من
الأخطاء في الدعاء للمريض
قول:قوَّى
اللهُ ضعفَك
عن الرَّبِيع
بْن سُلَيْمَانَ: " دَخَلْتُ عَلَى الشَّافِعِيِّ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَقُلْتُ
لَهُ: قَوَّى اللَّهُ ضَعْفَكَ.
فَقَالَ:
لَوْ قَوَّى ضَعْفِي قَتَلَنِي.
فَقُلْتُ:
وَاللَّهِ، مَا أَرَدْتُ إِلا الْخَيْرَ.
قَالَ:
أَعْلَمُ أَنَّكَ لَوْ شَتَمْتَنِي لَمْ تُرِدْ إِلا الْخَيْرَ ".
أخرجه
ابن أبي حاتم في آداب الشافعي ومناقبه(209)عن أبيه أبي حاتم عن الربيع،به.
وفي
رواية عنده أن الشافعي عَلَّمَهُ، فَقَالَ: قُلْ: «قَوَّى اللَّهُ قُوَّتَكَ،
وَضَعَّفَ ضَعْفَكَ».
وأخرجه
البيهقي في مناقب الشافعي وآدابه(2/217)وعنده: فقال يا ربيع، أجاب الله قلبَك ولا أجاب لفظك، إنْ
قوّى ضَعْفِي علَيَّ قتلني، ولكن قل: قَوَّاكَ اللهُ على ضَعْفِك.
وأخرجه
ابن عبدالبر في الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء(94)،وعنده: فَقُلْتُ قَوَّى اللَّهُ
ضَعْفَكَ فَقَالَ إِذَنْ يَقْتُلُنِي لأَنَّهُ إِنَّمَا هُوَ ضَعْفٌ وَقُوَّةٌ
فَإِذَا قَوَّى اللَّهُ الضَّعْفَ قَتَلَ صَاحِبَهُ.
قال ابن
أبي حاتم: وَقَالَ غَيْرُ الشَّافِعِيِّ: يَنْبَغِي أَنْ يُقَالَ: قَوَّى
اللَّهُ مِنْ ضَعْفِكَ.
قلت:الربيع
بن سليمان هو المرادي من أجلِّ تلاميذ الشافعي وأقربهم إليه،فالإمام الشافعي يعرف
صدق مودته فلهذا حمل كلامه على أحسن معنى،ودلَّه على الصواب في العبارة، وبيَّن له
أن الضعف إذا قوِيَ واشتد وزاد أهلك صاحبه،وقال له: أَعْلَمُ أَنَّكَ لَوْ
شَتَمْتَنِي لَمْ تُرِدْ إِلا الْخَيْرَ.
تنبيه
جاء حديث
عن بريدة فيه الدعاء:اللهُمَّ إنِّي ضَعِيفٌ فَقَوِّ فِي رِضَاكَ ضَعْفِي.أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار(180)،وفيه أبو دواد نفيع بن الحارث
الأعمى متروك.
وذكره الشيخ الألباني
في الضعيفة(3359)،وقال:موضوع.
قلت:وعلى ثبوت الحديث
فقد وجَّهَ معناه الطحاوي وقال: إنَّمَا مُرَادُهُ فِيهِ وَاللهُ أَعْلَمُ أَنْ
يَجْعَلَ مَا فِيهِ الضَّعْفُ مِنْهُ،وَهُوَ بَدَنُهُ قَوِيًّا فَهَذَا أَحْسَنُ
مَا وَجَدْنَاهُ فِي تَأْوِيلِ هَذَا الْحَدِيثِ، وَاللهَ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ.اهـ
قول:الله
يُشفيك بضم الياء،بدل الله يَشفيك.
استفدت من والدي
الشيخ مقبل رحمه الله:
الله يُشفيك: بضم
الياء دعاء بالهلاك.
الله يَشْفِيك: بفتح الياء دعاء له بالشفاء.