جديد المدونة

جديد الرسائل

الخميس، 2 يناير 2025

(205)الاختيارات لوالدي الشيخ مقبل رحمه الله

 

هل تقال الصلاة الإبراهيمية بعد التشهد الأول؟

ذهب جمهور العلماء مالك، وأحمد، وأبو حنيفة، والشافعي في القديم أنه لا يُصلى على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في التشهد الأول.

 واستَدَلَّوا بِما رواه أبو داود (995) من طريق أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ عبد الله بن مسعود، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ كَأَنَّهُ عَلَى الرَّضْفِ».

 والحديث منقطع؛ أبو عبيدة لم يسمع من أبيه عبدالله بن مسعود.

قال ابن قُدامة رحمه الله في «المغني» تحت رقم (747): الرَّضْفُ: الْحِجَارَةُ الْمُحْمَاةُ. يَعْنِي لِمَا يُخَفِّفُهُ. وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يُطَوِّلْهُ، وَلَمْ يَزِدْ عَلَى التَّشَهُّدِ شَيْئًا.

قال ابن قدامة: وَعَنْ الشَّعْبِيِّ أَنَّهُ لَمْ يَرَ بَأْسًا أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ، وَكَذَلِكَ قَالَ الشَّافِعِيُّ.

ونص ابن القيم في «جلاء الأفهام في الصلاة على خير الأنام» (201) عن الشافعي في الجديد أنه استحب ذلك.

قلت: وإلى مشروعيته في هذا الموضع ذهب الشيخ الألباني؛ لكونه لم يخص تشهدًا دون تشهد.

يراجع حاشية «صفة صلاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم» (129).

وأما من حيث الوجوب، فقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في «شرح المنتقى» (1/ 253): لا نعلم أحدًا قال بوجوب ذلك. اهـ.

وبقول جمهور العلماء يقول والدي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رَحِمَهُ الله، هكذا استفدنا منه.