من ألفاظ عموم النفي
الفرق بين العبارتين التاليَتَيْنِ:
كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ.
لَمْ يَكُنْ كُلُّ ذَلِكَ.
قَالَ أَصْحَابُ الْمَعَانِي: إِنَّ لَفْظَ كُلٍّ إِذَا تَقَدَّمَ وَعَقِبَهَا النَّفْيُ كَانَ نَفْيًا لِكُلِّ فَرْدٍ لَا لِلْمَجْمُوعِ، بِخِلَافِ مَا إِذَا تَأَخَّرَتْ، كَأَنْ يَقُولَ: لَمْ يَكُنْ كُلُّ ذَلِكَ. اهـ من «فتح الباري»(3/101).
فقول: كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ. نفي للعموم.
ومنه قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ» رواه مسلم (573) عن أ بي هريرة، قاله جوابًا لسؤال ذي اليدين: أَقُصِرَتِ الصَّلَاةُ يَا رَسُولَ اللهِ أَمْ نَسِيتَ؟
فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ»، أي: ما كان شيء من ذلك، لا القصر ولا النسيان.
ومنه قول الشاعر:
قد أصبحت أم الخيار تدَّعي ... عليَّ ذنبا كله لم أصنع
أي: لم أصنع شيئا منه.
وإذا قال: لَمْ يَكُنْ كُلُّ ذَلِكَ. اقتصر على نفي البعض.
ومنه قول الشاعر:
ما كل رأي الفتي يدعو إلى رشد...
ينظر:«مغني اللبيب»(265)، و«خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب»(1/359)لعبد القادر البغدادي، و«الإيضاح في علوم البلاغة»(2/77) للقزويني، و «همع الهوامع»(2/600) للسيوطي.