَ القَدْرِ فِي المَنَامِ فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ، فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيهَا فَلْيَتَحَرَّهَا فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ» رواه البخاري(2015)، ومسلم(1165).
قال الشيخ ابن عثيمين رَحِمَهُ الله في «شرح بلوغ المرام»(3/308): كيف نجمع بين هذا الحديث في السبع الأواخر، وبين الأحاديث الأخرى التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتحريها في العشر الأواخر؟
نقول: هي في العشر الأواخر، لكن في السبع أوكد، ثم في أوتاره أوكد، ثم في السابع والعشرين أوكد.