جديد الرسائل

السبت، 19 يوليو 2025

(185)سِلْسِلَةُ التَّوْحِيْدِ وَالعَقِيْدَةِ

 

أخذ أهل الموقف صحائف أعمالهم

قال شيخ الإسلام في «العقيدة الواسطية» في يوم القيامة وما يكون فيه:

 فَآخِذٌ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ، وآخِذٌ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ، أَوْ مِنْ  وَراءِ ظَهْرِهِ. اهـ.

 

ودليل هذا قول الله تَعَالَى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28)﴾ [الحاقة: 19-28]، وقال تَعَالَى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8) وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11) وَيَصْلَى سَعِيرًا (12) إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا (13) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14) بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا (15)﴾ [الانشقاق: 7-15].

 

 وتقسيم شيخ الإسلام لآخذي كتبهم يوم القيامة يدل أنه يرى أنهم على ثلاثة أقسام: أصحاب اليمين يأخذون كتابهم بأيمانهم، وأصحاب الشمال: منهم من يأخذ كتابه بشماله، ومنهم من يأخذ كتابه من وراء ظهره.

والقول الثاني لبعض أهل العلم: أن أصحاب الشمال يأخذون كتبهم بشمائلهم من وراء ظهورهم؛ لأنه كما أعرض عن كتاب الله في الدنيا وتركه وراء ظهره يُعطَى كتابه يوم القيامة بشماله من وراء ظهره.

وهذا ما يفيده كلام الحافظ ابن كثير في تفسير هذه الآية(10) من سورة الانشقاق، فقد قال: قَوْلُهُ: {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ} أَيْ: بِشِمَالِهِ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ، تُثْنى يَدُهُ إِلَى وَرَائِهِ وَيُعْطَى كِتَابَهُ بِهَا كَذَلِكَ.

[مقتطف من دروس العقيدة الواسطية لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]