جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 26 سبتمبر 2016

(11)مِنْ جَوَامِعِ الأَدْعِيَةِ


                            أدعية في العافية

1-عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ» .رواه مسلم (2739) .

2- عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ».
رواه البخاري (6389) ومسلم (2690).

والحسنة عامة يدخل فيها العافية .قال ابن كثير في تفسير هذه الآية (1/416):جَمَعَتْ هَذِهِ الدَّعْوَةُ كُلَّ خَيْرٍ فِي الدُّنْيَا وَصَرَفَتْ كُلَّ شَرٍّ، فَإِنَّ الْحَسَنَةَ فِي الدُّنْيَا تَشْمَلُ كُلَّ مَطْلُوبٍ دُنْيَوِيٍّ مِنْ عَافِيَةٍ، وَدَارٍ رَحْبَةٍ، وَزَوْجَةٍ حَسَنَةٍ، وَرِزْقٍ وَاسِعٍ، وَعِلْمٍ نَافِعٍ، وَعَمَلٍ صَالِحٍ، وَمَرْكَبٍ هَنِيءٍ، وَثَنَاءٍ جَمِيلٍ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ عِبَارَاتُ الْمُفَسِّرِينَ، وَلَا مُنَافَاةَ بَيْنَهَا، فَإِنَّهَا كُلَّهَا مُنْدَرِجَةٌ فِي الْحَسَنَةِ فِي الدُّنْيَا .اهـ.

3- عن ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَعُ هَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ، حِينَ يُمْسِي، وَحِينَ يُصْبِحُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي، وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي».قَالَ أَبُو دَاوُدَ: «قَالَ وَكِيعٌ يَعْنِي الْخَسْفَ».والحديث صحيح .
هذه الأدلة من أدعية طلب العافية والسلامة من كلِّ شرٍ،والحديث الثالث من أدعية الصباح والمساء .

والعافية من أعظم نعمِ الله على عبده .أخرج البخاري (6049) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ .

وأخرج الطبراني في «المعجم الأوسط»(1828)من طريق عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَصْبَحَ مُعَافًى فِي بَدَنِهِ، آمِنًا فِي سِرْبِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا» .وعطية هو ابن سعد ترجمته في «تهذيب الكمال»بروايته عن عبدالله بن عمر .وهو شيعي ومدلس وضعيف .وله ما يقويه يراجع «  سلسلة الأحاديث الصحيحة»للعلامة الألباني رحمه الله (2318).
وأخرج ابن ماجة في «سننه» (3849)عن أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه: سَلُوا اللَّهَ الْمُعَافَاةَ، فَإِنَّهُ لَمْ يُؤْتَ أَحَدٌ بَعْدَ الْيَقِينِ خَيْرًا مِنَ الْمُعَافَاةِ .
والأثر في الصحيح المسند لوالدي رحمه الله مسند أبي بكر .

والعافية أعمُّ مما يُتصوَّر لأنها تشمل عافية الدين والدنيا ،وأجلها وأعظمها العافية في الدين،وسلامة العقيدة من أنجاس الشرك والأباطيل.
ومن العافية :نعمة الأمن والأمان ،وسلامة القلب من الأمراض ،وقد كان والدي رحمه الله يقول : لأن تموت أجسامنا أهون من أن تموت قلوبُنا .
العافية :دفاع الله عن العبد .

فيا من كنتَ بعافية وصحة ،اعرف قدرها واستغلها في المسابقة إلى نجاتك وسعادتك فإن العافية لا تدوم .

 ثمانية لا بُدَّ منها على الفتى******** ولابدَّ أن تجري عليه الثمانية

سرورٌ وهَمٌّ واجتماعٌ وفُرْقَةٌ ******* ويسرٌ وعسرٌ ثم سُقْمٌ وعافية