جديد المدونة

جديد الرسائل

السبت، 8 فبراير 2025

(47)تذكير بالصحابة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم

 

    من أبغض الأنصار وعليًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم

 

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «آيَةُ الإِيمَانِ حُبُّ الأَنْصَارِ، وَآيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الأَنْصَارِ» رواه البخاري (17)، ومسلم (74).

 

وعن علي بن أبي طالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أنه قال: وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ، وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ: «أَنْ لَا يُحِبَّنِي إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يُبْغِضَنِي إِلَّا مُنَافِقٌ» رواه مسلم (78).

وقد استفدت من والدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله ما يلي: هذا إذا أحب الأنصار؛ لأنهم ناصروا دين الله عَزَّ وَجَل، ونصروا رسوله، وآووا المهاجرين، كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)} [الحشر]. فهذا من الإيمان، وإن أبغضهم لأنهم نصروا الله ورسوله، فهذا من النفاق.

قال رحمه الله: ومثله ما جاء في علي بن أبي طالب.

 

قلت: وللفائدة إليكم كلام ابن حزم رَحِمَهُ الله في هذه المسألة:

قال أبو محمدٍ ابن حزم في « الفصل في الملل والأهواء والنحل»(3/143): وَمن أبْغض الْأَنْصَار؛ لأجل نصرتهم للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَهُوَ كَافِر؛ لِأَنَّهُ وجد الْحَرج فِي نَفسه مِمَّا قد قضى الله تَعَالَى وَرَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، من إِظْهَار الْإِيمَان بِأَيْدِيهِم، وَمن عادى عليًّا لمثل ذَلِك فَهُوَ أَيْضا كَافِر، وَكَذَلِكَ من عادى من ينصر الْإِسْلَام؛ لأجل نصْرَة الْإِسْلَام لَا لغير ذَلِك.