جديد المدونة

جديد الرسائل

الاثنين، 7 مارس 2022

(20)من أحكام الصلاة

 

سبب الخشوع في الصلاة

قال ابن كثير رَحِمَهُ اللهُ في تفسير سورة المؤمنون: وَالْخُشُوعُ فِي الصَّلَاةِ إِنَّمَا يحصل لمن فرَّغ قلبه لها، وَاشْتَغَلَ بِهَا عَمَّا عَدَاهَا، وَآثَرَهَا عَلَى غَيْرِهَا، وَحِينَئِذٍ تَكُونُ رَاحَةً لَهُ وَقُرَّةَ عَيْنٍ، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ عَنْ أَنَسٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «حُبِّبَ إِلَيَّ الطِّيبُ وَالنِّسَاءُ، وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ» اهـ.

فسبب الخشوع في الصلاة: تفريغ القلب والاشتغال بالصلاة عما عداها، وهذا يحتاج إلى مجاهدة عظيمة، أن المصلي يقبل على صلاته وينحِّي جميع الشواغل عنه، حتى يحصل له الخشوع.

وعلى المصلي أنه يستشعر أنه يناجي الله، كما  قال النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ فِي صَلاتِهِ فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ، أَوْ إِنَّ رَبَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ القِبْلَةِ» الحديث رواه البخاري (405)، ومسلم (551) عَنْ أَنَسِ.

فإذا استشعر المصلي أنه يناجي ربه فهذا قد يعينه على استحضار قلبه وإتقان صلاته وإحضار خشوعه.

ومتى تكون له الصلاة راحة قلب وقرة عين كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حُبِّبَ إِلَيَّ الطِّيبُ وَالنِّسَاءُ، وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ»، وقال: «قُمْ يَا بِلَالُ فَأَرِحْنَا بالصلاة»؟

إذا خشع قلبه يجد لذة الصلاة وحلاوتها وأنسها، ويجد الراحة فيها والطمأنينة، أما إذا صلى وقلبه لاهٍ فينتهي من صلاته ولا يجد لها لذة وحلاوة، وأعظم من هذا والعياذ بالله أن يستثقل الصلاة؛ فإن هذا من صفات المنافقين ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (142)﴾[النساء: 142].

وأيضًا من أسباب فقد الخشوع في الصلاة: المعاصي، نسأل الله عز وجل أن يرزقنا الخشوع.