جديد المدونة

جديد الرسائل

الأربعاء، 17 يونيو 2020

(38)سنينٌ من حياتي مع والديْ وشيخي مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

·     القليل من يصفو وينبغ من طلبة العلم

نظر والدي إلى طلابه مرة وقال:أترون أن هذا الجمع يتخرَّجُ كلُّه،لعل الذي يصفو منهم عشرة،أو نحو هذا.

قلت:رحم الله والدي وغفر له يذكِّرُني  كلامُه بأثرين:

عن الفريابي محمد بن يوسف قال سفيان الثوري يومًا -وقد اجتمع الناس عليه- فقال لي: يا محمد، ترى هؤلاء ما أكثرهم، ثلث يموتون، وثلث يتركون هذا الذي تسمعونه، ومن الثلث الآخر ما أقل من يُنجب.رواه  الخطيب في«الجامع لأخلاق الراوي»(95)بسند صحيح.

قال أبو داود سليمان بن داود الطيالسي:كنت يومًا بباب شعبة، وكان المسجد ملآن، قال: فخرج شعبة فاتكأ عليَّ، وقال: يا سليمان، ترى هؤلاء كلهم يخرجون محدثين؟ قلت: لا. قال: صدقت، ولا خمسة؟ قلت: خمسة؟ قال: نعم، يكتب أحدهم في صغره ثم إذا كبر تركه، ويكتب أحدهم في صغره، ثم إذا كبر يشتغل بالفساد، قال: فجعل يردد عليَّ.

قال أبوداود: ثم نظرت بعد، فما خرج منهم خمسة.رواه الخطيب في «جامعه» (94) بسند صحيح.

·     تذكيرٌ للطالب بالصبر على العلم

ذكر لنا والدي أن بعض المحدثين رحل في طلب العلم فكانت تأتيه رسائل،وصلت إليه الرسالة الأولى ثم وضعها في الدرج ولم يفتحها والثانية..والثالثة.. خشية الانشغال، فلما استفاد ونال من العلم فتح الرسائل، فإذا في إحداها: مات أبوك، وفي الأخرى: مات كذا. فعلق والدي رَحِمَهُ الله: لو فتحها لشُغل عن العلم الذي رحل من أجلِه.

 

الذي ليس عنده قدرة على الترجيح بين الأقوال

سألت والدي رحمه الله:كيف يعمل الذي لا يقدر على الترجيح بين أقوال أهل العلم؟

فأجابني:

الذي لا يقدر على الترجيح بين أقوال أهل العلم، يأخذ بقول العالم الذي تطمئن إليه نفسه،واستدل رحمه الله بهذا الحديث:

عن أبي ثعلبة الخُشَنِيِّ  أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: <البِرُّ مَا سَكَنَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ القَلْبُ، وَالإِثْمُ مَا لَمْ تَسْكُنْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، وَلَمْ يَطْمَئِنَّ إِلَيْهِ القَلْبُ، وَإِنْ أَفْتَاكَ المُفْتُونَ>.رواه أحمد.