بسم الله الرحمن الرحيم
◆◇◆◇◆◇
التمييز
تعريفه:
لغة يأتي لمعنيين: التفسير، وفصل الشيء عن غيره.
اصطلاحًا هُوَ: اسْمٌ، فَضلَةٌ، نَكِرَةٌ، جَامِدٌ، مُفَسِّرٌ لِمَا انبَهَمَ مِنَ الذَّوَاتِ أو النسب.
(اسْمٌ) خرج بهذا الفعل والحرف.
(فَضلَةٌ) أخرج العمدة، كالخبر والفاعل.
(نَكِرَةٌ) أخرج المعرفة.
(جَامِدٌ) أخرج المشتق، وهذا في الغالب.
(مُفَسِّرٌ لِمَا انبَهَمَ مِنَ الذَّوَاتِ) أخرج الحال، فإنه مفسر لما انبهم من الهيئات.
مما يشترك الحال والتمييز فيه أنهما: اسم، فضلة، نكرة، منصوبان، يفسران الإبهام.
ومما يفترقان فيه: أن الحال يكون مشتقًا، والتمييز يكون جامدًا في الغالب.
أن الحال مفسر لما انبهم من الهيئات، والتمييز مفسر لما انبهم من الذوات أو النسب. أن الحال تقع جملةً أو ظرفًا، بخلافِهِ.
التمييز على قسمين:
-تمييز مفرد؛ لأنه يرفع الإبهام عن كلمة واحدة، ويسمى تمييز الذوات، وهو: ما رفع إبهام اسمٍ مذكور قبله مجمل الحقيقة.
-تمييز مفسر نسبة، ويسمى تمييز الجملة، وهو: ما رفع إبهام نسبة في جملة سابقة عليه.
تمييز المفرد يقع بعد هذه الأمور:
الأول: بعد المقادير عِبَارَةٌ عَن ثَلَاثَةِ أُمُورٍ: المَسَاحَاتِ، وَالكَيلِ، وَالْوَزْنِ. وَأَكْثَرُ وُقُوعِهِ بَعدَ الْمَقَادِيرِ.
الثاني: بعد العدد من أحد عشر فما فوق إلى التسعة والتسعين.
ومن تمييز العدد تمييز «كم» الاستفهامية: وتمييزها يلزم النصب والإفراد.
أما إذا سبق «كم» حرفُ جَرٍّ، ففي مميزِها وجهان: النصب، وَهُوَ الْكثير، والجر خلافًا لبَعْضهِم، والجر بـ «مِنْ» مضمرة وجوبًا، أو بالإضافة.
الثالث: بعد ما دل على مماثلة.
الرابع: بعد ما دل على مغايرة.
الخامس: ما كان فرعًا عن تمييز، نحو: «هذا خاتم حديدًا».
تمييز النسبة على قسمين: محول، وغير محول. المحول على ثلاثة أقسام:
محول عن اسم فاعل ﴿وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا﴾.
محول عن المفعول ﴿ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا ﴾.
محول عن المبتدأ، وذلك إذا كان الاسم الواقع بعد «أفعل» التفضيل مغايرًا للتمييز ﴿أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا ﴾، وأما إذا كان الاسم الواقع بعد «أفعل» التفضيل نفس ما قبله فيخفض.
وأما غير المحول «امْتَلَأَ الْإِنَاءُ مَاءً»، وهو قليل.
الحَالُ وَالتَّميِيزُ قَد يَأتِيَانِ لِلتَّأكِيدِ:
قد يقع الحال مؤكِّدًا غير مبين للهيئة، والتمييز غير مبين لإبهام الذات والنسبة، وإنما يفيدان مجردَ التوكيد.
الحال المؤكدة هي: التي يكون معناها معنى ما قبلها، وهي على ثلاثة أقسام: مؤكدة لعاملها إما لفظًا ومعنى أو معنى فقط، ومؤكدة لصاحبها. ومؤكدة لمضمون جملة قبلها.
والتمييز المؤكد هو: الذي يكون من معنى ما قبله، فلو حُذف لفهم المعنى بدونه، والجمهور منعوا وقوع التمييز مؤكدًا، وأوَّلوا ما ورد، ووافقهم ابن هشام في «المغني».