جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 2 يناير 2023

(50) اللغة العربية

 

                                 الاسم الذي لا ينصرف

 

قال ابن هشام في «شرح قطر الندى» في تعريف الاسم الذي لا ينصرف:

ما وُجِدَ فِيهِ عِلَّتَانِ مِن عِلَلِ تِسعٍ، أَوْ وَاحِدَةٌ مِنْهَا تَقُومُ مَقَامَهُمَا.

 

هذا تعريف الاسم الذي لا ينصرف: ما وُجِدَ فِيهِ عِلَّتَانِ مِن عِلَلِ تِسعٍ، أَوْ وَاحِدَةٌ مِنْهَا تَقُومُ مَقَامَهُمَا.

وبعضهم  يأتي بتعريف آخر، وهو الذي جرى عليه محمد محيي الدين في «التحفة السنية»( 42)، فقال: والاسم الذي لا ينصرف هو : الذي أشْبَهَ الفعل في وجود علتين فرعيتين : إحداهما ترجع إلي اللفظ ، والأخرى ترجع إلي المعني ، أو وُجدَ فيه علَّة واحدة تقوم مَقَام العِلَّتَينِ.

ومعنى هذا أن الفعل مشتمل على علتين فرعيتين:

 إحداهما: ترجع إلى اللفظ، وهي الاشتقاق، فالفعل مشتق من المصدر، قال الحريري رَحِمَهُ الله:

والمَصدرُ الأصلُ وأيُّ أصلِ

۞۞۞

ومنهُ يَا صَاحِ اشتقاقُ الفعلِ

 والثانية: ترجع إلى المعنى، أي: علة فرعية معنوية، وهي افتقاره إلى الاسم.

 فإذا وجِد في الاسم علتان فرعيتان يكون قد أشبه الفعل، فلا يجر بالكسرة ولا ينون؛ لأنه أشبه الفعل، فأخَذ حكمه، والفعل لا يجر ولا ينون؛ إذ الجر والتنوين من خصائص الأسماء.

هذه العلل التسع في الاسم الذي لا ينصرف علل فرعية، وقد جُمِعت في هذا البيت:

اجْمَعْ، وَزِن، عَادِلًا، أَنِّث، بِمَعْرِفَةٍ... رَكِّب، وَزِد عُجمَةً، فَالوَصفُ قَد كَمُلا

فالجمع فرع عن الإفراد، ووزن الفعل فرع عن وزن الاسم،  العدل فرع عن المعدول عنه، (أَنِّث) التأنيث فرع عن التذكير، (بِمَعْرِفَةٍ) المعرفة-والمراد العَلَم- فرع عن النكرة، (رَكِّب) التركيب فرع عن الإفراد، (وَزِد) الزيادة فرع المزيد عليه، (عُجمَةً) فرع عن العربية، (فَالوَصفُ) فرع  الموصوف.

ورحم الله والدي وغفر له كان أشكل علي أصول هذه العلل التسع فشرحها لي بنحو هذا؛ لأن النفس قد تسأل أيش معنى فرعية، وما أصل هذا الفرع؟ وبفضل الله سُبحَانَهُ إذا فهمنا هذا، وفهمنا هذه الدروس التي نقرؤها

، فإنه يعيننا ويسهِّل علينا ما بعده؛ لأن الكتب الأخرى ليس كل ما فيها جديد، فأغلب الأمثلة والشواهد من الأدلة وأشعار العرب، والتعريفات والقواعد مذكورة في الكتب الأخرى، ونسأل الله البركة، فمثلًا: تعريف الاسم الذي لا ينصرف نجده في كتب  النحو الأخرى، إما نفس التعريف الذي ذكره ابن هشام رَحِمَهُ اللهُ أو الذي ذُكِر باللفظ الآخر، وهكذا.

وهذا ممَّا تُسَرُّ به النفس، إذا مرَّ بها الشيء الذي حُفِظ وفُهِم ترتفع معنوياتها، وتزداد نشاطًا في الحرص على الاستفادة في ذلك الفنِّ.