جديد المدونة

الاثنين، 17 مارس 2025

(178)سِلْسِلَةُ التَّوْحِيْدِ وَالعَقِيْدَةِ

 

الثقة بالله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى

 

عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا فِي الْغَارِ: لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا؟ فَقَالَ: «مَا ظَنُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ بِاثْنَيْنِ اللهُ ثَالِثُهُمَا؟!» رواه البخاري (3653)، ومُسلِمٌ (2381).

 

الحديث في سياق الهجرة النبوية.

وهذا خطاب من النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ لأبي بكر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فإنه عند أن رأى المشركين يمرون في طلبهما، قال -وهما في الغار-: لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا؟ فَقَالَ: «مَا ظَنُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ بِاثْنَيْنِ اللهُ ثَالِثُهُمَا».

وهذا فيه التثبيت، وأن الله لا يضيع عبده المؤمن، وفيه الثقة بالله عَزَّ وَجَل؛ ولهذا لما ترك نبي الله إبراهيم هاجر وابنها إسماعيل عند بيت الله المحرم وانصرف، تبعته أُمُّ إِسْمَاعِيلَ فَقَالَتْ: يَا إِبْرَاهِيمُ، أَيْنَ تَذْهَبُ وَتَتْرُكُنَا بِهَذَا الوَادِي، الَّذِي لَيْسَ فِيهِ إِنْسٌ وَلاَ شَيْءٌ؟ فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ مِرَارًا، وَجَعَلَ لا يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ لَهُ: آللَّهُ الَّذِي أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ نَعَمْ، قَالَتْ: إِذَنْ لاَ يُضَيِّعُنَا، ثُمَّ رَجَعَتْ... رواه البخاري (3364).

 

 وهذا فيه ثقتها بربها وقوة إيمانها رَحِمَهَا الله.