حكم الغش في الامتحانات
السائل: جزاك الله خير، الغش في الامتحانات...؟
الشيخ: الغش في الامتحانات إن كان في مادةٍ لا تنفع الإسلام، ولا المسلمين، فلا عليكَ إذا كتبت في رجلِك، أو في يدك، أو في ورقة.
أخبرنا بعضُ مشايخنا: أنه اكتُشف شابٌ قد كتب في ساعده، وبعدها سيؤذونه فإذا هو يضحك هكذا، والله المستعان.
آخر أيضًا اكتُشف وعنده ورقة، وكيف يفعل بها؟ لاكها لاكها، ثم ابتلعها.
فإذا كانت المادة لا تنفع الإسلام ولا المسلمين فلا بأس.
أما إذا كانت مادةً دينيةً فنخشى أن يكون من الذين يحبون أن يُحمدوا بما لم يفعلوا.
والرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يقول: «من تزيَّا بما ليس فيه كلابسي ثوبي زور» أو بهذا المعنى.
[رواه البخاري (5219)، ومسلم (2129) عَنْ أَسْمَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بلفظ:«المُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ»]
فلا ينبغي له أن يحرص على أن يُحمد بما لم يفعل، لكن سلوا الله سبحانه وتعالى أن يوفِّق المسلمين لإنشاء مدارس تُعلِّم المسلمين ما ينفعهم في دينهم ودنياهم، فرُب طالبٍ يتخرج من الجامعة وهو عاطلٌ من العلم الدِّيني ومن العلم الدُّنيوي، يا حبذا لو تعلم علمًا دنيويًّا يسد فراغًا، لكن لا ذا ولا ذاك.
وقد رأيت شبابًا يتخرجون من الثانوي، تقول له: اقرأ﴿ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ﴾ [قريش : 1] .
يقول: (لِيلا في قريش لا فيهم)، وهكذا غير ذلك أيضًا.
فهذه المدارس يا إخوان لم يوفَّقِ المسلمون في إنشائها إنشاءً تنفعُ الإسلام والمسلمين، يبقى الطالبُ يركض ويجري بعد الشهادة، وبعد أن يتخرَّجُ وهو عاطل من العلم، والله المستعان.
الشأن أن المسلمين لو وفقوا أن يبدأ أبناؤهم بحفظ القران؛ لأن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يقول: «من قرأ القرآن وعمل به، أُلبس تاجًا ضوءه أحسن من ضوء الشمس يوم القيامة، ويكسى والداه حُلتين لا تقوم لهما الدنيا، فيقولان: بما كسينا هذا فيُقال: بأخذ ولدكما القرآن».
[رواه أبو داود (1453) عَنْ مُعَاذٍ الْجُهَنِيِّ]
ويقول الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ كما في «الصحيح»: «الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأه وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ، وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ، لَهُ أَجْرَانِ». متفق عليه [البخاري (4937)، ومسلم (798)] من حديث عائشة.
ثم بعدها يتعلم العقيدة.
وبعد أن يتعلم العقيدة يتعلم من اللغة العربية ما يستقيم به لسانُه.
ثم بعد ذلك إذا أحب يتعلم اللغة الإنجليزية من نفسِه، فلا بأس أن يتعلم، ليس هناك ما يمنع، بل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ أمر زيد بن ثابت أن يتعلم اللغة العبرية.
لكن ماذا يتعلمها، يا إخوان؟ واحد من المجموعة يتعلمها، أما أن يصير أبناء المسلمين كلُّهم، وبعضهم ربما لا يحبُّها. نعم، يصير أبناء المسلمين نهاية أمره ربما يكون مترجِمًا عند نصراني، أو خادمًا لنصراني يترجم له، والله المستعان.
المرجع/ فتوى في آخر ش محاضرة / الأحداث الفاضحة لوالدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله.
