عرامة الصبي
وحِدَّتُهُ
لقد جاء في المسألة حديث:
<عرامة الصبي في صغره زيادة في عقله في كبره >.
وهذا الحديث ذكره الحكيم
الترمذي في « نوادر الأصول في أحاديث
الرسول صلى الله عليه وسلم»(2/ 346 ) عَن عَمْرو بن معد يكرب رَضِي الله عَنهُ مرفوعًا، به. بدون إسناد.
وقال محمد بن محمد درويش في «أسنى
المطالب»(182): بيَّض الديلمي لسنده؛ لعدم وجود سَنَد لَهُ.
وأخرجه الخطيب البغدادي في «تاريخه» ترجمة أبي مسهر، من طريق حنبل بن إسحاق
قال: سمعت أبا بكر بن زنجويه، قال: سمعت أبا مسهر يقول: عرامة الصبي في صغره زيادة
في عقله في كبره. وسنده صحيح إلى أبي مسهر.
وكتبت عن والدي
الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رَحِمَهُ الله عن هذا الحديث: موضوع.
وهل معنى الحديث صحيح؟
في مقطع صوتي للشيخ الألباني سمعته يقول هذه
الكلمات: هذا حديث له أصل، لكن هو بين ضعيف وموضوع.
السائل: لكن معناه صحيح؟
الشيخ: لا، قد، وقد. اهـ.
أي: أن عرامة الصبي -بمعنى حِدَّته وعناده وشراسته
وكثرة حركته- قد يكون دليلًا على نجابته وذكائه، وقد لا يدل على ذلك.
قال الصنعاني في «التحرير والتنوير»(7/223): ويحمد
من الصبي؛ لأنه دليل على وفرة ذكائه، وحرارة رأسه، والناس يتفاضلون في أصل البُنية
في الفطنة والكياسة والحظ من العقل. اهـ.
وهذا ليس على إطلاقه كما سبق.
ربنا هب لنا من
أزواجنا وذرياتنا قرة أعين.