ما أصعب صلاح النية!
لأنها تتقلب وتتغير، فقد يكون العابد أو الواعظ أو المعلم على الجادة، ثم يثير الشيطان في أثناء العبادة وأثناء الوعظ والتعليم الوسوسة، وتتحول النية الصالحة إلى رياء أو إعجاب بالنفس.
ولصعوبتها أيضًا قد لا يستحضرها، يقْدُمُ على العبادة، على قراءة القرآن، على الصلاة، الصيام، الصدقة، وهو غافل غير منتبه فلا يأتي بالنية، حتى إن والدي رَحِمَهُ اللهُ يقول: الله المستعان، قد نجلس للدرس ولا نستحضر النية.
وذكر الذهبي في «سير أعلام النبلاء» ترجمة هشام بن أبي عبد الله الدستوائي أنه قال: وَاللهِ مَا أَسْتَطِيْعُ أَنْ أَقُوْلَ إِنِّي ذَهَبتُ يَوْمًا قَطُّ أَطْلُبُ الحَدِيْثَ، أُرِيْدُ بِهِ وَجْهَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.
فعلق عليه الذهبي وقال: قُلْتُ: وَاللهِ وَلا أَنَا.
فاللهم ارزقنا الإخلاص، وأصلح السريرة.
[مقتطف من الدرس الثاني من دروس رياض الصالحين لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]