مقتطف من درس25 من دروس بلوغ المرام
عن أنس بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبْثِ وَالْخَبَائِثِ» أَخْرَجَهُ السَّبْعَةُ .
في هذا الحديث من الفوائد:
-استحباب قول هذا الذكر عند دخول الخلاء.
-أن أماكن النجاسة مساكن الشياطين.
وكما قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ، فَإِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْخَلَاءَ فَلْيَقُلْ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ» رواه أبو داود (6)عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
فهناك أماكن يأويها الشياطين، ومن أشدها:
أماكن الباطل والزور، كالغناء وآلات اللهو والطرب، قال تَعَالَى: ﴿وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ﴾ [الزخرف:36].
فأي مجلس يهنأ ويسعد وقد حضره الشياطين؟!
والله عَزَّ وَجَل يقول: ﴿وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98)﴾ [المؤمنون:97 - 98].
ولو لم يكن من مضار ذلك المجلس إلا أن الشيطان ينعشهم ويدفعهم إلى التلذذ بالمعصية، ونسأل الله أن يحفظ أعراس أهل السنة والصالحين من هذا البلاء.
ما فيه شيء من آلات الطرب مرخص فيه إلا الدف وهو الذي يكون مغلقًا من جهة ومفتوحًا من جهة أخرى، والأصل في آلات الطرب التحريم كالطبل والطاسة، الطبل يكون مغلقًا من كل الطرفين.
-أن الذكر حصن من الشيطان، وكما في الحديث المعروف أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ يَعْمَلَ بِهَا وَيَأْمُرَ بني إسرائيل أَنْ يَعْمَلُوا بِهَا فذكرها وقال عن الكلمة الخامسة: «وَآمُرُكُمْ أَنْ تَذْكُرُوا اللَّهَ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ خَرَجَ العَدُوُّ فِي أَثَرِهِ سِرَاعًا حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى حِصْنٍ حَصِينٍ فَأَحْرَزَ نَفْسَهُ مِنْهُمْ، كَذَلِكَ العَبْدُ لَا يُحْرِزُ نَفْسَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ إِلَّا بِذِكْرِ اللَّهِ». رواه الترمذي (2863) وهو في «الصحيح المسند» (285).
-هذا الحديث لم يُذكر فيه قول: (بسم الله)، وقد ورد في بعض طرقه لفظ (بسم الله)، ولكنها رواية شاذة، وجاء أن النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قال: «سِتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ، وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا وَضَعُوا ثِيَابَهُمْ أَنْ يَقُولُوا: بِسْمِ اللَّهِ» رواه الطبراني في «المعجم الأوسط»( 2504) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وهذا من المواضع التي يستحب فيها قول: (بسم الله).