هل الموت كفارة لذنوب المسلم؟
الجواب:
في المسألة عمومات أدلة تكفير الذنوب بالابتلاءات.
كحديث عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُوعَكُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا؟ قَالَ: «أَجَلْ، إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلاَنِ مِنْكُمْ» قُلْتُ: ذَلِكَ أَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ؟ قَالَ: «أَجَلْ، ذَلِكَ كَذَلِكَ، مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى، شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا سَيِّئَاتِهِ، كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا» رواه البخاري(5648)، ومسلم (2571).
قال القرطبي رَحِمَهُ الله في « التذكرة»(168): إنما كان الموت كفارة، لكل ما يلقاه الميت في مرضه من الآلام والأوجاع، ثم استدل بالحديث السابق.
وروى البخاري(5641)، ومسلم(2573) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلا وَصَبٍ، وَلا هَمٍّ وَلا حُزْنٍ وَلا أَذًى وَلاَ غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ».
وقد سمى الله عَزَّ وَجَل الموت مصيبة، فقال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ﴾ [المائدة].
وهناك حديث: «الْمَوْتُ كَفَّارَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ».
جاء عن بلال بن رباح كما أخرجه بسنده الطويل السيوطي في «تدريب الراوي».
وقد حكم عليه والدي رَحِمَهُ الله في «مراجعة تدريب الراوي»، وقال: وهذا من طريق الشاذكوني وهو: سليمان بن داود، وهو متهم.
وجاء عن أنس بن مالك أخرجه ابن الجوزي في « الموضوعات»(3/218) عنه، من طرق ضعيفة جدًّا.
قال ابن الجوزي: هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وذكره السيوطي في «اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة»(2/345) عن أنس، ولم يذكره من حديث بلال.
وقال الشيخ الألباني في « السلسة الضعيفة »(4685): موضوع.