قال تَعَالَى: ﴿مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ﴾ [الأنبياء: 2]
الذكر هنا: القرآن.
وقوله: ﴿مُحْدَثٍ﴾ قال ابن كثير رَحِمَهُ اللهُ في «تفسيره»(5/332): أَيْ: جَدِيدٌ إِنْزَالُهُ. اهـ.
وهذه الآية استدل بها المعتزلة على أن القرآن مخلوق، قالوا: المحدث مخلوق، وهذا خلاف تفسير السلف.
وهكذا استدلوا بقوله تَعَالَى: ﴿ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3)﴾ [الزخرف: 3]. قالوا: جعل بمعنى: خلق، ورُدَّ عليهم بأن «جعل» هنا بمعنى: صير؛ لأنها تعدت إلى مفعولين، المفعول الأول: الضمير الهاء، والمفعول الثاني: قرآنًا. وأما «جعل» التي بمعنى: خلق، فتتعدى إلى مفعول واحد، كقوله تَعَالَى: ﴿ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ﴾ [الأنعام: 1]. أي: خلق.