شواهد الدرس (33)
جَفُونِي وَلَم أَجفُ الأَخِلَّاءَ إِنَّني۞۞۞ لِغَيْرِ جَميلٍ مِنْ خَلِيلَيَّ مُهْمِلُ
الشاهد: تنازعَ عاملان «الأَخِلَّاءَ»، فالأول يطلبه فاعلًا، والثاني يطلبه مفعولًا به، فأعمل الأول في ضميره وهو واو الجماعة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا خلاف أنه يجوز إعمال أي العاملين في باب التنازع، وإنما اختلفوا في المختار، فالكوفيون يختارون الأول لسبق العامل، والبصريون يختارون الأخير لقربه من المعمول.
قال ابن مالك رَحِمَهُ اللهُ:
وَالثَّانِ أَوْلَى عِنْدَ أَهْلِ البَصْرَهْ۞۞۞وَاخْتَارَ عَكْسًا غَيْرُهُمْ ذَا أَسْرَهْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاهد التوكيد، قول الشاعر:
فأين إلى أين النجاة بِبَغْلَتي۞۞۞أَتَاكَ أَتَاكَ اللَّاحِقونَ احْبِسِ احْبِسِ
«أتاك» الثانية توكيد للأولى، وهذا لا يكون من باب التنازع؛ إذ لم يتوجه العاملان إلى معمول واحدٍ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَلَو أَنَّ مَا أَسعَى لِأَدنَى مَعِيشَةٍ۞۞۞كَفَانِي وَلَم أَطلُب قَلِيلٌ مِنَ المَالِ
الشاهد: هذا البيت ليس من التنازع؛ لعدم توجُّهِ العاملين إلى معمول واحد وهو قليل.