تطهير المساجد
قال الشنقيطي في «أضواء البيان» (4 / 297 ): وَالتَّطْهِيرُ هُنَا فِي قَوْلِهِ: ﴿ وَطَهِّرْ بَيْتِيَ ﴾ يَشْمَلُ التَّطْهِيرَ الْمَعْنَوِيَّ وَالْحِسِّيَّ.
فَيُطَهِّرُهُ الطَّهَارَةَ الْحِسِّيَّةَ مِنَ الْأَقْذَارِ.
وَالْمَعْنَوِيَّةَ مِنَ الشِّرْكِ وَالْمَعَاصِي؛ وَلِذَا قَالَ: ﴿ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا﴾.
وَكَانَتْ قَبِيلَةُ جُرْهُمَ تَضَعُ عِنْدَهُ الْأَصْنَامَ تَعْبُدُهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ. اهـ.
استفدنا أن تطهير البيت يشمل:
· التطهير المعنوي، أي: تطهير القلب من العقائد الشركية والبدعية، ومن سائر الأمراض المعنوية، فينبغي لمن كان عند البيت أن يكون طاهر القلب وعلى عقيدة صحيحة، كما أنه يشمل طهارة الجوارح من المعاصي، فيغض بصره، ولا يؤذي الطائفين ويزاحمهم، ولا يسب أحدًا..
· ويشمل الطهارة الحسية: من النجاسات والأقذار.
وللشيخ ابن باز رحمه الله كلام جميل على تفسير تطهير البيت في «مجموع الفتاوى»(3/ 384) يقول: وتطهيره يكون بإبعاد ما لا خير فيه للطائفين والمقيمين وجميع ما يؤذيهم من أعمال أو أقوال أو نجاسة أو قذر وغير ذلك، يجب تطهير بيته للطائفين والراكعين والقائمين والركع السجود، فيكون ما حول البيت كله مطهَّرا، ليس فيه أذى للعاكف ولا للطائف ولا المصلي، يجب أن ينزه من كل ما يؤذي المصلين ويشق عليهم، أو يحول بينهم وبين عبادة ربهم جل وعلا.
وقال (16/ 164): وتطهيره يكون بتنزيهه من الشرك بالله والبدع المضلة، وألا يكون حوله إلا توحيد الله والإخلاص له، وما شرع من العبادة.
فالواجب على حماة هذا البيت والقائمين عليه، أن يطهروا هذا البيت من الشرك والبدع والمعاصي، حتى يكون كما شرع الله بيتا مقدَّسا مطهرا من كل ما حرمه الله. اهـ.
وهكذا سائر المساجد يجب أن تصان وأن يُعتنى بتنظيفها، قال الله تعالى: ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36)﴾[النور].