جديد الرسائل

الأحد، 9 نوفمبر 2025

(2)مختصر من دروس التحفة السنية

 

صاحب المتن(الآجرومية)  هو المشهور بابن آجروم. وهو أبو عبد الله محمد بن محمد بن داود الصنهاجي المعروف بابن آجروم.

للفظ الكلام معنيان: أحدهما لغوي، والثاني نحوي:

تعريف الكلام عند النحويين: الكَلَامُ هُوَ اللَّفْظُ الْمُرَكَّبُ الْمُفِيدُ بِالْوَضْعِ.

أما الكلام اللغوي: فهو عبارة عَمَّا تَحْصُلُ بسببه فَائِدَةً، سواء أكان لفظا، أم لم يكن كالخط والكتابة والإشارة.

والتعريف اللغوي المذكور أعم؛ لأنه يشمل القول وغيره، فهو يشمل ما يلي:

١ـ  الكتابة.

٢ـ  الإشارة المفهمة، كأن يشير باليد إلى الأسفل.

٣ـ والعقد، وهو عقد الأصابع.

٤ـ والنصب كالغُرف، وهو ما يوضع للدلالة على شيء، ومنه منارات الأرض.

وهذه تسمى الدوال الأربع، وبعضهم أضاف خامسًا وهو:

٥ـ  الحال، يعني: يعرف من حاله ، مثلًا: يعرف من وجهه أنه حزين، مسرور، جيعان.

فهذه الخمسة تسمى كلامًا عند أهل اللغة.

والكلام مثلث الكاف، لكنه يختلف في المعنى، كما قال قطرب في «مثلثته»

تَيَّمَ قَلْبِي بِالْكَلَامِ * وَفِي الْحَشَا مِنْهُ كِلام * فَصِرْتُ فِي أَرْضِ كَلَامٍ * لِكَيْ أَنَالَ مَطْلَبِي بالفتح قَوْلَ يُفْهِمُ * وَالْكَسْرِ جُرْحٌ مُؤْلِمُ * وَالضَمِّ أَرْضٌ تُبْرِمُ * * لِشِدَّةِ التَّصلب

وأما الكلام النحوي، فلا بد أن يجتمع فيه أربعة أمور:

·      الأول: أن يكون لفظًا:

واللفظ لغة: الطرح والرمي، يقال: أكلت التمرة ولفظت النواة.

ومعناه في الاصطلاح: أن يكون صوتا مشتملا على بعض الحروف الهجائية التي تبتدئ بالألف وتنتهي بالياء.

والحروف الهجائية يقال لها: حروف مباني.

فالحروف على قسمين:ـ

 حروف مباني:  وهي التي  تبنى وتركب منها الكلمات.

 حروف معاني:  كحروف الجر وحروف النواصب والجوازم.

·      الثاني : أن يكون مركبًا

والتركيب لغة: وضع شيء على شيء على جهة يراد بها الثبوت أو عدمه.

اصطلاحًا:  أن يكون مؤلفًا من كلمتين أو أكثر.

والمراد بالتركيب في الكلام النحوي التركيب الإسنادي وهو: كل كلمتين أُسندت إحداهما إلى الأخرى. كالمبتدأ والخبر، والفعل والفاعل.

·      الثالث: أن يكون مفيدًا

والمفيد والفائدة لغة: ما استفاده الإنسان من علم أو مال أو جاه أو غير ذلك.

ومعني كونه مفيدًا في الاصطلاح : أَن يَحْسُنَ سكوت المتكلم عليه، بحيث لا يبقي السَّامِعُ منتظرا لشيء آخر.

·      الرابع: أن يكون موضوعًا بالوضع العربي.

وهذا هو الشرط الأخير أن يكون موضوعًا بالوضع العربي، وخرج بهذا ما ليس بعربي، فالكلام الأعجمي لا يسمى كلامًا عند النحويين، وإن سموه كلامًا.

ومعنى كونه موضوعًا بالوضع العربي: أن تكون الألفاظ المستعملة في الكلام من الألفاظ التي وَضَعَتْها العرب للدلالة على معني من المعاني .

أمثلة للكلام المستوفي الشروط

الْجَوُ صَحْوٌ، الْبُسْتَانُ مُثْمِرٌ، الْهِلَالُ سَاطِعٌ، السَّمَاءُ صَافِيَةٌ.

الجَوُ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

صَحْوٌُ: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وباقي الأمثلة نفس الإعراب.

ومنها: يُضِيءُ الْقَمَرُ لَيْلًا

يُضِيءُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

الْقَمَرُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

لَيْلًا: ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

يَنْجَحُ المُجْتَهِدُ.

يَنْجَحُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

المُجْتَهِدُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

لَا يُفْلِحُ الكَسُولُ.

لا حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

يُفْلِحُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

الكَسُولُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

إعراب كلمة التوحيد: لَا إِلَهَ إِلَّا الله

«لَا» نافية للجنس حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

 «إِلَهَ» اسم «لَا» مبني على الفتح في محل نصب.

 وخبر «لا» النافية للجنس محذوف تقديره: حقٌ.

 «إِلَّا» حرف استثناء وحصر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

 «اللهُ» بدل من الضمير المستتر في الخبر(أو من الخبر على قول)، مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

مُحَمَّدُ صَفْوَةُ الْمُرْسَلِينَ

مُحَمَّدُ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره

صَفْوَةُ: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره

وصفوة: مضاف والْمُرْسَلِينَ مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء؛ لأنه جمع مذكر سالم.

 اللَّهُ رَبُّنَا

اللَّهُ: لفظ الجلالة  مبتدأ.

رَبُّنَا: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف، و(نا) ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالمضاف.

محمد نبينا

محمد: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره

نبينا: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف و(نا) ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه