شخصان ليهنهما
السلامة
قال ابن القيم رحمه الله في«بدائع الفوائد»(3/180):حذار حذار من أمرين لهما
عواقب سوء:
أحدهما: رد الحق لمخالفته هواك فإنك تعاقَب بتقليبِ القلب ورد ما يرد عليك من
الحق رأسًا ،ولا تقبله إلا إذا برز في قالَب هواك ،قال تعالى: ﴿وَنُقَلِّبُ
أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾
فعاقبهم على ردِّ الحق أول مرة بأن قلب أفئدتَهم وأبصارهم بعد ذلك.
والثاني: التهاون بالأمر إذا حضر وقته فإنك إن تهاونت به ثبَّطك الله وأقعدك
عن مراضيه وأوامره عقوبة لك، قال تعالى: ﴿فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ
مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أبدا وَلَنْ
تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ
فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ﴾ .
فمن سلِم من هاتين الآفتين والبليَتين
العظيمتين فليهنِه السلامة.اهـ
فاحذر من رد الحق واستعن بالله ولا تعجز .
واحذر من تعمُّدِ تأخير الواجب حتى يفوتَ وقتُه فقد تحرمُ
التوفيق .