بسم الله الرحمن الرحيم
قال
تعالى {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ
الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي
أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} .
من فوائدهذه
الآية
1-دليل
على البعد عن الاختلاط سواء بالخَدَم أو بغيرهم .
امرأة
العزيزلما اختلطت بيوسف ظهر ما في كامنها وحاولت منه أن يوافقها على ذلك لكن الله
عصمه .
وهذا هو
الذي يهتف إليه أعداء الله الاختلاط لما يعلمون من عِظَمِ خطره وضرره إذ هو يدعو
إلى الفساد والفواحش وفتنةِ القلب ومرضِه ، ومرضُ القلب أشد من مرض البدن .
2-
مراودة امرأة العزيز ليوسف عن نفسه ،وهذا أعظم نواع الابتلاءات التي ابتُلِي بها
يوسف.
3-صبر
يوسف فإنه شاب عازب وأمامه امرأة تغريه وتدعوه فامتنع .
ويشمل
يوسف حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله ومنهم (وامرأة دعته ذات منصب وجمال فقال
إني أخاف الله تعالى ).
4-لجوءيوسف
إلى ربه واعتصامه به لقوله { مَعَاذَ
اللَّهِ }.
وهكذا
يكون الإنسان عند الفتن جميعِها الحذر واللجوء إلى الله .
والفتنُ
في زمانِنا عمَّت وطمَّت و{ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا
مَنْ رَحِمَ } .
ومن
المصيبة التهافُتُ في الفتن والاندفاع إلى الفتن كفتنة التحزُّبات والبدع
والتفرُّق عن هوى والطعون في الأشخاص لغرض التشَفِّي والحزازات النفسيَّة ، وفتنة
الدنيا حتى وقعوا في سُكْر الدنيا وغطَّى على قلوبِهم ومشاعِرهم فمحادثتُهم دنيوية
وتفكيراتُهم دنيوية ومجالسهم دنيوية وأعمالهم دنيوية والله عزوجل يقول { وَلَلْآخِرَةُ
خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى}ويقول { وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} .
5-مقابلة
الإحسان بالإحسان {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ } .
فالإحسان
لا يقابُل بالإساءة والخيانة والخداع والمكر إنما يفعل هذا اللئامُ من الناس.
إن أنتَ
أكرمتَ الكريم َملكتَه وإن أنت أكرمت
اللئيم تمرَّدا
وهناك
مثَل : (اتقِ شرَّ من أحسنتَ إليه ) .
وهذا
المثَل استفدنا من الوالد الشيخ مقبل رحمه الله أنه :ليس بحق فإنه يزهد في الخير .
6-نفي الفلاح عن الظالم .وفي آية سورة طه { وَقَدْ
خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمً } .
وبالله التوفيق .