الدعاء لمن لبس ثوبًا جديدًا
عن أُمِّ
خَالِدٍ بِنْتُ خَالِدٍ رضي الله عنها، قَالَتْ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثِيَابٍ فِيهَا خَمِيصَةٌ سَوْدَاءُ، قَالَ: «مَنْ
تَرَوْنَ نَكْسُوهَا هَذِهِ الخَمِيصَةَ» فَأُسْكِتَ القَوْمُ، قَالَ: «ائْتُونِي
بِأُمِّ خَالِدٍ» فَأُتِيَ بِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَأَلْبَسَنِيهَا بِيَدِهِ، وَقَالَ: «أَبْلِي وَأَخْلِقِي» مَرَّتَيْنِ، فَجَعَلَ
يَنْظُرُ إِلَى عَلَمِ الخَمِيصَةِ وَيُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَيَّ وَيَقُولُ: «يَا
أُمَّ خَالِدٍ هَذَا سَنَا وَيَا أُمَّ خَالِدٍ هَذَا سَنَا» وَالسَّنَا بِلِسَانِ
الحَبَشِيَّةِ الحَسَنُ.رواه
البخاري(5845).
وذكره النووي رحمه
الله في «الأذكار»(21)تحت باب: (بابُ ما يقولُ لصاحبه إذا رأى عليه ثوبًا جديدًا)
من فوائد هذا
الحديث:
جواز لبس الأسود
للنساء. قال الشوكاني في«نيل الأوطار»(2/118):وَلَا أَعْلَمُ فِي ذَلِكَ
خِلَافًا.
الرحمة بالصغير
وإدخال السرور عليه.
بيان ما
يُقَالَ لِمَنْ لَبِسَ ثَوْبًا جَدِيدًا.
قال
الشوكاني في «نيل الأوطار»(1/458):هَذَا مِنْ بَابِ التَّفَاؤُلِ وَالدُّعَاءِ
لِلَّابِسِ بِأَنْ يُعَمَّرَ وَيَلْبَسَ ذَلِكَ الثَّوْبَ حَتَّى يَبْلَى
وَيَصِيرَ خَلَقًا.
جواز الدعاء بطول
العمر.
استجابة الله عزوجل
هذه الدعوة النبوية فقد تعمَّرت أم خالد حتى إن موسى بن عقبة صاحب المغازي أدركها
وسمع منها،مع تأخره،فعِدادُهُ
فِي صِغَارِ التَّابِعِيْنَ كما في
ترجمته من سير أعلام النبلاء .
روى البخاري(6364) من طريق مُوسَى بْنِ
عُقْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ خَالِدٍ بِنْتَ خَالِدٍ، قَالَ: وَلَمْ أَسْمَعْ
أَحَدًا سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَهَا،
قَالَتْ:سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «يَتَعَوَّذُ مِنْ
عَذَابِ القَبْرِ» .
وهذا نصٌ من موسى بن عقبة رحمه الله أنه سمع منها ،وأنه لم يسمعْ من أَحَدٍ
سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ أم خالد.
قال
الحافظ في «فتح الباري»(3071): وَوَقَعَ فِي نُسْخَةِ الصَّغَانِيِّ هُنَا مِنَ
الزِّيَادَةِ فِي آخِرِ الْبَابِ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ هُوَ الْمُصَنِّفُ –أي
البخاري-:لَمْ تَعِشِ امْرَأَةٌ مِثْلَ مَا عَاشَتْ هَذِهِ يَعْنِي أُمَّ خَالِدٍ .
قال
الحافظ قلت :وإدراك مُوسَى بن عقبَة لَهَا دَالٌّ عَلَى طُولِ عُمُرِهَا،لِأَنَّهُ
لَمْ يَلْقَ مِنَ الصَّحَابَةِ غَيْرَهَا . اهـ
تواضع النبي صلى الله
عليه وعلى آله وسلم.
جواز التكلم باللغة
الأجنبية في بعض الحالات النادرة.
ومن
الأدعية لمن لبس ثوبًا جديدًا
عَنْ
ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى عَلَى عُمَرَ قَمِيصًا أَبْيَضَ، فَقَالَ:
"ثَوْبُكَ هَذَا غَسِيلٌ أَمْ جَدِيدٌ؟ قَالَ: لا، بَلْ غَسِيلٌ. قَالَ:
"الْبَسْ جَدِيدًا، وَعِشْ حَمِيدًا، وَمُتْ شَهِيدًا"رواه ابن ماجة(3558)،وأحمد(9/441).
ورجاله ثقات ولكنه
معل.أعلَّه جمع من الحفاظ وأئمة الحديث، وحكم عليه بأنه حديث منكر يحيى بن معين
والنسائي.
وقال أبوحاتم:حديث
باطل.
وذكره والدي الشيخ
مقبل في «أحاديث معلة»( 252)،وقال في خاتمة
كلامه رحمه الله على هذا الحديث:فالحاصل أنه حديث منكر كما قاله النسائي.
عن أَبي
نَضْرَةَ: " كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم إِذَا لَبِسَ أَحَدُهُمْ ثَوْبًا جَدِيدًا
قِيلَ لَهُ: تُبْلِي وَيُخْلِفُ اللَّهُ تَعَالَى "رواه أبو داود(4020)وسنده
صحيح،وهو موقوف.
ولكن ذكر الحافظ في «فتح
الباري»(تحت رقم 5823)أنه وَقَعَ فِي رِوَايَةِ أَبِي زَيْدٍ الْمَرْوَزِيِّ عَنْ
الْفَرَبْرِيِّ«وَأَخْلِفِي» بِالْفَاءِ -أي بدل«وأخلقي »-،قال:وَهِيَ أَوْجَهُ
مِنَ الَّتِي بِالْقَافِ لِأَنَّ الْأُولَى تَسْتَلْزِمُ التَّأْكِيدَ إِذِ الْإِبْلَاءُ
وَالْإِخْلَاقُ بِمَعْنًى،لَكِنْ جَازَ الْعَطْفُ لِتَغَايُرِ اللَّفْظَيْنِ،وَالثَّانِيَةُ
تُفِيدُ مَعْنًى زَائِدًا وَهُوَ أَنَّهَا إِذَا أَبْلَتْهُ أَخْلَفَتْ غَيْرَهُ.
ثم ذكر
الحافظ أن الَّتِي بِالْفَاءِ أَوْلَى.
قال:
وَيُؤَيِّدُهَا مَا أَخْرَجَهُ
أَبُو دَاوُدَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ..الأثر.