بسم الله الرحمن الرحيم
◆◇◆◇◆◇
الاستثناء
الاستثناء في اللغة: مطلق الإخراج.
وفي الاصطلاح: هو الإخراج بـ«إلا» أو إحدى أخواتها، ولولا ذلك الإخراج لكان داخلًا في الحكم السابق.
وأدوات الاستثناء ثمانية: «إلا، وخلا، وعدا، وحاشا، وغير، وسوى بلغاتها، وليس، ولا يكون».
لغات سوى: بالقصر مع الضم والكسر «سِوى، سُوى»، وبالمد مع فتح السين وكسرها «سَواء، سِواء» وهذه الرابعة أغربها وقلَّ من ذكرها.
أركان الاستثناء ثلاثة: أداة الاستثناء، والمستثنى، والمستثنى منه.
الكلام التام: أن يُذكر المستثنى منه.
موجب: بأن لم يسبق بنفي أو شبهه (النهي والاستفهام).
الاستثناء المتصل: أن يكون المستثنى من جنس المستثنى منه.
والمنقطع: ألا يكون المستثنى من جنس المستثنى منه.
[حَالَاتُ الاستِثنَاءِ بِـ «إِلَّا»]
الحالة الأولى: أن يكون الكلام السابق لـ «إلَّا» تامًّا موجبًا سواء كان متصلًا أو منقطعًا، وفي هذه الحالة يجب نصب المستثنى.
الحالة الثانية: أن يكون الكلام السابق تامًّا غير موجب (أي: منفيًّا أو شبهه).
وهذا على حالين:
-أن يكون الاستثناء متصلًا: فيجوز في المستثنى وجهان:
أن يعرب بدل بعض من كل.
النصب على الاستثناء، وذكر ابن هشام رَحِمَهُ اللهُ أن الاتباع أجود.
وعند الكوفيين إذا كان الاستثناء متصلًا منفيًّا تعرب في حالة الاتباع «إلا» عاطفة، والاسم بعدها معطوفٌ على ما قبله.
-أن يكون الاستثناء منقطعًا: أهل الحجاز يوجبون النصب وبلغتهم جاء القرآن، وبنو تميم يجيزون النصب على الاستثناء والإبدال.
إِذَا تَقَدَّمَ الْمُسْتَثْنَى عَلَى الْمُسْتَثْنَى مِنْهُ:
فيجب نصب المستثنى مطلقًا، سواء كان متصلًا أو منقطعًا.
الحالة الثالثة: أن يكون الكلام السابق غير تام، وهذا يقال له: الاستثناء المفرغ؛ لأن ما قبل «إلا» تفرَّغ للعمل فيما بعده.
وشرط صحة التفرغ: تقدم نفي أو شبهه.
أما من حيث إعراب الاسم الواقع بعد «إلا» في الاستثناء المفرَّغ: يعطى ما يستحقه لو لم توجد «إلا» رفعًا ونصبًا وجرًّا.
وَالِاسْتِثْنَاءُ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ مِنِ اسْمٍ عَامٍّ مَحْذُوفٍ، فَتَقدِيرُ: «مَا قَامَ إِلَّا زَيدٌ»: «مَا قَامَ أَحَدٌ إِلَّا زَيدٌ».
الْمُسْتَثْنَى بِـ«غَيْرِ، وَسِوَى»، وَبِـ«خَلَا، وَعَدَا، وَحَاشَا، وَمَا خَلَا، وَمَا عَدَا، وَلَيْسَ، وَلَا يَكُونُ:
هذه الأدوات تنقسم إلى ثلاثة أقسام: ما يخفض دائمًا، وما ينصب دائمًا، وما يخفض تارة وينصب أخرى.
الأول: المستثنى بـ«غير، وسوى» فمجرور لا غير، وأما الأداة نفسها وهي «غير، وسوى» فتعطى إعراب الاسم الواقع بعد «إلا»، وقد سبق بيانه.
حكم «سوى» حكم «غير» خلافًا لسيبويه فإنه يقول: إن «سوى» ملازمة للظرفية، وابن هشام رَحِمَهُ اللهُ يعترض عليه.
الثاني: «ليس، ولا يكون، وما خلا، وما عدا»، هذه الأربعة تنصب الاسم الذي بعدها، وليس فيها إلا هذا الوجه.
-«حاشا» على طريقة بعض النحويين أنها لا يتقدم «ما» عليها.
الثَّالِثُ: «خَلَا، وَعَدَا، وَحَاشَا» هذه الثلاثة الأفعال تستعمل حروفًا، وتستعمل أفعالًا، فإن قدرتها حروفًا فيجر الاسم الذي بعدها كشأن حروف الجر، وإن قدرتها أفعالًا فينصب الاسم الذي بعدها على أنه مفعول به والفاعل ضمير مستتر وجوبًا.