جديد المدونة

جديد الرسائل

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2020

(139)الاخْتِيَارَاتُ العِلْمِيَّةُ لوالدي الشيخ مقبل رحمه الله

 

هل الأنبياء يحتلمون ويتثاءبون وغير ذلك من الأمور الصادرة من الشيطان؟

ج: ما فيه دليل أنهم كانوا يحتلمون، وهم بشر وليس الاحتلام من الشيطان في كل الأحوال.

وأما حديث عائشة وأُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَما كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ غَيْرِ احْتِلَامٍ، ثُمَّ يَصُومُ»[رواهما البخاري(1925)،ومسلم (1109)،واللفظ لمسلم] .

فقولهما:«مِنْ غَيْرِ احْتِلَامٍ»اختلف أهل العلم: هل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يحتلم؟

فمنهم: من رأى أنه لا يحتلم، وعده من خصائص الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وعلل أنه من الشيطان.

ودعوى أنه من الشيطان فقط غير صحيح؛ فإن للاحتلام أسبابًا:

كالمرض ،والبرد الشديد ،أو ينام وهو يفكر في الجماع، ونحو ذلك.

والحاصل: أنه لا مانع من أنه كان يجري عليه صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما يجري على غيره من الاحتلام، إلا أنه لا يكون سببه الشيطان؛ لأَنَّ الله قد عصمه من الشيطان، والله أعلم.

وكذلك التثاؤب ما جاء أنهم كانوا يتثاءبون.

استفدته وقيَّدته من/دروس والدي رحمه الله.

---------------------

قلت:وللحافظ ابن كثير كلام بنحو هذا في «الفصول في سيرة الرسول»(302)،فقد قال:هل كان يحتلم؟ على وجهين:

صحح النووي المنع، ويشكل عليه حديث عائشة.ثم ذكر الحديث المتقدم.

قال:والأظهر في هذا التفصيل، وهو أن يقال:

 إن أريد بالاحتلام فيض من البدن، فلا مانع من هذا.

 وإن أريد به ما يحصل من تخبط الشيطان، فهو معصوم من ذلك صلى الله عليه وسلم.

ولهذا لا يجوز عليه الجنون ويجوز عليه الإغماء، بل قد أغمي عليه في الحديث الذي روته عائشة رضي الله عنها في الصحيح، وفيه أنه اغتسل من الإغماء غير مرة، والحديث مشهور.