كلمةُ حَقٍّ وشُكرٍ
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يشكر الله من لا يشكر الناس».
إن الحاج ليرى عجبًا، وجهودًا جبَّارة في خدمة الدولة السعودية -حرسها الله وبارك لها- الحجيج ضيوف الرحمن.
لا يستطيع أن يقوم بذلك غيرُها أيًّا كان من الدُّول الأخرى، والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
إن الحاج ليجد ما يبهر العقول من:
حرص شديد على أمن الحاج وسلامته.
تهيئة كلِّ السبل التي تضمن بإذن الله راحةَ الحاج، وصيانته وسلامته.
حسن تنظيم ترتيب الحجاج ترتيبًا عجيبًا، حتى لا يحصل تزاحم وتدافع.
فمثلا:
-يجعلون الحجاج يمشون ويطوفون على دفعة دفعة؛ حفاظًا على سلامتهم.
-ويجعلون للذهاب طريقًا وللإياب طريقًا، فيمشي كلًّا وِجْهته من غير أذى ومخاطر.
-المصعد الكهربائي الذي يكون عند الذهاب إلى (القطار) للجمرات، دخوله من جهة والخروج من جهة أخرى؛ ليكون الذي يدخل المصعد له جهة خاصة، والذي يخرج له جهة خاصة.
توفيرهم الأطباء، ويعطون المريض ما يلزم من العلاج مجانًا.
يمشي الحاج ويجد أماكن ماء الشرب أمامه، وأحيانا توزيع الماء.
وقد كانوا يأخذون الماء معهم فيما سبق وإلى زمن قريب، حتى إنهم يسمُّون اليوم الثامن يوم التروية؛ لأنهم كانوا يأخذون معهم الماء ويتروون به، فيشربون منه وتشرب مواشيهم، ويتوضأون منه.
أما عن توعيتهم الدينية والإجابة عن الاستفسارات، فباذلون تخصيصَ أهل الشأن من أهل الفتوى، وقائمون بكل جهد في الفتاوى على أسئلة الوافدين، والنصائح القيمة.
وأما عن أخلاق العسكر فشيء عجيب في حسن تفاهمهم، وتقديم كلِّ ما في وسعهم من القيام بمهمتهم، وما ائتُمنوا عليه.
وفي أثناء مشي الحجاج لرمي الجمار يخففون عنه من حَرِّ الشمس بالمراوح، ونضح الماء على رؤوسهم.
ويتركون من رأوه يصلي الفريضة قريبًا من الجمار، غير أنهم قد يأمرون بالتخفيف.
وهذا الذي سبق ذكره وما لم أذكره جعل للسعودية مكانة عظيمة في قلوب الحجاج خاصة والمسلمين عامة، وهو من أعظم أسباب تمكين الله لها وحفْظِ هيبتِها.
جزاهم الله عن المسلمين خيرًا.