جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 26 سبتمبر 2016

(17)دُرَرٌ مِنْ نَصَائِحِ السَّلَفِ


          علومٌ  يؤخذ منها قدر الحاجة 

 قال ابن رجب رحمه الله في رسالته« فضل علم السلف على علم الخلف»:
التوسع في علم الأنساب هو مما لا يحتاج إليه وقد سبق عن عمر وغيره النهي عنه مع أن طائفة من الصحابة والتابعين كانوا يعرفونه ويعتنون به.
 وكذلك التوسع في علم العربية لغة ونحوًا هو مما يشغل عن العلم الأهمِّ، والوقوف معه يحرم علما نافعا.
 وقد كره القاسم بن مخيمرة علم النحو وقال :أوله شغل وآخره بغي. وأراد به التوسع فيه ولذلك كره أحمد التوسع في معرفة اللغة وغريبها ،وأنكر على أبي عبيدة توسعه في ذلك ،وقال :هو يشغل عما هو أهم منه ، ولهذا يقال: إن العربية في الكلام كالملح في الطعام .

يعني :أنه يؤخذ منها ما يصلح الكلام كما يؤخذ من الملح ما يصلح الطعام، وما زاد على ذلك فإنه يفسده.

 وكذلك علم الحساب يحتاج منه إلى ما يعرف به حساب ما يقع من قسمة الفرائض والوصايا، والأموال التي تقسم بين المستحقين لها، والزائد على ذلك مما لا ينتفع به إلا في مجرد رياضة الأذهان وصقالها ،لا حاجة إليه ويشغل عما هو أهم منه .اهـ.

وسمعت والدي الشيخ مقبل بن هادي يقول: طالب العلم يأخذ من المصطلح والنحو ما يحتاج إليه, ولا يشتغل بهما عن الكتاب والسنة, أو يفني عمره فيهما، فهما وسيلة وليس بغاية.

وكتبت عنه رحمه الله : المصطلح وسيلة وليس بغاية، وهو أمر مهم في أن يعرف الطالب اصطلاح القوم فإنه قد يمر معه : هذا حديث منكر، هذا حديث شاذ ،هذا منقطع ... ولا يدري ما هو، وليس معناه  أن  يفني عمره كلَّه في المصطلح.