تعريف علم الحديث
قال الحافظ ابن حجر رَحِمَهُ اللهُ في «النكت»(1/225): معرفة القواعد التي يتوصل بها إلى معرفة حال الراوي والمروي. اهـ.
فضل علم الحديث
علم الحديث علم جليل؛ ولهذا يصدق على أهل الحديث جملة من الأدلة، وما ثبت الشرف لهم إلا لشرف علم الحديث، ومنه:
-قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا، فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ» رواه أبو داود (3660) عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ.
-وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «لا يَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ، حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ» رواه البخاري (7311)، ومسلم (1921)عن المغيرة بن شعبة.
وهذه الطائفة فسِّرت بأهل الحديث، ولا يمنع من دخول غيرهم، كما استفدنا هذا من والدي رَحِمَهُ اللهُ: أنه لا يمنع من دخول غيرهم، ولكن أهل الحديث يدخلون فيه دخولًا أوليًّا.
ومن الآثار والأقوال في الثناء على الحديث وأهله:
-يقول سفيان الثوري رَحِمَهُ اللهُ: لَا أَعْلَمُ شَيْئًا مِنَ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ مِنَ الْعِلْمِ أَوِ الْحَدِيثِ لِمَنْ حَسُنَتْ فِيهِ نِيَّتُهَ. رواه البيهقي في «المدخل» (470).
-والزهري رَحِمَهُ اللهُ يقول عن علم الحديث: أَمَا إِنَّهُ يُعْجِبُ ذُكُورَ الرِّجَالِ، وَيَكْرَهُهُ مُؤَنَّثُوهُمْ. رواه الرامهرمزي في «المحدث الفاصل»(30) بتحقيقي.
والمقصود: لا يحب علم الحديث إلا أهل الهِمَمِ العالية.
-والرامهرمزي رَحِمَهُ اللهُ يقول في «مقدمة المحدث الفاصل»(162): فَإِنَّ الْحَدِيثَ ذَكَرٌ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا الذُّكْرَانُ، وَنَسَبٌ لَا يُجْهَلُ بِكُلِّ مَكَانٍ.
فعلم الحديث وسيلة لمعرفة الثقات من الضعفاء، والمقبول من المردود.
كما نستفيد أنه بذلك نقوم بدراسة أحاديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ؛ ولهذا فإن أسعد الناس بالصلاة على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هم المحدثون.
والعلوم مفتقرة إلى علم الحديث: الفقيه يحتاج إلى علم الحديث حتى يرجح بدليل صحيح، والنحوي والمفسِّر أيضًا يحتاجان إلى علم الحديث... إلى غير ذلك.