أُمُّ فَاطِمَةَ عَائِشَةُ بِنْتُ إِبْرَاهِيمَ زوجة الإمام
المزي
ترجم لها زوجُ ابنتها زينب -وهو الحافظ ابن كثير- في «البداية
والنهاية»(14/ 221)، وقال: ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ إِحْدَى وأربعين وسبعمائة...، وَفِي
أَوَّلِ شَهْرِ جُمَادَى الْأُولَى تُوُفِّيَتِ الشَّيْخَةُ الْعَابِدَةُ
الصَّالِحَةُ الْعَالِمَةُ قَارِئَةُ الْقُرْآنِ أُمُّ فَاطِمَةَ عَائِشَةُ بِنْتُ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ صِدِّيقٍ، زَوْجَةُ شَيْخِنَا الْحَافِظِ جَمَالِ الدِّينِ
الْمِزِّيِّ عَشِيَّةَ يَوْمِ الثُّلَاثَاءِ مُسْتَهَلِّ هَذَا الشَّهْرِ،
وَصُلِّيَ عَلَيْهَا بِالْجَامِعِ صَبِيحَةَ يَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ، وَدُفِنَتْ
بِمَقَابِرِ الصُّوفِيَّةِ غَرْبِيِّ قبر الشيخ تقى الدين ابن تَيْمِيَةَ
رَحِمَهُمُ اللَّهُ.
وكَانَتْ عَدِيمَةَ النَّظِيرِ([1]) فِي
نِسَاءِ زَمَانِهَا؛ لِكَثْرَةِ عِبَادَتِهَا وَتِلَاوَتِهَا وَإِقْرَائِهَا
الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ، بِفَصَاحَةٍ وَبَلَاغَةٍ وَأَدَاءٍ صَحِيحٍ، يَعْجِزُ
كَثِيرٌ مِنَ الرِّجَالِ عَنْ تَجْوِيدِهِ، وَخَتَّمَتْ نِسَاءً كَثِيرًا،
وَقَرَأَ عَلَيْهَا مِنَ النِّسَاءِ خَلْقٌ، وَانْتَفَعْنَ بِهَا وَبِصَلَاحِهَا
وَدِينِهَا وَزُهْدِهَا فِي الدُّنْيَا، وَتُقَلُّلِهَا مِنْهَا، مَعَ طُولِ
الْعُمُرِ؛ بَلَغَتْ ثَمَانِينَ سَنَةً أَنْفَقَتْهَا في طاعة الله صَلَاةً
وَتِلَاوَةً.
وَكَانَ الشَّيْخُ-الإمام
المزي- مُحْسِنًا إِلَيْهَا مُطِيعًا، لَا يَكَادُ يُخَالِفُهَا؛ لِحُبِّهِ لَهَا
طَبْعًا وَشَرْعًا، فَرَحِمَهَا اللَّهُ وَقَدَّسَ رُوحَهَا، وَنَوَّرَ
مَضْجَعَهَا بِالرَّحْمَةِ، آمِينَ.
فهذه ترجمة موجزة نيِرَةٌ مؤثِّرة لهذه المرأة الصالحة، رحمها
الله وغفر لها، فاللهم وفقنا وطالبات العلم للتأسي بها وبمَن قبلها، من الفُضليات
أهل العلم والإحسان.