جديد الرسائل

الجمعة، 24 أبريل 2020

كلمة عن شهر رمضان المبارك 1441




نتواصى بالجد والاجتهاد  في هذا الشهر المبارك.

شهر  يقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن صيامه:«مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» رواه البخاري  ومسلم عن أبي هريرة.

 شهر يقول  النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن قيام ليله:«مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».

 إن هذه فرصة عظيمة لنا،وقد أكرمنا  ربنا سبحانه بإدراك  اليوم الأول من هذا الشهر المبارك،ونسأل الله عز وجل أن يختم لنا فيه بخير،فعلينا أن نتسابق في هذا الشهر المبارك لنفوز بخيراته وبركاته.

فخيراته عظيمة وبركاته كثيرة،والموفق من سابق فيه إلى الخيرات والمبرَّات،والخاسر من تكاسل وفرَّط فيه.

ولْنعلم وفقنا الله وإياكم أن مما يُشرَع لنا في هذا الشهر الكريم:

·     الاهتمام بالقرآن الكريم فهذا الشهر هو شهر القرآن وقد كان الرسول ﷺ يكثر فيه من قراءة القرآن كما قال ابن عباس «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ»رواه البخاري (6)،ومسلم (2308).

 وتدارس القرآن في رمضان من الأمور المستحبة،هذا يقرأ فإذا أتمَّ قراءته قرأ الآخر،أو يقرأ أحدهما دون الآخر.

·     قيام الليل في رمضان وبطمأنينة وخشوع فإن الخشوع روح الصلاة ولُبُّها.

·      الاعتدال في النوم فالصائم قد يصاب بالفتور وخاصة أن الأجسام قد ضعُفَتْ،والعزائم وهَنَتْ،بخلاف ماكان عليه الأقدمون كما قال بعض  السلف:كنا نستعين على الحفظ بالصوم. أعطاهم الله قوة بخلافنا نحن،لكن نستعين بالله عز وجل ونجاهد أنفسنا.

 فالاعتدال في النوم لا بُدَّ منه حتى نفلِحَ،فإن كثرة النوم مضيعة للوقت،ويفوتُ بسببه خيرٌ كثيرٌ،والقليل من يوفَّقُ فينظم وقت نومه،وينظم وقته في طلب العلم ومراجعة القرآن،وينظم وقته في القيام بشواغله،لأن الشواغل لا يُستطاع التخلص منها،فالتفرغ الكُلِّي لا يتيسر إلا لِمن يسره الله له،والبركة من الله.



·     حفظ اللسان كما قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ ".

 وحفظ اللسان يحتاج إلى مجاهدة عظيمة،ويحتاج إلى التقليل من الكلام، ومن كثر كلامه كثر سقَطُه سواء في رمضان أوفي غيره،فلزومًا للصمت إلا ما كان في خير كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ».

وثبت عن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الحديث ،وفيه:«فَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ عَنْ شَرٍّ، قُولُوا خَيْرًا تَغْنَمُوا وَاسْكُتُوا عَنْ شَرٍّ تَسْلَمُوا».

·     الحِلْم والبُعد عن الغضب روى البخاري (6116) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوْصِنِي، قَالَ: «لاَ تَغْضَبْ» فَرَدَّدَ مِرَارًا، قَالَ: «لاَ تَغْضَبْ» وهذا الحديث فإن كان في سائر الأوقات لكنه آكد في شهر الصيام نسأل الله أن يعيننا على أنفسِنا.

·     اجتناب الصَّخب ورفع الأصوات،كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ.



·     الإكثار من ذكر الله .وهذا عين الفلاح والسعادة قال تعالى:﴿واذْكُرُوا الله كثيرا لَعَلَّكُمْ تفلحون﴾[الأنفال: 45].وقد قال ابن القيم رحمه الله في «الوابل الصيب»(75):أفضل الصوَّام أكثرهم ذكرًا لله عز وجل في صومهم.


إن هذا الشهر فيه تربية لنا على القوة والنشاط في العبادة والحذر من غضب الله، قال ربنا سبحانه:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾[البقرة: 183].
 
اللهم إنا نعوذ بك من العجز والكسل وفتنة الدنيا.

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.