جديد المدونة

جديد الرسائل

الأربعاء، 1 مارس 2017

(19)سنينٌ من حياتي مع والديْ وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

                                                         تابع/غضب الشيخ رحمه الله .

من أسبابِ غضبه رحمه الله 

-إذا وجدَ افتئاتًا على كتب الحديث والعبث بها من الكاتبين ،فمثلًا:

كان والدي رحمه الله  بعد خروجِ تعليقات بشَّار عواد وصاحبه شعيب الأرناؤوط على «تقريب التهذيب» المسمى«تحرير تقريب التهذيب»أحيانًا ينظر تعقُّبَاتهما على الحافظ ابن حجر ،وقد يجد انتقادات عبارة عن حشوٍ لا معنى لها فيغضب من تجرئِهما ويضرب بالقلم على الانتقاد ،ويكتب في حاشية (نسخة مكتبة النساء):هذا لا معنَى له .
مثلًا يقول الحافظ في راوٍ: مقبول .
فينتقده صاحبا التحرير بقولهما:بل ضعيفٌ يعتبرُ به .
هذا كان يضرب عليه والدي بالقلم مغضَبًا من تصَرُّفهما ، لأن هذا مؤَدَّى كلام الحافظ إذِ المقبولُ عنده في«تقريب التهذيب»:أي إن توبعَ وإلَّا فليِّن. 



ومن الأشياء :أن الحافظ  قد يقول في راوٍ: ضعيف .
فيُتعقَّبُ  الحافظ،بل ضعيفٌ يعتبرُ به .

وهذا انتقادٌ لا معنى له .



وبهذه المناسبة نفيدُ أيضًا أن والدي رحمه الله  كان مما يعيبُ به على صاحبَي«تحرير تقريب التهذيب» عدم الاستيفاءِ للكلام المُهم في الراوي ،ويقول: راجعنا تراجم من «تهذيب الكمال»،وتهذيب التهذيب»،و«ميزان الاعتدال » فلم نجد فيها الاستيفاء لذكر الأقوال المهمَّة .

- لما  وصل إلى والدي  «تقريب التقريب» لمؤلفه عايض القرني ،اختصارًا ل/« تقريب التهذيب»  للحافظ ابن حجر  رحمه الله .
غضبَ والدي رحمه الله وقال: ينبغي أن يسمى ب(تعمية التقريب)، الحافظ يقول في راوٍ: صدوق سيء الحفظ، وعايض القرني يأتي ويُلغي سيء الحفظ، وغير ذلك من البَتر لعبارات الحافظ.


-الهجومُ على أهل الحديث أهل الشأن ،فمثلًا لما خرجت صحيفة (علي رضا) وفيها هجومٌ  وافتئات على أهل الحديث  غضِبَ رحمه الله انتصارًا لأهل الحق  لا لنفسِه.

وقد بيَّن ذلك رحمه الله في«مقدمة غارة الفِصَل»(6) وقال:وبعد قراءة تلك الجريدة طالعتُ بعض (تحقيقات علي رضا) ، وإذا به تَيهٌ واستخفاف ببعض العلماء ، فرأيت أنه يلزمُني أن أبين له حقيقة خطئه حتى لا يتجرَّأ على علماء آخرين ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : ﴿ لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ ﴾[ النساء: 148] ...

ولو كانت المسألة تتعلق بشخصي لما رددتُ عليه ، فمن أنا حتى أضيِّع الوقتَ في الدفاع عن نفسي ؟ ولكن المسألة فيها هجوم على (كتب العلل) من كثير من العصريين ، واستخفاف بعلماء الحديث الأقدمين ، فلذلك استعنت بالله وتركت بعض مشاريعي من أجل الرد على (علي رضا) وسميت الرد : «غارة الفِصَل على المعتدين على كتب العِلَل » . 
وليس (عليٌّ )هو المقصود نفسه ، بل كثير من العصريين الذين يستخفون بأقوال أئمة العلل ، وقد كنت عازمًا على التخشين ، فشفع بعض إخواننا الأفاضل من ساكني المدينة في الرفق به . اهـ

وقام رحمه الله بتدريس هذه الرسالة «غارة الفِصَل» ليستفيدَ الطالبُ ويعرف قدرَ المحدثين واصطلاحاتهم .